* كروفورد - من آدم إنتوس - رويترز: بدأت إدارة الرئيس الأمريكي جورج بوش تظهر ما يفيد تخفيف موقفها المتشدد تجاه حركة المقاومة الإسلامية (حماس) كرد فعل على النفوذ السياسي المتصاعد للحركة في الأراضي الفلسطينية ونداءات من الحلفاء الأوروبيين للتّحلي بالمرونة. وقد نسبت (رويترز) هذه الخلاصة إلى مسؤولين ودبلوماسيين في الولايات المتحدة، وقَبل البيت الأبيض بخوض مرشحين من حماس الانتخابات الفلسطينية رغم أن الحركة رفضت نزع سلاحها وتصنفها واشنطن على أنها منظمة إرهابية كبيرة. وقال مسؤولون إنهم قد يكونون مستعدين لإجراء اتصالات مع بعض المرتبطين سياسياً بحماس، وأنهم لا يستبعدون التعامل مع حماس إذا تخلت عن سلاحها وأوقفت العنف. ويصف مسؤولون ودبلوماسيون أمريكيون أي تحوُّل تجاه حماس بأنه عملي فالخدمات الاجتماعية التي تموِّلها حماس تحظى بشعبية بين فلسطينيين كثيرين.. كما أنها تفوز في الانتخابات المحلية ومن المتوقع أن تظهر بشكل قوي في الانتخابات البرلمانية التي أُرجئت حديثاً كما أن بعض الساسة والمنتسبين الذين تدعمهم حماس يعتبرون معتدلين. ويأتي هذا التّحول أيضاً بعد حملة من وراء الكواليس قام بها حلفاء أوروبيون ومن بينهم بريطانيا وفرنسا كي تتخلى واشنطن عن دعوتها لحل حماس. وقالت مصادر إن دبلوماسيين أوروبيين حذَّروا واشنطن من أن موقفها المتشدد قد يكون (كارثة) على الفلسطينيين الذين يستفيدون من المساعدات التي تقدمها حماس. وقال دبلوماسي أوروبي إنه داخل إدارة بوش يُوجد الآن إدراك بأنها (حماس) لها دور تلعبه.. وانه اذا ادخلتها إلى الصف السياسي، فانك ستهمش حينئذ العناصر العسكرية لهذه الجماعات. وقال سكوت مكليلان المتحدث باسم البيت الأبيض إن بوش لم يغيِّر رأيه الذي يزعم أن حماس منظمة إرهابية لا بد من نزع سلاحها. وأضاف: (لدينا ثقة كبيرة في الديمقراطية والانتخابات) عندما يمنح الناس فرصة للتعبير عن أنفسهم فإنهم يميلون لاختيار هؤلاء الذين يسعون إلى السلام وهؤلاء الذين يسعون إلى تحسين نوعية حياتهم وليسوا الإرهابيين. وقال مسؤول كبير بالإدارة الأمريكية إننا لا نذعن، إننا لا نتعامل مع إرهابيين.. (ولكنه أضاف متسائلاً) كيف تتبع ذلك دون الحد من الخيارات الديمقراطية. ووصف مسؤول كبير آخر ذلك بأنه تحوُّل في الأمور التي يتم التأكيد عليها وليس في السياسة. وقال خبراء: قد يتم العدول عنه اذا تصاعد ما يسمونه العنف الذي ترعاه حماس.. ومن المتوقع استمرار المناقشات بين امريكا واوروبا هذا الاسبوع من خلال زيارات يقوم بها مسؤولون بريطانيون والمان. وسيلتقي توني بلير رئيس وزراء بريطانيا مع بوش اليوم الثلاثاء. وقال دبلوماسيون اوروبيون ان اداء حماس القوي في الانتخابات واتفاقية لوقف اطلاق النار قد يدفعان إلى اعادة النظر في قرار الاتحاد الاوروبي بوضع حماس ضمن قائمته السوداء للمنظمات الارهابية. وقد فعل ذلك في عام 2003 بعد ضغوط قوية من الولايات المتحدة وإسرائيل. ويعترف المسؤولون الامريكيون بان صعود حماس في الانتخابات يمثِّل مشكلة في تعريف (الارهابيين) وفي تقرير ما سيفعلونه بملايين الدولارات من المساعدات الامريكية لمشروعات في بلدات يديرها مسؤولون منتخبون من حماس أو منتسبون إليها. وقال المسؤول الكبير بالادارة الأمريكية إنها مشكلة معقَّدة للغاية. ما الذي ستفعله مع هذه الجماعات عندما تكون جماعات إرهابية وتدخل الحياة السياسية أيضاً، على حد تعبير ذلك المسؤول.. وقد يؤدي تزايد تحلي ادارة بوش بالمرونة إلى خلاف مع ارييل شارون رئيس وزراء اسرائيل. ويقول دبلوماسيون وخبراء انه على الرغم من اصرار المسؤولين على عدم وجود تغيير في السياسة الأمريكية الرافضة للتمييز بين العمليات السياسية والعسكرية لحماس - مثلما تفعل أوروبا- فقد تتحرك الادارة الأمريكية في هذا الاتجاه. وعلى الرغم من تأكيد أن الولايات المتحدة لن تتعامل مباشرة مع من تسميهم (إرهابيي) حماس قال مسؤول كبير بإدارة بوش إنها ربما تكون مستعدة لإجراء اتصالات مع ساسة (متصلين بالجماعة). وقال مكليلان في مارس آذار: (هناك فرق كبير بين الناس الذين ربما يكونون أعضاء في منظمات، ولكن ليسوا إرهابيين وضد الإرهابيين والناس الذين تلطخت ايديهم بالدم). وأضاف: في الانتخابات الفلسطينية التي جرت في الآونة الاخيرة رأيتم أنه ربما أن هناك أناساً تمّ انتخابهم وربما يكونون أعضاء في حماس ولكنهم ليسوا إرهابيين. وقال أنصار الارتباط إنه يناسب دعوة بوش لنشر الديمقراطية.. ولكن منتقدين قالوا إنه لا بد من تقليص الدور السياسي لحماس إلى أن تلقي سلاحها وتنبذ ما يسمونه الإرهاب. وقد يمنح اعلان الرئيس الفلسطيني محمود عباس يوم السبت تأجيل الانتخابات التشريعية التي كان من المقرر ان تجري في 17 يوليو تموز واشنطن وقتاً كي تستقر على سياستها بشأن حماس، ولم يتم تحديد موعد جديد للانتخابات. ولم يعترض البيت الأبيض على تأجيل الانتخابات الفلسطينية وامتنع عن التعليق على هذا التأجيل.
|