|
انت في "الرأي" |
|
في دعوة من أخٍ لي لزيارة مدرسة تضم نخبة من طلاب الإعاقة الفكرية وفي يوم جميل أردت فيه مصافحة هذا المعاق كان الفكر مشغولاً بكيفية التفاهم مع هذا الإنسان وكيف سيلقاني أثناء الزيارة له لم أرد فيها زيارة المدرسة أو العاملين فيها دخلت وإذا بهذا المعلم الذي دعاني يلتقي بي عند مدخل المدرسة كأن الدنيا لم تسعه من الفرحة رحب بي بصوت عالٍ وابتسامة عريضة اعتلت محياه يا هلا ويا مرحبا بالزائر الكريم كان يرددها ليسمع من في المدرسة أحسست بشعور رائع وارتياح من اول لقياي بهذا المعلم صحبني لفصول التربية الفكرية وبالأخص فصل المتخلفين عقلياً وسحب لي كرسياً لأجلس فقلت له أسمح لي أن أجلس بينهم ففعلت وإذا بي أجد تقدماً كبيراً ومواهب استعرض بها هذا المعلم الرائع مع طلابه كان يجلس بجانبي أحد هؤلاء الطلاب فقمت بلا شعور بمسح رأسه بيدي فنظر لي نظرة استغراب عيناه بدأت تلمع من الفرحة بهذا الزائر فأعدت نظري للمعلم مرة أخرى وإذا بيد الطفل يلمس بها وجهي لم أشعر بحياتي بيد أنعم منها كان يلمس شعري وكان يداعب يدي لقد رأيت في عينيه أجمل نظرة لقد قال لي (به) سألت المعلم عن معناها فقال إنه يناديك بأبي لقد نقلتني تلك الكلمة إلى أطفالي فشعرت لحظتها بأنني والد ذاك الطفل سألت الله أن يشافيه ورفاقه وأن يوفق هذه النخبة من المعلمين وأن يجزيهم خير الجزاء، كلمة شكراً تردد صداها في قلبي لحظتها لكل أب وأم جلبا ابنهم المعاق لمثل هذه الأماكن وهذا أقل واجب تجاه أبنائنا المعاقين. |
[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة] |