Monday 30th May,200511932العددالأثنين 22 ,ربيع الثاني 1426

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في "الاقتصادية"

المعمر عضو مجلس غرفة الرياض:المعمر عضو مجلس غرفة الرياض:
الكلية التطبيقية في سدير تكريس لمساهمة مجتمع الأعمال في خدمة المجتمع

* حوار - عبدالله العاصم:
أوضح عضو مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية بالرياض الأستاذ فهد بن معمر أن ولادة فكرة إنشاء كلية تطبيقية تابعة للغرفة جاءت نتاجاً لدراسة مستفيضة لتطوير الخدمات العلمية التي تقدمها الغرفة، ومساهمة من مجتمع الأعمال لخدمة المجتمع.
وأشار في حديث ل(الجزيرة) إلى أن اختيار جامعة العلوم التطبيقية في ألمانيا لتكون الشريك الأكاديمي جاء بعد بحث ودراسة لما لها من باع طويل في التعامل العربي خاصة أن لديهم قسماً للدراسات الشرق أوسطية.. فإلى نص الحوار:
بداية المشروع
* أود بداية أن تعطينا نبذة عن المشروع؟
- كانت الغرفة التجارية الصناعية بالرياض ومازالت وستظل سباقة لإقامة المشاريع التي تهم البلد ومدينة الرياض ورجال وسيدات الأعمال. ومشاريع غرفة الرياض تركز على الإنسان، الذي هو الركيزة الأساسية للتطوير والنهضة في أي بلد؛ لذا اهتمت الغرفة منذ زمن قديم بإنشاء مركز في الغرفة للتدريب، عندما كانت له حاجة ولا يوجد من يغطي هذه الخدمة، ويتجاوز عمر المركز 32 سنة واكتسب سمعة طيبة ومصداقية عالية وجودة في المنتج والمخرجات التي ينفذها.
واهتم مركز التدريب بتنظيم دورات عديدة سواء قصيرة أو متوسطة، واستطاع تنظيم دبلومات في معارف ودراسات عدة، وفي كل مرحلة من المراحل تحصل فترة للمراجعة والبحث والتطوير في هذا القطاع، فأوكلت في الدورة السابقة إلى لجنة، وكنت سعيداً أن أكون أحد أعضائها لبحث حالة المركز وهل نبقيه كما هو أو نوقفه أو نطوره أو نخرجه لجهة مستقلة، واستقر الرأي بعد المداولة الطويلة مع الإخوان الأخصائيين على أن المركز يعتبر رأس مال غاليا وثمينا للغرفة، وأن نطوره ونجعله ينتقل نقلة أعلى، واستقر الرأي أن تكون هناك كلية تخرج من الغرفة مساهمة من مجتمع الأعمال لخدمة المجتمع، وكما تعرف فمسؤوليات الشركات تجاه المجتمع تتعدى الأعمال اليومية والربح والبيع والشراء والتصنيع.
اهتممنا بهذه النقطة بحيث نجعل هناك كلية ذات مستوى عالٍ جداً ومتميز تواكب المراكز العالمية، أيضاً بدأنا نبحث عن معاون لهذا المشروع الاستراتيجي المهم الذي يهدف الإنسان حيث هو الأهم في المعادلة الاقتصادية. ومع البحث استقر الخيار على جامعة العلوم التطبيقية في ألمانيا، خاصة أن لديهم قسما للدراسات الشرق أوسطية العربية، ولهم باع طويل في التعامل العربي، وتقع هذه الجامعة في مدينة بريمن الألمانية، وهذه المدينة تعتبر من أهم الولايات الألمانية؛ فهي ولاية تجارية ولها علاقة تجارية وطيدة مع الدول العربية، وقد وفقنا ولله الحمد في الجولات الأولى لعمل اتفاق بالأحرف الأولى في مناسبة اللقاء السعودي الألماني الذي رأسه من الجانب السعودي وزير المالية د. إبراهيم العساف ومن الجانب الألماني معالي الوزير الألماني كليمنت، ووقعت العقد نيابة عن الغرفة مع زميلي وصديقي البروفيسور روبرت هو ميت وهو نائب رئيس الجامعة، وبدأ النقاش بيننا وبينهم، مع الاتفاق على تكرار اللقاءات.. هذا باختصار فكرة المشروع.
* هل هذا يعني إلغاء مركز التدريب في غرفة الرياض؟
- بالعكس، سيبقى المركز، وستكون هناك استفادة متبادلة بين المركز والكلية الوليدة.
اعتماد الدراسة
* بالنسبة للدراسة في هذه الكلية عندما يتم تدشينها، هل تم اعتمادها من قبل المؤسسات التعليمية الحكومية في المملكة؟
- هناك اتصالات مع الجهات المسؤولة عن التعليم العالي في المملكة ومعالي وزير التعليم العالي الدكتور خالد العنقري من الداعمين لهذه الكلية، والمملكة بلد منفتح وسيظل منفتحا على العالم وعلى تقبل خلط التعليم والجامعات واستقطاب الخبرات العالمية؛ لأن التعليم صناعة، بل من أهم الصناعات مثلها مثل صناعة السياحة والصناعة الطبية والصناعات الأخرى الميكانيكية، ومتأكد أن الدكتور خالد العنقري مهتم بالقضية، ومتأكد أن وزارة التعليم العالي ستشجعنا في ضمان الموافقة بعد الانتهاء من بعض التصاميم الفنية والدراسات للجدوى الاقتصادية، وهذا المشروع سيكون معلماً من المعالم التي نتشرف ونفتخر بها في المملكة.
* وهل ستكون هذه الكلية تحت مظلة غرفة الرياض؟
- طبعاً، ستكون أساساً للغرفة وجزءاً من الأعمال الرائعة التي تقدمها غرفة الرياض لقطاع الأعمال والمجتمع.
الجدوى الاقتصادية
* ذكرتم الجدوى الاقتصادية، فهل تم بحثها أم ما زلتم تدرسونها؟
- التعليم هو صناعة، والجدوى الاقتصادية بمعنى الربح والخسارة فقط نظرة مجحفة بتحديد نجاح المشروع، مثله مثل البنية التحتية في أي مشروع، دائماً حساب التكلفة يتعدى المعايير العادية في الصناعة النمطية، لكن اتفقنا أن الإنسان أهم عنصر في هذه المنظومة، لذا فإن الجدوى الاقتصادية لهذا المشروع ناجحة وتم تشكيل فرق عمل بيننا أكاديمية ومالية واقتصادية وقانونية وإعلامية، وكل فريق يعمل مع الجهة الأخرى للانتهاء من المواضيع التي تخصهم، وهناك تشكيل لخارطة تنظيمية بيننا وبين الطرف الآخر لنسهل الاتصال ونقلل سوء الفهم بين الطرفين ومن ضمنها عمل الجدوى الاقتصادية للمشروع.
المشروع كما ذكرت كبير وطموح والهدف من إقامته داخل المدينة الصناعية أن تكون الكلية أو الجامعة مصنعا للرجال، ووجودها في حضن المدينة الصناعية وبين المصانع ووجود المصانع سوف يحتم على الجهتين التعامل والتداخل في الأعمال اليومية.. هذه الكلية سوف تكون للعلوم التطبيقية، وهذا يعني أنها تعتمد على النظام المزدوج التدريب والعمل.. طلبة الكلية يدرسون ويعملون في هذه المصانع، وما يدرسه الطالب سوف يطبقه، وما يواجهه من صعوبات سوف يأتي للجامعة ويبحثها مع أستاذه ومع زملائه ويجد الحلول لها وينقل خبرته إلى الطرف الآخر.
* هل سيتم تدريجياً تحويل هذه الكلية إلى جامعة؟
- هذا الأمر متروك لفرق العمل وما سيتم من دراسات، وهذه الكلية لن تكون شيئا رخيصا، وستكون على مستوى عال من التعليم والتقنية التعليمية، وستكون من أعلى المستويات التعليمية والتطبيقية في المنطقة؛ لأن اقتصاد المملكة هو أقوى اقتصاد في منطقتنا، ومستوى هذه الكلية سيعكس مستوى المملكة في كافة المجالات والنشاطات.
النظام الدراسي
* وكيف سيكون نظامها الدراسي؟
- سيكون حسب النظم المعمول بها في المملكة (أربع سنوات)، وتقدم دبلومات في بعض الدراسات القصيرة والدورات، حتى بعد تخرج الطالب يمكنه أخذ بعض الدورات المتخصصة، وأيضاً للمصانع دورات للجودة والنوعية ودورات في السلامة وفي رفع الإنتاجية وفي تحسين الأداء الإداري.
* بخصوص أعضاء هيئة التدريس.. هل وضعتم تصورا لذلك؟
- تضمنت الاتفاقية الأولى التي وقعت في شهر 6-2004م أن تقوم جامعة بريمن مشكورة بأخذ طلبة سعوديين للدراسات العليا هناك وتجهيزهم قبل بدء عمل الكلية هنا؛ لكي يقوموا بمهام التدريس في الكلية، وبناء الإنسان هو الأهم وهو الأطول؛ لذلك فإن كوادر من الألمان في جامعة بريمن سيقومون بالتدريس في هذه الكلية، ولاسيما أن لديهم في جامعتهم قسما جيدا لتدريس اللغة العربية، وسيدرس الطلاب في الكلية بلغات عالمية مثل الإنجليزية من الناحية التقنية واللغة العربية طبعاً واللغة الألمانية ستكون مادة أساسية في التدريس؛ حتى يصبح الطلبة في المستقبل عندما يُبتعثون لألمانيا جاهزين من حيث اللغة.
* هل سيكون للألمان إدارة واضحة لهذه الكلية؟
- الألمان شركاء استراتيجيون، وجامعة بريمن الألمانية دخلت معنا بحكم خبرتها وبحكم النواحي الفنية والعلوم التطبيقية التي تنفذها.
** هل تم اختيار اسم معين لهذه الكلية؟
- الاسم سيحمل معاني عربية سعودية، وهذا متروك للنقاش مع الألمان في زيارتهم الحالية للمملكة.. ربما يكون الكلية العربية السعودية الألمانية أو ما شابه ذلك، لكن سوف يحمل دلالة للدولتين؛ تعبيراً وتوثيقاً للصداقة بين البلدين والعلاقات الطيبة ما بين المملكة وألمانيا.. وكما تعرف ألمانيا دولة رائدة في الصناعة وفي التقنية وشريك جيد للمملكة وأثبتت جديتها، كما أن المملكة أثبتت جديتها مع ألمانيا.
مساحة المشروع
* وكم ستبلغ مساحة المشروع؟
- من خلال التصورات التي وضعناها طلبنا أن تكون المساحة 2 مليون متر مربع، وسرنا وأثلج صدورنا أن الإخوان في هيئة المدن الصناعية جزاهم الله خيراً خططوا أكثر؛ لأنهم الأدرى بالنواحي الهندسية والفنية، فهم يتحدثون من ثلاثة إلى خمسة ملايين متر مربع، ومعالي وزير التجارة والصناعة الدكتور هاشم بن عبدالله يماني رئيس مجلس إدارة الهيئة أستاذ لنا في الصناعة وأب، فجزاه الله خير، وهو ممثل لنا دائماً في مطالبنا وأحلامنا ودائماً يحس بما نحس ونكن له جزيل الاحترام ونعترف له بهذا الجميل.
والنواحي الفنية التصميمية لهذه الكلية نقطة أحب أن أبينها، فهي ستكون مزيجا ما بين الهندسة والتصاميم العربية الممزوجة بالحضارتين في المملكة وألمانيا، وسنحرص أن تعبر التصاميم عن الصداقة والعلاقة الطيبة بين الدولتين.
* متى تتوقعون بدء عمل هذه الكلية؟
- هذا متروك للاجتماع القادم، حيث سنتحدث عن الجدول الزمني للمشروع، ونحن في غرفة الرياض حريصون أن ننهي المشروع في أقرب وقت وسترونه في القريب العاجل إن شاء الله، وليس لدي أي هاجس حتى من النواحي المالية، والدولة ما بخلت في السابق وما بخلت الآن ولن تبخل في المستقبل على إبرام هذا المشروع، وزارة المالية تقرض مثل هذه الجامعات وتشجع على إقامتها، ورجال الأعمال سباقون للخير وعندما يدعون للمساهمة والتسابق يلبون الدعوة.
وحقيقةً إنني متحمس جداً لهذا المشروع ومتفائل جداً لهذا المشروع، وهذا التحمس لم يأتِ من واقع أحلام وإنما من واقع تجربة، وأعلم أن رجال الأعمال في المملكة من خيرة رجال الأعمال، وهم أبناء أوفياء لهذا الوطن وأثبتوا في أكثر من موقف أنهم أهلاً للمسؤولية.
الترحيب بتدريس المرأة
* هل ستكون الدراسة في الكلية للذكور فقط، أم سيكون للمرأة نصيب في ذلك؟
- المرأة كما نردد هي الأم والبنت، والغرفة التجارية الصناعية بالرياض جزء كبير من المنتسبين لها من سيدات الأعمال، لهن نفس الحقوق وعليهن نفس الواجبات تجاهنا، وكما تعلم هناك قسم نسوي بالغرفة التجارية الصناعية بالرياض، وسوف نأخذ بالحسبان تدريس وتدريب الطالبات في الكلية، بما لا يتعارض مع تعاليم ديننا وعاداتنا وتقاليدنا، وسيكون للطالبات وسيدات الأعمال جزء مهم ومتكافئ مثل الرجال.
* وهل ستشيدون فروعاً للكلية؟
- هذه الكلية في الرياض، ومع الزمن والتجربة يمكن افتتاح فروع، خاصة إذا تحولت إلى جامعة، ربما تظهر كليات أخرى بنفس الطريقة في مدن أخرى.
نتمنى أن تكون عندنا عشرات الجامعات والكليات ومع شركاء ودول أخرى، أتمنى أن أرى جامعة سعودية صينية.. يابانية.. إيطالية.. أمريكية.. جامعة مصرية.. تركية، نحن نرحب بهذا الشيء ولا يزيدنا إلا فرحة وخبرة وتواصلا مع العالم.
** هل استعنتم بأكاديميين سعوديين عند التفكير بهذه الكلية؟
- كان معنا إخوان أكاديميون في الجامعات السعودية في فرق العمل، لكن الاتصال بالجامعات مباشرة لم يتم إلا عن طريق الإخوان الأكاديميين والأساتذة، منهم الدكتور عبدالله الشدادي وهو زميل لنا ورجل أكاديمي في الجامعات السعودية.
الرسوم والشروط
* أي طالب في مراحل التعليم الثانوي أو المتوسط يقرأ حديثكم، ستكون لديه هواجس خاصة بالرسوم والشروط وضمان التوظيف عند رغبته الالتحاق بهذه الكلية للدراسة.. فبماذا تطمئنهم؟
- هذه الهواجس أخذناها في الحسبان، وهي من ضمن النقاط التي نشتغل عليها ونبحثها، وكما ذكرت سابقاً المستوى التعليمي في هذه الكلية سيكون عاليا؛ ولذا فمعايير الاختيار ستكون قوية، وليس لدي هواجس من الناحية المادية لكلا الطرفين الطالب والكلية، وسنحرص أن تتسابق الشركات والمصانع على استقطاب خريجي هذه الكلية من خلال مخرجات التعليم التي تقدمها، ولدينا تجارب وشواهد على تسابق الكثير من الشركات لاستقطاب الكفاءات من جامعات سعودية.
مخرجات التعليم
* سؤال أخير.. دائما ما يشتكي عدد من رجال الأعمال السعوديين وغيرهم من مخرجات التعليم في الجامعات الحكومية، وأن هذه المخرجات لا تؤهل الطالب للعلم في القطاع الخاص.. فهل هذا سبب تفكيركم في تشييد هذه الكلية؟
- القطاع الخاص في العالم كله عنده المفهوم الديناميكي السريع، لا يواجه الإجراءات والاشتراطات والنظم مثل ما تواجهها الحكومة، يعني عند رجال الأعمال في أي دولة تجد القرار سريعا وسهلا، والخصخصة موجودة حتى في المانيا يتحدثون كيف يخصخصون الجامعة الألمانية وإيجاد دخل لها وتسويق المنتج وهو التعليم.
أيضا رجال الأعمال السعوديون مواطنون مثلهم مثل الوزير والمدير العام في الحكومة.. لسنا مختلفين.. نحن في بلد واحد ونعمل يداً بيد لما فيه صالح مجتمعنا ومواطنينا، وسنظل على هذا الوعد والعهد مستمرين يداً بيد، وأتمنى أن يحفظ الله هذه الدولة.
وما عندنا هو منتج، وأي شخص يذهب السوق يختار ما يعجبه من المنتجات من حيث اللون والشكل والمقاس، وكما ذكرت أتمنى أن أرى عدة كليات وجامعات لأن هذا سيزيد المنتج المعروض ويحسن الجودة في كل شيء، ومخرجات التعليم في الجامعات الحكومية هناك دراسات عليها وتحديث فيها، وما أريده أن أخرج بمنتج جديد وبتركيز أكثر على النواحي الفنية في المستقبل؛ لأن النواحي الفنية هي التي تحتاجها المملكة في الصناعة أكثر من أي شيء آخر.

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved