* مدينة كروفورد الأمريكية - رويترز: قال مسؤولون أمريكيون وأوروبيون إن إدارة الرئيس جورج بوش تريد أن يمتنع الاتحاد الأوروبي عن التوقيع على اتفاقية للتجارة والمساعدات مع سوريا، مشيرة إلى مزاعم تشكك في أن تكون دمشق قد سحبت كل أفراد جهاز مخابراتها من لبنان، إلى جانب مزاعم أخرى بشأن دورها في العراق. وتؤكِّد حملة الإدارة الأمريكية لوقف التوقيع على الاتفاقية التي أجلت طويلاً بالفعل بين الاتحاد الأوروبي وسوريا تصميمها على الإبقاء على الضغوط على دمشق ووقف أي مبادرات من جانب أوروبا لتحسين العلاقات مع سوريا في الوقت الحالي. وقال دبلوماسيون إن البعض في أوروبا يستعد للمضي قدماً في التوقيع على ما يُسمى باتفاقية المشاركة كمكافأة لسوريا على سحب قواتها من لبنان بعد 29 عاماً. وفي محادثات مع زعماء الاتحاد الأوروبي في واشنطن في الأسبوع الماضي قالت كوندوليزا رايس وزيرة الخارجية الأمريكية ومسؤولون آخرون للوفد إن أي خطوة من هذا القبيل ستكون سابقة لأوانها. وقال مسؤول أمريكي في تلخيص لرسالة رايس لزعماء الاتحاد الأوروبي (لا نعتقد أن هذه بشكل خاص فكرة جيدة). وقال المسؤول إن رايس أبدت اعتراضات بسبب ما تسميه (نمط السلوك السوري ككل) بما في ذلك دعم دمشق لجماعات مناهضة لإسرائيل وما ترى واشنطن أنه إخفاق من جانب سوريا في حراسة الحدود العراقية وشكوك الولايات المتحدة بشأن ما إذا كان السوريون قد سحبوا ما يسميه الأمريكيون ب (وجودهم السري) من لبنان. وقال دبلوماسي أوروبي مشارك في المناقشات إن الأمريكيين أوضحوا أنهم (لا يريدون أي لفتات إيجابية) تجاه سوريا في الوقت الحالي. وكانت سوريا تأمل بأن تؤدي اتفاقية الاتحاد الأوروبي إلى توازن مع العقوبات الاقتصادية التي فرضتها عليها واشنطن والتي طالبت سوريا بسحب تأييدها لحزب الله ومنع المتشددين الأجانب من عبور حدودها لقتال القوات الأمريكية في العراق والانسحاب من لبنان. ورحب البيت الأبيض ببدء الانتخابات العامة في لبنان التي أعقبت انسحاب القوات السورية، وقالت مصادر دبلوماسية إن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ومؤسسات الإقراض الدولية تعتزم تقديم مساعدات اقتصادية لتعزيز الحكومة اللبنانية في الأشهر المقبلة. ولكن مسؤولي الإدارة الأمريكية ما زالوا ينتقدون دمشق ويتشككون في أن تفي بوعودها. وبعد قتل صحفي بارز مناهض لسوريا في تفجير سيارة ببيروت اتهم البيت الأبيض دمشق بإيجاد ما أسماه (بيئة قمع سياسي). وقال سكوت مكليلان المتحدث باسم البيت الأبيض (نواصل دعوة سوريا للانصياع بشكل كامل) لمطالب الأمم المتحدة (بسحب كل أفراد مخابراتها من لبنان بالإضافة إلى القوات العسكرية). واتفاقية المشاركة التي وقَّع الاتحاد الأوروبي وسوريا بالأحرف الأولى عليها في أكتوبر - تشرين الأول بعد أشهر من الخلاف بشأن صياغة فقرة تنبذ أسلحة الدمار الشامل ستعطي سوريا حرية وصول أكبر لأسواق الاتحاد الأوروبي مقابل إحراز تقدم في مجالات مثل الديمقراطية وحقوق الإنسان. وسوريا هي الدولة الوحيدة في الشراكة الأوروبية المتوسطية التي تضم 25 دولة من الاتحاد الأوروبي و12 دولة بالبحر المتوسط التي لم توقِّع بعد على مثل هذه الاتفاقية.
|