Friday 3rd June,200511936العددالجمعة 26 ,ربيع الثاني 1426

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في "الرأي"

في التذكير بنعمة الأمن واجتماع الكلمةفي التذكير بنعمة الأمن واجتماع الكلمة
الشيخ فواز بن عبدالله آل رشود /إمام وخطيب جامع الفيصلية بمحافظة الأفلاج

الحمد لله الذي منَّ علينا بنعمة الإيمان والأمن في الأوطان والصحة في الأبدان لقد من الله علينا بالأمن في الأوطان والسعة في الأرزاق بينما يتخطف الناس من حولنا الشرور وتهددهم المجاعات إذا لم نشكر هذه النعمة ونقيدها بالطاعة فإنها تسلب سريعا وتحل محلها النقمة فيحل الخوف محل الأمن ويحل الجوع محل الرزق قال الله تعالى: {وَضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِّن كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللّهِ فَأَذَاقَهَا اللّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ}(112) سورة النحل. وقد قص الله علينا في كتابه الكريم ما عاقب به الأمم السابقة لما كفرت بنعمه فقال تعالى: {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ (6) إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ (7)الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ (8) وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ (9) وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتَادِ (10) الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلَادِ (11) فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ (12) فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ (13) إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ}(14-6)سورة الفجر، وقال تعالى: {لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ جَنَّتَانِ عَن يَمِينٍ وَشِمَالٍ كُلُوا مِن رِّزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ (15) فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ وَبَدَّلْنَاهُم بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَى أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِّن سِدْرٍ قَلِيلٍ (16) ذَلِكَ جَزَيْنَاهُم بِمَا كَفَرُوا وَهَلْ نُجَازِي إِلَّا الْكَفُورَ}(15-17) سورة سبأ. قال ابن كثير رحمه الله: كانت سبأ ملوك اليمن وأهلها وكانت التبابعة منهم وبلقيس صاحبة سليمان - عليه الصلاة والسلام - من جملتهم وكانوا في نعمة وغبطة في بلادهم وعيشهم واتساع أرزاقهم وزروعهم وثمارهم وبعث الله تبارك وتعالى إليهم رسلاً يأمرونهم أن يأكلوا من رزقه ويشكروه بتوحيده وعبادته فكانوا كذلك ما شاء الله تعالى ثم عرضوا عما أمروا به فعوقبوا بإرسال السيل والتفرق في البلاد أيدي سبأ شذر مذر.فلنقارن بين حالنا اليوم في هذه البلاد وما ننعم به من الأمن والرزق والراحة وسهولة الأسفار وتقارب الأقطار وبين ما قص الله من حال هؤلاء واخشوا أن يحل بنا مثل ما حل بهم إن لم نشكر نعمة الله ونبتعد عن معصيته وأنتم تسمعون ما حل بالأمم المجاورة لنا من النكبات والكوارث والفقر والجوع والتشريد والجلاء عن الديار وهلاك الأنفس وتلف الأموال وما يحصل في تلك البلاد من الترويع والتخريب والاغتيالات والاختطاف وتفجير القنابل المروعة التي تهدم المباني المشيدة وتهلك النفوس الكثيرة وتلحق الأضرار البالغة والجراحات والتشويه بالمصابين الذين يبقون على قيد الحياة وما يتبع ذلك من نهب الأموال وقطع الطرق ونشر المخاوف كل ذلك يجري من حولنا ونحن بحمد الله ننعم بالأمن والاستقرار وسعة الأرزاق تحت ظل الإسلام وعقيدة التوحيد وهذه الدولة المباركة، إننا لم نحصل على هذه النعم بحولنا وقوتنا بل نحن أضعف الأمم حولا وقوة وإنما حصلنا على هذه النعم بفضل الله وحده، ثم بالتمسك بدين الإسلام عقيدة وشريعة حيث وعد الله بذلك من تمسك بدينه وحكم بشريعته وأخلص العبادة له وحده قال تعالى: {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} (55) سورة النور. لقد كانت هذه البلاد - كما يحدثنا التاريخ - مسرحا للفتن والحروب والنهب والسلب حتى من الله على أهلها بظهور دعوة التوحيد على يد الشيخ الإمام المجدد محمد بن عبدالوهاب عليه رحمة الله ورضوانه وبقيام الحكم بشريعة الله على أيدي القادة الحكام من آل سعود أعزهم الله وأيدهم بنصره وتوفيقه ورفع بهم شأن الإسلام وحفظ بهم أمن هذه البلاد حتى أصبحت هذه البلاد ولا تزال ولله الحمد مضرب المثل في الأمن والاستقرار مما لم تظفر به أمة من الأمم التي تملك السلاح والقوة الفتاكة ولن تزال هذه البلاد بحول الله بخير وأمان ما دامت متمسكة بعقيدة التوحيد ومحكمة شريعة الله، إن هذه البلاد - بحمد الله - مضرب المثل في العالم في توفر الأمن حتى شهد لها بذلك القاصي والداني وأصبحت أرقى الدول في توفر الأمن وانخفاض نسبة الجرائم الأمنية وكتب عنها الرحالة والمستشرقون شهادات الإعجاب والتقدير، إن الأمن مطلب نبيل تهدف إليه المجتمعات البشرية وتتسابق لتحقيقه السلطات الدولية بكل إمكانياتها الفكرية والمادية وطلب الأمن مقدم على طلب الغذاء لأن الخائف لا يتلذذ بالغذاء ولا يهنأ بالنوم ولا يطمئن في مكان ولهذا لما دعا خليل الله إبراهيم - عليه السلام - لمكة المشرفة قال: {رَبِّ اجْعَلْ هََذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ}(126) سورة البقرة.. فدعا بتوفير الأمن قبل توفير الرزق فالأمن مطلب ضروري لكل البشر، إن اجتماع الكلمة وطاعة ولي الأمر ما لم يأمر بمعصية والتحاكم إلى شرع الله من مقومات الأمن في الإسلام قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً)59)} سورة النساء. ومن هنا حرم الله الخروج على ولي الأمر وشق عصا الطاعة؛ لما يترتب على ذلك من المفاسد واختلال الأمن وحدوث الفوضى وتفرق الكلمة كما هو مشاهد في المجتمعات التي استخفت بهذا الأصل ولم تحترم سلطاتها باسم الحرية فنشأت فيها الحزبيات المتناحرة كل حزب يريد أن يتغلب على السلطة وأن ينتصر على الحزب الآخر بالثورات الدموية التي يذهب فيها كثير من الأنفس والأموال، إن أصحاب الفكر الضال وهذه الفئة الضالة التي أفسدت في بلاد الحرمين بالقتل والترويع للآمنين في هذه البلاد من مسلمين وذميين لم تشكر نعم الله على هذه البلاد التي أنعم الله بها على الأفراد والجماعات بل تنكرت لهذه النعم واستعانت بها على عصيان الله وصرفها فيما لا يفيد لأن كفر النعم سبب لحلول ضدها من الخوف والجوع، ونحمد الله حمدا كثيرا على انطفاء نار الفتنة وانتصار الحق على الباطل ولم يبق منها إلا مثل فقاعات الصابون لا تضر وسوف تنهى بإذن رب العزة والجلال.اللهم أعز الإسلام والمسلمين وأذل أعداء الدين اللهم من أراد بلادنا وإسلامنا وولاة مرنا وعلماءنا ورجال أمننا بسوء أو فتنة أو إرهاب أو قلاقل أو محن فرد كيده إلى نحره اللهم احفظ إمامنا وولي أمرنا وإخوانه وأعوانه من كل سوء أو مكروه وارفع بهم شأن الإسلام واحفظ بهم أمن هذه البلاد إنك سميع مجيب.

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved