كان من حسن حظي أن يتم نقلي من محافظة الخرج إلى محافظة الدرعية عن طريق وزارة التربية والتعليم لكي أعمل معلماً وقد تجولت كثيراً في ذلك المساء الجميل في بداية العام الدراسي وناظرت الجمال والطبيعة والأجواء المتميزة والآثار الكثيرة وكأنك في عمق التاريخ تأخذ جولة صغيرة كبيرة في نوعه وهذا شيء جميل والأجمل هو بشاشة أهالي الدرعية الكرماء وحسن الاستقبال والضيافة وهذا ليس بمستغرب. وكان شرف لي أن ألتقي سيدي صاحب السمو الأمير أحمد بن عبدالله بن عبدالرحمن آل سعود محافظ محافظة الدرعية في مدرسة تحفيظ القرآن الكريم وهو في زيارة رسمية لها وكان غاية في التواضع والتعامل والاحترام.. إنسان عملي يحب النجاح ويسعى من أجله يكره الثناء والمدح يحبذ النقد في عمله يصغي لكل من يشتكي وهذه قليلة في بعض المسؤولين فجزاه الله خير الجزاء، من خلال الجولة التفقدية كان يسأل عن حال المدرسة عموماً والطلاب والمعلمين خصوصاً وهو يسأل عن كل صغيرة وكبيرة حتى أنه يسعى لجعل المدرسة مجمعاً يحوي مدارس تحفيظ القرآن الكريم بالدرعية وهذا عمل فيه خير وخصوصاً أنه من أجل القرآن الكريم يطول الحديث عن أمير الدرعية ولكن أتمنى لسموه الكريم التوفيق والنجاح.ما أود أن أتطرق إليه هو أن محافظة الدرعية بلد التاريخ فكيف لا يتم العناية بها أكثر تفاجأت وأنا أتجول فيها أن ينقصها الشيء الكثير من الخدمات والمشاريع البلدية والصحية وغيرها ينقص بعض الشوارع التنظيم فيوجد عمل عشوائي وهذا خطأ، اللوحات الإرشادية قليلة جداً ويا حبذا لو تكون مرشدة للمعالم الأثرية والأماكن التاريخية لأنها يفد إليها الزوار من كل مكان، اللوحات الترحيبية بالزوار لا تجد لها مكاناً، المحالات التجارية غير مهتمة بالمظهر الخارجي فلابد من إلزام أصحاب المحلات التجارية بجعل الواجهة من الرخام أو الحجر لكي تعطي منظراً جمالياً للمظهر العام، التشجير قليل جداً والمعروف أن الدرعية أرض زراعية والماء موجود ولله الحمد فلذلك لابد من الاهتمام أكثر التشجير، الأرصفة لبعض الشوارع ينتهي المقاول ولا يتم عمل رصيف للشارع وهذا عين الخطأ المعالم الأثرية لا تعلم أين هي فلابد من توزيع خارطة للدرعية وهي تعتبر المرشد السياحي للمحافظة، تفعيل بعض البرامج المقامة في منطقة الرياض واستضافتها في محافظة الدرعية عمل بعض الأنشطة التي تستقطب العدد الأكبر من الأهالي لزيارة الدرعية أقامه الحفلات والندوات والأمسيات الشعرية والمعارض لكي نفعل من درعية التاريخ ونجعلها حاضرة في كل زمان، لا يوجد فنادق في الدرعية والزائر يحب أن يكون قريب من المنطقة التي يزورها، وأيضاً لا يوجد شقق مفروشة وخدمات لمن يزور الدرعية لابد أن لا نتعذر بأن كل شيء موجود في الرياض فالدرعية محافظة لها وزنها وتاريخها وقربه من الرياض لابد أن يكون نعمة لا نقمة وفي ذلك نعمل من أجل تحقيق مطلب الزوار ونجعل الدرعية جاذبه وليست طارده، الشركات والمؤسسات تعمل في أي مكان فلماذا لا يتم جلبها وجعلها في أرض الواقع بحيث تهتم بالمحافظة والآثار وأطلب منها عمل مجسمات وخدمات وصيانة للمعالم الأثرية والاهتمام فيها وأنارته وتشجيرها وجعل الخدمات متوفرة في كل وقت وهي تنفع المحافظة من خلال إعطائها بعض المشاريع وهذا دارج في العديد من المناطق والمحافظات أعلم أن صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير الرياض يهتم كثيراً بمحافظة الدرعية ومتابعة سمو الأمير محافظ محافظة الدرعية بحيث لديه الكثير من المخطط والطموح ما ليس له حدود، ولكن الشيء بالشيء يذكر وكلنا نعمل من أجل مصلحة بلادنا وأنا من منطقة الجوف ويهمني المناطق التي لها تاريخ ولها من المكانة ما يميزها عن غيرها.
|