* بغداد - بعقوبة - أبو غريب - القاهرة - لندن - الوكالات: أعلنت جماعة مسلحة تسمي نفسها (سرايا الجهاد) قتل 15 من أفراد الحرس الوطني العراقي وأَسْر عدد آخر، وذلك من خلال شريط فيديو بثَّته قناة العربية الإخبارية أمس الأربعاء، وظهرت في الشريط شاحنات محترقة ومدمرة. وقالت الجماعة: إن الهجوم أسفر عن احتراق تسع شاحنات كانت محملة بالمؤن في طريقها إلى القوات الأمريكية في قاعدتهم بالحبانية الواقعة بين مدينتي الفلوجة والرمادي غرب العراق. وقالت (سرايا الجهاد): إن مقاتليها أحرقوا في الهجوم سيارتين تابعتين للحرس الوطني العراقي كانتا في حراسة الشاحنات، وقتلوا 15 من عناصر أفراد الحرس الوطني، إضافة إلى أَسْر عدد آخر منهم. ولم يصدر تعليق فوري من جانب الحكومة العراقية على هذه المزاعم. من ناحية أخرى، قالت قناة العربية: إن 22 من أفراد الحرس الوطني العراقي اختطفوا قرب مدينة راوة عقب خروجهم من معسكر (عكاشة) في مدينة القائم، في غضون ذلك أكَّد مصدر صحفي متواجد في مدينة تل عفر ما تردَّد عن إسقاط تنظيم (قاعدة الجهاد) في بلاد الرافدين الذي يتزعمه الأردني أبو مصعب الزرقاوي مروحيتين أمريكيتين في المدينة. وقال المصدر لقناة (الجزيرة) الفضائية: إن الكثير من المواطنين العراقيين أكَّدوا أنهم شاهدوا احتراق إحدى الطائرتين وإصابة الثانية، وكذلك شاهدوا تفجير مدرعة أمريكية خلال الاشتباكات. من ناحية أخرى، أوضح المصدر أن مستشفى تل عفر يشهد تواجداً مكثفاً لقوات الحرس الوطني العراقي، الأمر الذي يحول دون وصول الجرحى والمصابين من جراء الاشتباكات إليها، مشيراً إلى أن الكثير من شوارع المدينة وأحيائها مغلقة تماماً بسبب هذا التواجد. وحول ما إذا كانت الاشتباكات لا تزال مستمرة أوضح المصدر أن القوات الأمريكية وقوات الحرس الوطني انسحبت من معظم أحياء المدينة، فيما لا يزال هناك إطلاق نار عشوائي من قِبل بعض القوات العراقية التي لا تزال متواجدة داخل المدينة. إلى ذلك انفجرت سيارة ملغومة أمس الأربعاء مستهدفة طابوراً طويلاً من السيارات المصطفة خارج محطة بنزين في مدينة بعقوبة؛ مما أسفر عن مقتل ثلاثة مدنيين على الأقل وإصابة آخر وفقما قالت الشرطة العراقية. وقال المقدم ثائر العزي: (وجدنا ثلاث جثث لمدنيين وقد تمزَّقت أشلاء). وقال أحمد علي الذي كانت سيارته من بين ثلاث سيارات احترقت نتيجة الانفجار: (جاء رجل وأوقف سيارته قرب طابور العربات خارج المحطة، ثم خرج منها واختفى.. وبعد دقائق معدودة انفجرت السيارة ورأيتُ النيران المشتعلة تتجه نحوي، فأخذت ابني وجريت). ومشهد السيارات المتوقفة في صفوف طويلة أمام محطات البنزين مألوف في العراق رغم احتياطياته النفطية الضخمة. فالعقوبات والحرب وأحداث العنف الحالية ألحقت أضراراً ضخمة بمحطات الإنتاج، وتركت البلاد لتعتمد على الواردات في تلبية احتياجاتها من الوقود. ومن جانبه قال الجيش الأمريكي: إن ثلاثة جنود أمريكيين لقوا مصرعهم في هجومين شنَّهما مسلحون بالعراق في ساعة متأخرة أمس الأول الثلاثاء. وأضاف الجيش في بيان أذاعه أمس: إن جنديين من الفرقة الثانية والأربعين مشاة قُتلا في هجوم بالمورتر على قاعدة في تكريت. وقال البيان: إن جندياً من قيادة فيلق المساندة الأول قُتل عندما انفجرت قنبلة في سيارته على طريق يقع إلى الشمال مباشرة من بغداد. وفيما يتعلق بالاغتيالات، اغتيل محمد المصري مدير سجن أبو غريب في هجوم نفَّذته عناصر مسلحة على موكبه شمال بغداد، ما أدى إلى مقتل ثمانية من مرافقيه, فيما قُتل 3 من المهاجمين، بينما تمكن البقية من الفرار وفقما أكد موقع إلكتروني متشدد أمس. كما أفاد مصدر مسؤول في منظمة (هيئة علماء المسلمين) السُّنية أمس أن مسلحين يرتدون زي الشرطة العراقية قتلوا مؤذن مسجد للسُّنة في البصرة جنوب العراق بعد اختطافه من منزله في المدينة. وقال المصدر: إن (عناصر ملثَّمة ترتدي زي الشرطة العراقية قامت بعد صلاة الجمعة الماضية باختطاف الشيخ عبد السلام عبد الكريم السبيعي مؤذن جامع الصقر في البصرة من منزله، واقتيد إلى جهة مجهولة، ثم عُثر على جثته مقتولاً على ضفة نهر البصرة). يُذكر أن عمليات اعتقال وقتل أئمة المساجد التابعة للسُّنة العرب في بغداد وغيرها من محافظات العراق قد تزايدت منذ أكثر من شهر. من جهة ثانية قالت الشرطة البريطانية أمس: إن دبلوماسيي الحكومة العراقية الجديدة اكتشفوا مخبأً للأسلحة بسفارة العراق في بريطانيا. وقالت شرطة سكوتلنديارد: إن الدبلوماسيين اكتشفوا (عدداً من الأسلحة النارية) بالسفارة الواقعة في منطقة نايتسبريدج بجنوب غرب لندن. وكان الدبلوماسيون العراقيون قد تركوا المبنى في أوائل عام 2003م قبيل الحرب في العراق. ومن المرجح أن يجدد هذا الاكتشاف جدلاً في بريطانيا حول الأسلحة والبعثات الدبلوماسية التي تعتبر بمقتضى القانون الدولي أرضاً ذات سيادة.
|