تعقيباً على مقال الأخت عبير بنت أحمد السعيد بعنوان (شُلّت يد العابثين) في يوم الثلاثاء الموافق 9- 4-1426هـ العدد 11919 ومما سطرته أناملها الكريمة..( كم من أبرياء قتلوا لا ذنب لهم..؟ كم من أسرة فقدت أباها..؟ كم من أم بكت على فقيدها..؟). أختي الكريمة عبير.. سلمت يمينك.. وفعلاً لماذا هذا الخراب والدمار وقتل النفس بغير حق؟ ولكن ما اعنيه هنا من الدمار والخراب ليس ذاك الارهاب المعلن عنه في المحطات الفضائية والأرضية.. إنما هو ارهاب المتهورين في قيادة السيارات.. الى تلك الفئة الطائشة.. المراهقة بأفعالها.. لا بعمرها.. الى من امسك بزمام سيارته ضارباً بأنظمة القيادة عرض الحائط.. فيقتل هذا.. وكأن شيئاً لم يكن..وكأن هذا الرجل الذي قتل إنما هو قط في الطريق لا أهل له.. ولا حق له في الحياة مثله.. أعلم جلياً أنه قضاء الله وقدره.. ولكن هذا لا ينافي الإيمان بالقضاء والقدر.. لأنه بفعل فاعل.. جعل حياته انتهت بسبب هذا المتهور.. حسبنا الله هو نعم الوكيل.. اخواني الكرام.. ان ما يحصل عندنا من قتلى أبرياء من السيارات يفوق الشهداء في الدول المحتلة.. ترى من سيقف لهؤلاء القتلة.. انهم ابشع من القتلة الذين يعترفون بجرائمهم.. لأنهم قتلوا ومضوا في جنازة القتيل.. واكتفوا بقول: لم نكن نعلم.. انه قضاء الله وقدره الذي جعلنا في طريقهم.. أي عذر تستبيح به جريمتك.. اخي.. انك قتلت وسوف تقابل المقتول وأهله في الاخرة ويقتص منك المولى الذي لا يظلم احدا. قتلة لأنهم قتلوا تلك الأنفس البريئة بلا ذنب.. ومجرمون لأنهم ظلموا فئة من المجتمع وتركوهم في حسرتهم طوال العمر.. ظلموا الأم.. الزوجة.. الأطفال.. أي جريمة أبشع من هذه.. اخواني.. أي رادع سيردعهم عن فعلتهم الدنيئة.. فقد جاء الوقت لإنشاء محكمة خاصة بالحوادث المرورية.. وشهدائها.. نعم الى متى ستستمر بنا هذه المجزرة ومن قتل يرفل في نعمة الصحة والعافية.. واسر هؤلاء الموتى في جحيم فراق أحبابهم والظلم يحرق قلوبهم.. أيها المسلم اتعتقد ان مولاك سيسدد على الخير خطاك ويداوم لك التوفيق في حياتك وهناك أعين تبكي وتدعو عليك آخر الليل..؟ أخي هل وجهت لنفسك هذا السؤال..؟ بأي حق تهدر دم أخيك المسلم؟ بأي حق تقطع فؤاد أم وتتركها طيلة حياتها حرّى على فقد ابنها وفلذة كبدها..؟ بأي حق ترمل فتاة المسلمين وتجعلها ليل نهار تبكي زوجها وحبيبها؟ أي حق جعلك تسلك هذا المسلك؟ أي مذهب او شريعة أباحت لك دماء هؤلاء الأبرياء؟ هل تخيلت ان احد ابنائك قد وُسّد التراب بسبب تهور الطائشين..؟ وهل وضعت ابنتك وفلذة كبدك ارملة أمام عينيك بسب طيش القيادة..؟ فوالله لو حسبتها بهذا الحساب لأحببت لأخيك المسلم ما أحببته لنفسك.. ولا أقول إلا ما يرضي مولانا.. حسبنا الله هو نعم الوكيل.. حسبنا الله على من ظلمنا.. هو الكفيل بالانتقام بأشد من فعلتهم بنا.
تغريد محمد |