* الرياض - عبدالرحمن السريع: كثرت بشكل مخيف حالات الطلاق بين الشباب والشابات واكتظت المنازل بالمطلقات وانتقلت إلى بعض الشباب والشابات الذين لم يقدموا بعد على الحياة الزوجية، وأصبحت مشكلة يعاني آثارها الكثيرون. الجزيرة تطرح هذه القضية لتكشف ما بداخل الشباب والشابات من مشاكل سببت الطلاق كما تقدم رأي علماء الدين عن هذه الظاهرة التي أخذت بالازدياد، ولمعرفة أسباب الطلاق ونتائجه قامت الجزيرة باستطلاع آراء الشباب والشابات. دور الأب والأم يقول أحد الشباب: كثرة الطلاق أحملها للأب والأم نظراً لعدم معرفة الشاب فن التعامل مع الزوجة وبعد الأب والأم عنا قبل الزواج فتجد الشاب قبل الزواج خارج المنزل حيث اعتاد الجلوس مع الشباب منذ الصغر حتى وقت الزواج الذي يتم عبر الأب والأم. نحن بحاجة لصداقة آبائنا لا للضرب والقسوة، والشابة بحاجة لصداقة أمها حتى صداقة الشاب مع اخته مفقودة الصداقة والصحبة داخل المنزل مفقودة فكيف نواصل حياتنا الزوجية.. إننا نقلد ما يقوم به آباؤنا على زوجاتنا وهي القسوة فيحدث الطلاق ونعود إلى الاستراحات مرة أخرى وكأن شيئاً لم يحدث والأم تبحث عن زوجة أخرى لابنها. الزواج يتم بدون معرفة: شابة أخرى تقول: للأسف الزواج يتم عبر الامهات والآباء دون معرفة الشاب او الشابة بينما هما صاحبا الرأي انا بحاجة لصداقة امي وكشف اسراري لها دون بعض الصديقات وبعد طلاقي من زوجي تغيرت معاملة امي وابي لي، فما ذنبي؟ أنا لم أجد من يسمعني والزواج عن طريق الخاطبة خطأ والأهل يتحملون المسؤولية في طلاقي. ويقول شاب آخر: أمي شاهدت العروس وأبي خطبها وأنا مثل الأطرش في الزفة والمعلومات الخاطئة قد تصدم العروسين فيحدث الطلاق. الدلال الزائد ويقول آخر: طلقت زوجتي بسبب (دلع) البنت الزائد في بيت أبيها وهذا يتعب الشاب فيحدث الطلاق فإمكانياتي لا تسمح لي بتقديم كل ما تشاهده عند الناس وتطلب مثله فطلبت الطلاق وأنا الآن لا أزال أسدد ديون الزواج. وتقول شابة: إخواني ضربوا زوجي فطلقني بدون سبب والنهاية رموني في المطبخ لأخدمهم. ويقول الشاب (م.ع): بسبب أمي طلبت زوجتي الطلاق لعدم رغبتها في الذهاب المستمر مع أمي للمناسبات كما أن تدخل أهلي وأهلها في مشاكلنا اليومية سبب نوعاً من الضغط علينا فقررنا الطلاق. أما (ن.أ) فتقول: كثرت طلبات أمي على زوجي جعلته (يطفش) مني ويطلقني. ويقول (ح.و): أرهقتني المطاعم فطلقت زوجتي وأمها السبب لعدم تعليمها الطبخ لأنها تنام حتى العصر وتطلب مني خادمة للطبخ. الوالد قضى على شخصية الولد ويحكي (س.م) سبب طلاقه قائلاً: زوجتي طلبت الطلاق بسبب والدي لأنه يعاملني أمهامها كالطفل مما جعلها تهاجمني وتقول: أنت عديم الشخصية ماذا تريدني أن أفعله هل أهاجم أبي حتى تحبني زوجتي؟ أم أسكت وتتسلط زوجتي علي؟ وهكذا فحدث الطلاق. وتقول إحدى المطلقات: نطالب رجال الأعمال بالتدخل وإنشاء مصانع للملابس النسائية وتوظيف كل مطلقة فيها وبيعها داخل السوق بدلاً من أن نستورد ملابس دون المستوى ونحل مشكلة فراغ المطلقة وخاصة من لديها أطفال لتصرف عليهم دون الحاجة للطلب من أبيها أو أخيها أو زوجها السابق. وتقول أخرى: طلبت من زوجي تحسين وضعه وزيادة دخله الذي لا يكفي لسداد قيمة الشقة فرفض فطلبت الطلاق منه. وأرجعت (ن.س) إلى الغيرة الزائدة والشك وسماع جلساء السوء دمار البيوت مؤكدة أن غيرة زوجها الزائدة سببت لها ضغوطاً نفسية فطلبت الطلاق. بينما تقول (هـ.م): طلبت الطلاق من زوجي لأنه ضعيف الشخصية وأمه وإخوته هم المسيطرون علينا وكلما أطلب منه طلباً يقول سأشاور أمي فتركته وأمه ورحلت عنهم. السحر والشعوذة وتقول أخرى: بسبب صديقتي طلقني زوجي بعد زواجي بشهر.. قالت لي صديقة: إذا تبغين زوجك ملكاً لك ولا يفكر في أحد غيرك فاعملي له عملاً وأنا جاهلة لا أعرف عنه شيئاً فقلت كيف؟ فقالت: أنا أخدمك وأعطتني شيئا قالت ضعيه تحت المخدة وعندما مرض زوجي وكشف الأمر طلقني ولم أشاهد صديقتي حتى الآن وأنا أنصح كل زوجة بعدم الإقدام على فعل الشيطان لأنه يغضب الرب ويفرق الأحباب.. أقولها وأنا نادمة بسبب انصياعي خلف هذه الشيطانة التي طلقتني وهربت ولم أشاهدها وهذا سببه الجهل. ويرجع شاب كثرة الطلاق إلى الخاطبة التي لا هم لها سوى الكسب المادي فتجد لديها وسيلة خارقة في الإقناع والمدح.. وبعد الزواج تجد العكس فيحدث الطلاق. وتحكى (م.ي) قصتها قائلة: كذب علي وقال: أنا أعزب وبعد الزواج اكتشفت أنه متزوج ولديه أطفال وطلبت الطلاق وهذه مشكلة أهلي لعدم التأكد والسؤال عنه عن قرب وأنا الضحية لهذا الزواج. ويقول (م.ج): بسبب الإعاقة طلبت زوجتي الطلاق فعندما تزوجتها كنا سعيدين في حياتنا الزوجية وبعد أن حصل لي حادث سبب لي إعاقة كرهتني زوجتي وطلبت الطلاق. وتقول (ع.س): عصبية زوجي الزائدة وضربه لي سبب لي حالة نفسية سيئة فلم أتحمل العيش معه فطلبت الطلاق. فيما تقول (س.ص): زوجني أبي رجلاً كبيراً في السن لأنه غني وأقنعني بأنه أفضل من الشاب وسوف يسعدني بماله فلم أحس معه بالحياة الزوجية فطلبت الطلاق. وتقول أخرى طلبت الطلاق لأن أهل زوجي يودونني خادمة لا زوجة فرفضت فطلقني زوجي لأنني لا أسمع كلام أهله وأخدمهم طوال اليوم ولم أشعر معه بالحياة الزوجية لوجودي مع أهله، ولن أقبل زوجاً أسكن مع أهله بعد اليوم. السفر والسهر بينما طلبت (ن.س) الطلاق لأن زوجها كثير السفريات مع أصدقائه ويسهر خارج المنزل حتى ساعة متأخرة من الليل في الاستراحة عندما يعود تطلب منه أبسط حقوق الزوجية ويرفع صوته عليها ويقول أريد أن أنام عندي عمل في الصباح وعلى هذا الحال استمر زوجي عمل في الصباح ونوم العصر وسهر في الاستراحة فلم أستطع الصبر فطلبت الطلاق. أما (س.هـ) فتقول: كثرة الطلاق بسبب إلزام الرجل أن يتزوج من فتاة لا يريدها أو امرأة تتزوج رجلاً لا تريده هذا ما حدث لي عندما زوجني أبي من ابن عمي وأنا لا أريده يعني زواج بالإكراه وتنفيذ رغبة لأبي وعمي وتم الزواج والنتيجة حصل طلاقنا وتفرقت العائلتان بسبب هذا الطلاق. رأي الشرع ولمعرفة رأي الدين الحنيف بالطلاق سألنا الشيخ خالد بن إبراهيم الفليح فقال: إن الطلاق أبغض الحلال إلى الله عزوجل وذلك لما فيه من مفاسد عظيمة مترتبة عليه فقد أخرج أبو داود وغيره عن ابن عمر أن رسول الله - صلى الله عيه وسلم - قال:( أبغض الحلال إلى الله عز وجل الطلاق). وما فرح الشيطان بشيء بعد الشرك بالله - عز وجل - والكفر من فرحه بالطلاق فالطلاق يترتب عليه فاسد الأسرة والمجتمع وفساد الأبناء والبنات فقد أخرج مسلم في صحيحه عن جابر بن عبدالله قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:(إن إبليس يضع عرشه على الماء ثم يبعث سراياه فأدناهم منه منزلة أعظمهم فتنة يجيء أحدهم فيقول فعلت كذا وكذا فيقول ما صنعت شيئاً. قال: ثم يجيء أحدهم فيقول ما تركته حتى فرقت بينه وبين امرأته فيدنيه منه، ويقول نعم أنت) قال الأعمش أراه قال فيلتزمه. ونحن في زمان كثرت فيه نسبة الطلاق بين الأزواج حتى بلغت ما يقارب نسبة 50% وهذا أمر منذر بخطر وفساد عظيم فلا بد من دراسة هذه المشكلة وإيجاد حل لها. فمن أسباب الطلاق ضعف التقوى من الزوجين فإن تقوى الله عز وجل تمنع الوقوع في المحرم وما يبغضه الله عز وجل فكثير من الطلاقات وقعت بسبب فعل بعض المحرمات من أحد الزوجين كالفواحش وغيرها. السبب الثاني ومن الأسباب الجهل بحقوق الزوجين فإن للزوج على زوجته حقوقاً وللزوجة على زوجها حقوقاً فالتقصير في الحقوق يترتب عليه مفاسد منها الطلاق. وكذلك طلب الكمال في الزوج والزوجة فكثير من الأزواج والزوجات إذا رأى في زوجته نقصاً أو الزوجة رأت في زوجها نقصاً لم يقبل تلك الزوجة وقد جاء في صحيح مسلم عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خُلقاً رضي منها آخر- أو قال: غيره). وعدم الأخذ بوصية رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بترك الغضب سبب للطلاق فقد جاء في صحيح البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلاً قال: يا رسول الله.. أوصني فقال: لا تغضب، وتدخّل والدي الزوجين من أسباب الطلاق فكثير من الأزواج يجد أن السبب تسلط والدة الزوج على الزوجة وتحريض الزوج عليها وتسلط والدة الزوجة بتحريضها على زوجها. الزواج بالإكراه أما إكره الزوجين أحدهما على الآخر وذلك إما بإلزام الزوج أن يتزوج فتاةً لا يريدها أو الزوجة أن تتزوج رجلاً لا تُريده فهذا سبب رئيسي في الطلاق ولذلك أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - باستئذان البكر واستئمار الثيب.
|