إن تطور العملية التربوية التعليمية ضرورة تتطلبها سياسة التعليم في أي بلد كان، كما أن تطبيق البرامج والأنظمة الحديثة وتطويعها وفق احتياج البيئة التعليمية أمر طبيعي؛ لما يترتب عليه من الحصول على مخرجات تحقق المأمول بإذن الله. وفي الآونة الأخيرة خطَّت وزارة التربية والتعليم خطوات متميزة علَّ أبرزها تطبيق (التقويم الشامل للمدرسة) في تعليم البنين، ومن ثَمَّ في تعليم البنات؛ إذ تستطيع من خلاله الوقوف على واقع العملية التربوية التعليمية عن قرب، ليقدم صورة كاملة وشاملة وصادقة لجميع عناصر المدرسة من خلال أسلوب علمي منهجي دقيق يعتمد على أدوات وإجراءات مقننة، ويقوم على تطبيقه نخب من ذوي الكفاءات والخبرة.ولقد أحسن المسؤولون في الوزارة صنعاً بالموافقة على افتتاح إدارات التقويم الشامل للمدرسة (بنين وبنات) في مختلف المناطق والمحافظات، وتفريغ الكفاءات المؤهلة للقيام بدورها الحيوي لتسهم في إنجاح مسيرة التطور العلمي.ولم تدخر الإدارة العامة للتقويم الشامل للمدرسة على مستوى البنين أو البنات جهداً في التعريف بالتقويم الشامل للمدرسة لمنسوبيه بخاصة ولمنسوبي وزارة التربية والتعليم بعامة، من خلال تقديم العديد من الدورات وورش العمل، فضلاً عن قيام الإدارة العامة للتقويم الشامل للمدرسة - تعليم البنات - بتشكيل فرق عمل متعددة للقيام بزيارات تدريبية لعدد من إدارات التقويم الشامل للمدرسة في عدة مدن بهدف إقامة برامج تدريبية لمنسوبات إدارات التقويم الشامل للمدرسة، وتوطينه لمنسوبات التربية والتعليم في تلك المدن والتعريف به، وإزالة اللبس بين مهامه ومهام الإدارات الأخرى التي تصب جميعها في مصلحة التربية والتعليم. ويخطئ مَن يعتقد أن مهمة فريق التقويم الشامل للمدرسة هي تصيُّد الأخطاء في المدارس؛ إذ إنه في حقيقة الأمر يقف على أسباب القصور مستنداً إلى الأدلة والبراهين، ويطالب بوضع الحلول المثلى لمعالجتها، وفي الوقت ذاته فإنه يعزز الإيجابيات ويشيد بها.كما أن اتهام فريق التقويم بعرقلة اليوم الدراسي واضطراب الحصص مردود بأن المدرسة المنضبطة في أدائها التي تسير وفق ما رسم لها لن تتأثر بزيارة تفقدية في أيام قلائل من قِبل تربويين يدركون أهمية الوقت والتنظيم في اليوم الدراسي. وبعد: إن تحقيق أهداف التربية والتعليم وفق ما وضعه مخططو البرامج التربوية والتعليمية يتطلب منا مضافرة الجهود والتفاؤل بكل برنامج حديث نافع يساعد في دفع عجلة التطور قدماً.
|