* إعداد وحوار - الجوهرة آل جهجاه : تأتي هذه القراءة التحليلية الدقيقة لآفاق ندوة (اللغات والترجمة .. الواقع والمأمول) التي تقيمها كلية اللغات والترجمة في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية يومي الأحد والاثنين 1-3-1426هـ بهدف تفعيل دور المعرفة اللغوية، وتوسيع معانيها، وتوضيح آثارها وطرق توظيفها المختلفة. وإذا كانت (الجزيرة) اعتادت أن تفتح ذراعيها لعطاءات الجيل الشاب الخيرة التي تصب في تفعيل مصادر الأمن الفكري والحفاظ عليه في وجه أي محاولات غير مرضية لاستغلال المعرفة الأكاديمية والثقافية سلاحا تفكك به العلاقات الدولية المسالمة، وتسعى إلى مسخ الشعوب من إنسانيتها وهوياتها وخصوصياتها، وجعلها تلبس وجهاً واحداً مشوهاً .. فإن هذا هو الجامع بين توجُّه (الجزيرة) وتوجُّه جامعة الإمام - بعامة - وكلية اللغات والترجمة - بخاصة -، لا سيما في مجال إبراز الأبعاد الخفية للمصطلحات الصغيرة كالترجمة، واللغة، والأدب، والهوية، والخصوصية، والآخر، والحوار، وكذلك إبراز دور المرأة الباحثة جنبا إلى جنب مع الرجل بما يقدم الجيل الباحث في موكب احتفاء علمي يهتدي فيه بخطى أساتذته ومشايخه الفضلاء، ويبني لبنات منهجية راسخة تنطلق إلى أوسع رحاب في العالم وتتبادل معها الخبرات والآراء، لتقيم ما انهد، وتواصل العمار.. تاريخ كلية اللغات والترجمة بجامعة الإمام
أنشئت الكلية في عام 1422هـ، وكانت في عام 1402هـ قسماً للغات والترجمة تابعاً للمعهد العالي للدعوة الإسلامية بالرياض الذي تم تعديل اسمه إلى كلية الدعوة والإعلام، ومن ثم انتقل القسم إلى كلية اللغة العربية بالرياض، وفي 2-4-1422هـ صدر التوجيه السامي الكريم رقم 8-363 من خادم الحرمين الشريفين بالموافقة على تحويل القسم إلى كلية باسم كلية اللغات والترجمة، وسيتم - في المستقبل إن شاء الله - افتتاح أقسام علمية جديدة بجانب قسم اللغة الإنجليزية وآدابها، وكذلك بدء برنامج الدراسات العليا في اللغويات والأدب والترجمة العام القادم. أسباب إنشاء الكلية
1- الوعي العميق من جانب الجامعة بأن اللغة كانت منذ القِدم ولا تزال وستظل الوسيلة الأولى للاتصال بين الشعوب والثقافات. 2- تميز المملكة بعلاقاتها مع كافة شعوب العالم لا سيما الإسلامية، والذي يتطلب وجود كوادر متخصصة في مجال تعلم وتعليم اللغات الحية والترجمة. 3- الإسهام في سد حاجة المجتمع السعودي من المتخصصين في اللغات والترجمة. 4- حاجة الدعوة الإسلامية لتعلم اللغات من أجل نشر الإسلام والدفاع عنه. 5- ترجمة المعارف الإسلامية ونقلها إلى اللغات الأخرى، وكذلك نقل العلوم النافعة من اللغات المختلفة إلى اللغة العربية. المجالات العملية التي تؤهل الخريجين لها: 1- التعليم. 2- الدعوة الإسلامية في الداخل والخارج. 3- مراكز البحوث والترجمة. 4- الإعلام والعلاقات العامة. 5- السلك الدبلوماسي. 6- القطاع العسكري والاقتصاد. لقد التقت (الجزيرة) بفضيلة الدكتور: د. عبدالله بن حمد الخلف وكيل الجامعة للدراسات العليا والبحث العلمي، رئيس اللجنة التحضيرية للندوة، وافتتح تصريحه بالإشادة بإنجازات كلية اللغات والترجمة بجامعة الإمام، هذه الكلية الفتية التي لم يتجاوز عمرها ثلاث سنوات، وقد بدأت تسابق الكليات العريقة في مجالات البحث العلمي وإقامة الندوات المتخصصة والمتميزة في منهجيتها، وقد أشار فضيلته إلى ما كان من إعداد مسبق لهذه الندوة استغرق سنتين إضافة للعام الحالي، بذل فيها كثير من الأساتذة والأستاذات جهودا مميزة جعلت الندوة حقيقة واقعة، وخصّ بالشكر الجزيل فضيلة الدكتور: محمد بن عبدالرحمن الربيّع وكيل الجامعة للدراسات العليا والبحث العلمي السابق، على ترؤسه للجنة التحضيرية للندوة في مراحلها الأولى بكل إخلاص وتفان. بعد ذلك أوضح أن هذه الندوة تأتي في وقت هام جدا، لتعالج بالبحث والمراجعة العديد من القضايا الهامة في مجالات اللغات والترجمة، سواء على محور تعلّم اللغات وتعليمها، أو التقنيات الحديثة في تعليم اللغات، أو الأدب والنقد، أو الترجمة والتعريب، كما تأتي هذه المحاور الرئيسة الأربعة لتظهر التخصصات المتاحة في كلية اللغات والترجمة. وأعقب ذلك بتفصيل محاور الندوة بما يفيد القارئ بمعرفة دقائق البرنامج ومحتوياته، ففي (محور تعلّم اللغات وتعليمها) يناقش الباحثون القضايا المتصلة بتعليم اللغات، والصعوبات التي تكتنف هذه العملية، ويستعرضون أحدث نظريات تعليم اللغات وطرق تطبيقها العملية التي تنفع الإنسان معنويا وماديا وثقافيا على أوسع مدى. ويأتي المحور الثاني ليناقش قضية (التقنية الحديثة ودورها في التغلب على صعوبات التعلّم)، كما يناقش هذا المحور دور الحاسب الآلي والإنترنت في الارتقاء بتعليم اللغات بشكل عام، واللغة الإنجليزية بشكل خاص، سواء في مستوى التعليم العام، أو التعليم الجامعي بما يقي المتعلمين (صغارا وكبارا) أضرار تلك الوسائل ما إذا انحرف استخدامهم لها عن الوجهة الشريفة، فيما يركز المحور الثالث على (الأدب والنقد)، مُتناولا بالمناقشة والتحليل: الأدب المقارن، وتأثر الأدب العربي بالآداب الأخرى وتأثيره فيها، وقضايا العولمة والثقافات المحلية، ومسألة الهوية وانعكاساتها على الأدب والثقافة، والخصوصية. أما المحور الأخير، فهو محور (التعريب والترجمة) الذي يقدم فيه الباحثون مناقشات لأبرز معوقات الترجمة في الوطن العربي بشكل عام، والمملكة العربية السعودية بشكل خاص، وطرق الرقي بالترجمة، وآلياتها، كما يناقش أيضا أبرز إشكاليات الترجمة ونقل المصطلحات الشرعية والفنية والتقنية بين العربية واللغات الأخرى، حيث تسعى الندوة إلى تحديد الإشكاليات بوضوح وتقديم حلول منهجية مقترحة لمعالجتها بطريقة تحقق الأمن الفكري وتحافظ عليه من أن تصبح المعرفة وبالاً على الإنسان، لعدم معرفته للطريقة الصحيحة في توظيفها. وقد ختم فضيلته هذا التصريح بأنّ هذه الندوة تنتهج فكرة جديدة على الجامعات السعودية كلها، وجديرة بالمتابعة، وهي محاولة (التمويل الذاتي)، حيث استطاعت استقطاب القطاع الخاص لتمويلها، وأعني: أكاديمية الفيصل العالمية ومعهد الأوائل للتدريب، مما شكل جسرا فعّالاً بين القطاع الخاص والتعليم العالي، للمشاركة في بناء هذا الوطن، ونهضته العلمية. تجربة التمويل الذاتي تجربة جديدة نأمل أن تنجح، وأن ننجح في ملاحظة جوانب القصور إن وجدت، وأن نقوم على تلافيها مستقبلا إن شاء الله، مع تذليل الصعوبات الواردة إن وجدت، وفي ذلك المنهج رفع لأعباء الندوات المالية الكبرى عن كاهل الجامعة، وجعلها منتدى للحوار العلمي والإثراء بعيداً عن أزمة إعراض الباحثين أو الجامعات عن تكثيف الندوات والمؤتمرات العلمية بسبب التكاليف الباهظة لها إذا ما اعتمدت على تمويل الجامعة نفسها، وهذه الاحترافية توسع فرصة تبادل الخبرات العلمية، وحل المشكلات التي تثقل الكاهل، كما أنها تثري الساحة الأكاديمية، وتُوجِد مخارج غير مكلفة للنشر العلمي المحكّم، حيث سيصدر عن هذه الندوة إصدار خاص بالأبحاث المجازة بعد التحكيم، حيث يدفع الباحث المشترك فقط رسوم تسجيله الرمزية في الندوة (150 ريالا فقط) ويستلم نسخاً من بحثه، وأبحاث الندوة الأخرى، وما يتعلق بذلك من بطاقات مجموعة ومنظمة في حقيبة خاصة بالندوة. راجيا الله تعالى أن تحظى الندوة بالحضور الفاعل الذي يضيف إلى بنيانها لبنات أخرى في طريق العطاء والتطوير والنهضة الأصيلة. * وتواصلاً لقراءة (الجزيرة) لآفاق هذه الندوة، كان لها وقفة مع الدكتور محمد بن عبدالله القويزاني: وكيل كلية اللغات والترجمة للدراسات العليا والبحث العلمي، ورئيس اللجنة العلمية للندوة، وقد أضاف لما ذكره الدكتور - عبدالله الخلف عن مميزات الندوة، أنها اتجهت إلى الاعتماد على أساتذة من الداخل، احتفاء بما حققه الأستاذ السعودي، وتفعيلا لدور الباحث الأكاديمي المحلّي، حيث تم إشراك أعضاء هيئة التدريس باختلافهم، وكانت الغالبية العظمى من المملكة العربية السعودية: من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، يليها جامعة الملك سعود، وجامعة أم القرى، وجامعة الملك عبدالعزيز، ووزارة التربية والتعليم، ومجمّع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف، وكلية الملك فهد الأمنية، بالإضافة إلى استكتاب عدد من الأساتذة المتخصصين من الجامعات العربية والأجنبية للجمع بين التجربة المحلية والخارجية وإثرائهما معا، وتمثَّل ذلك في: جامعة عين شمس، وجامعة القاهرة، وجامعة السلطان قابوس، وجامعة عجمان للعلوم والتقنية، والجامعة الأمريكية بالشارقة، وجامعة الجزائر، وجامعة باتنة بالجزائر، وجامعة تيزي وزو بالجزائر، وجامعة بسكرة بالجزائر، والجامعة الملية الإسلامية الحكومية بالهند، وجامعة لوميير ليون الثانية بفرنسا. .. هذا بالإضافة إلى إشراك الجانب الدبلوماسي الاستشراقي، لتغطي الندوة أهم القضايا والجوانب، حيث تمت استضافة المستشار للشؤون السياسية والثقافية بالسفارة الألمانية بالرياض: توماس شنايدر، والمستشار الثقافي بالسفارة الألمانية ببريطانيا، المشرف على برنامج الحوار العربي الأوروبي: ويرنر داوم، مما يُغذّي تقاطع الخطوط الثقافية، ويقدم معرفة واضحة من واقع التجربة الحية بأهمية التواصل الثقافي الذي يتسع ليشمل التواصل السياسي، والشعبي، والأدبي، ويدعم علاقة الندوة بسوق العمل المنتِج في تطوير مرامي الحوار العالمي على أسس ثابتة وقويمة، فالسفارات معابر لاتصال الدول ببعضها، وهي تهتم بالثقافات: سياسة، واقتصاداً، ولغة، وترجمة، وحواراً، وهو ما لا يحسن إغفاله. وقد أعاد د. القويزاني التركيز على تجربة الجامعة الجديدة في الاعتماد على (التمويل الذاتي) الذي يوفر قنوات نشر محلية للأستاذ الجامعي غير القنوات المعروفة، وذلك من خلال إصدار الندوة لسجل خاص يحوي الأبحاث المقبولة بعد التحكيم. هذا الأسلوب يخفف الضغط المالي على الجامعة، ويفتح المجال لزيادة الندوات والمؤتمرات التي تُعقد على مدار العام، وهو منهج ناجح ومعمول به في الجامعات الأمريكية، حيث يُسهِم الأستاذ الجامعي والباحث الهاوي بنشر المعرفة من خلال إسهامه غير المكلف في القيام بأعبائها. وعن مدى قرب الأبحاث المنشورة والمُقدَّمة في الجلسات من مختلف مستويات الحضور المعرفية والثقافية، أوضح د. القويزاني أن الصبغة العلمية البحتة لا تطغى على الأبحاث، فكلية اللغات والترجمة تتقاطع مع تخصصات كثيرة، والمشاركون من أقسام متعددة تشمل: الأدب العربي، والعبري، واللغات الشرقية، وتعليم اللغة العربية، والأدب، والثقافة، والعولمة، بل إن الندوة لم تسهم في تقريب لغة الأبحاث العلمية فقط، وإنما ساعدت على انفتاح كلية اللغات والترجمة على التخصصات الأخرى، كما انفتحت الكلية نفسها على تخصصاتها الداخلية من: ترجمة أدبية، وترجمة ثقافية، وترجمة دينية، وتعليم لغة، حيث يُحيل بعضها على بعض، وجعلت الأبحاث تندمج تلقائيا لتمثل أكثر من بُعد أكاديمي منه: التاريخي، والأدبي، والاجتماعي، والسياسي، مما خرج إلينا بأبحاث ذات رؤى جديدة. وأضاف بأن الكليات المختلفة داخل جامعة الإمام، وكذلك الجامعات السعودية وغير السعودية، ساهمت للوصول بالندوة إلى آفاق رحبة وغنية تحل كثيرا من الإشكاليات المطروحة على الساحة العالمية، فمن ذلك إشكاليات ترجمة ونقل المصطلحات الشرعية التي نأمل أن يُقبل عليها الحضور من التخصصات الشرعية - بخاصة - وغيرها، ليسهموا بالمداخلات الثمينة، ويُثروا المناقشات والنتائج، فالترجمة ليست مجرد نقل كلمات من لغة لأخرى، وإنما هي نقل ثقافات لأخرى، ولا تخلو العملية من تعقيدات كبيرة، إذ ينبغي على المترجم أن يقوم بزرع المصطلح الذي يخرج معتمدا على ثقافة محلية خاصة بالدلالة نفسها في الثقافة الثانية التي يُنقل إليها، فمن الصعب نقل جزئيات وأبعاد المصطلح الثقافية كلها، مما يجعله يبقى غريبا في الثقافة الجديدة إن لم تُحلّ مشاكل هذا النقل من جذورها. ويتابع د. القويزاني قائلا: وإن كنا قد طرحنا عددا من إشكاليات نقل المصطلحات في لقاء علمي داخل الكلية في الجامعة مطلع شهر صفر المنصرم بما يتعلق بالمصطلح الشرعي، واللغوي، والأدبي، والتقني، وقد لقي هذا اللقاء أصداء طيبة داخل الجامعة وخارجها. لذلك فإن هذه الندوة ستفتح القضية بشكل أكبر وأعمق بحث بمشاركة بقية التخصصات المتعلقة بموضوع الترجمة. إن الموضوع مهم وبحاجة لجهود متوالية، فلا يمكن تصور انفتاح ثقافي بدون ترجمة، كما يصعب تصور ترجمة بدون انفتاح، إذ لا بد من الحديث عن هوية، عن تاريخ مشترك، عن قواطع بين الثقافات والأفكار. وفي خاتمة الحديث، أبدى د. القويزاني عدم رضاه من قلة مشاركة الباحثات النساء في المشاركة بأبحاث في الندوة بالرغم من حرص اللجنة العلمية على ذلك، ودعوة الباحثات والتأكيد عليهن، غير أن الحصيلة لم تتجاوز أربع باحثات فقط، آملا أن تفكر الباحثة بجدية أكثر في إثراء مثل هذه اللقاءات وعدم التواني عنها، ولكن يبقى الأمل مفتوحاً بمشاركتهن الفاعلة في مداخلات الندوة والأسئلة التي ستظهر اهتمام الجانب النسائي بهذه القضايا المطروحة، والتي لا يقل اهتمامهن بها ولا معرفتهن بتلك القضايا بزملائهن الرجال. * وفي ضوء سعي جامعة الإمام إلى إشراك المرأة الباحثة في هذه الندوة من خلال المشاركة في الأبحاث، والاستقبال والمتابعة بوجود قاعات تُنقل إليها الفعاليات عبر الدائرة التلفزيونية في مركز دراسة الطالبات بالملز، ومن خلال التنظيم والإشراف كذلك، حاورت (الجزيرة) فضيلة الدكتور محمد بن إبراهيم العجلان عميد مركز دراسة الطالبات بالملز والبطحاء، القائم على شؤونه وشؤون منسوباته بما هدفه التأصيل والتطوير دائما، وبدأ حديثه بقوله: عنوان الندوة (اللغات والترجمة: الواقع والمأمول) وهو دال على محتواها، وإن الجامعة لتسعى إلى كل ما من شأنه التطوير والارتقاء العلمي والتعليمي للمرأة، ولا شك أن هذه الندوة التي تعقد في رحاب جامعة الإمام تحت رعاية وإشراف كلية اللغات والترجمة ندوة جاءت في وقتها، لأن اللغة الإنجليزية اليوم أو اللغات بمختلف أنواعها أصبح تعلّمها ضرورة لالتقاء الشعوب بعضها ببعض، واللغة الإنجليزية بصفة خاصة أصبحت لغة عالمية، وأيضا إذا ما سُخِّرت مثل هذه اللغة لخدمة الدين والعلوم الشرعية، فلا شك أنها تُؤتي ثمارها، لا سيما في ظل التقنيات المعاصرة، حيث أصبحت الكلمة في هذا البلد الكريم تصل إلى أقصى بلاد العالم ومختلف الشعوب، ولهذا نرى أن الاهتمام بهذه اللغة والحرص على معرفة الأهداف المستقبلية والتطلعات القادمة، فهي في غاية الأهمية، لأننا اليوم أصبحنا بحاجة ماسة إلى نشر الدين الصحيح عبر هذه الوسيلة، والأئمة السابقون كانوا يحرصون على أن تُتعلَّم اللغة الأجنبية لمخاطبة أهل الاصطلاح باصطلاحهم، لأن هذا من ناحية أخرى يحتاج لشرح الإسلام وأهدافه بمصطلحات القوم الآخرين وأهدافهم، ولا سبيل إلى ذلك إلا بتعلّم هذه اللغة. وعن تطلعات فضيلته للإنجازات هذه الندوة قال: لا شك أن انعقاد الندوة يسير في خط التطوير والإبداع والرقي بالعملية التعليمية إلى أعلى مستوى، فالتطلعات التي نؤمّل فيها كبيرة جدا، ونرجو أن تخرج أوراق العمل بنتائج إيجابية يعود أثرها على الفرد والمجتمع في هذه البلاد وغيرها من بلاد المسلمين ... وبالمناسبة، أؤكد على ضرورة تكثيف مثل هذه الندوات، والاستفادة من خبرات السابقين في المجال نفسه، ليُمكن لنا أن نصل إلى المستوى المأمول، ونحقق التطلعات التي يأملها المسؤولون في هذا البلد الكريم، إذ إن وُلاة الأمر في هذا البلد يدعمون مسيرة التعليم بمختلف أنواعها بكل غال ونفيس، ويُعد الرقي بالعملية التعليمية بمختلف تخصصاتها هدفا من أهداف قادة البلد، وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين - أطال الله عمره ومتعه بالصحة -، وسمو ولي عهده الأمين، وسمو نائبه الثاني - حفظهما الله - الذين يدعمون مثل هذه التطلعات بسخاء، لما يرجى فيها من الخير وتحقيق الأهداف السامية. وعن اهتمام جامعة الإمام بإبراز طاقات المرأة البحثية والإدارية قال فضيلته: المرأة تسير في خط مواز لمسيرة الرجل بالنسبة للتعليم، بل نجد أن من النساء مَن فاقت الرجل في بعض التخصصات، ولا شك أن انعقاد الندوة وإشراك المرأة في أوراق العمل دليل على أن المرأة السعودية المتخصصة وصلت إلى مستوى مأمول، فمشاركتها في أوراق عمل، وأيضا مشاركتها في مثل هذه الندوة بسماع وجهة نظرها عبر الحدود والضوابط الشرعية، لا شك أنه مطلب في هذا الوقت، فالمرأة أصبح على عاتقها مسؤولية كبيرة في تربية الأجيال وتوجيههم، وكلما كان لديها من الوعي والمعرفة والاطلاع على ما عند الغير والاستفادة من المعطيات الحضارية، استطاعت تأدية واجبها بشيء من الوعي والتفكير الناجح. لهذا أجدها فرصة بأن أتقدم للمسؤولين في الجامعة على عقد الندوة وتخصيص مقاعد للمرأة في مركز دراسة الطالبات تستطيع من خلالها تقديم أوراق عملها، وإبداء وجهة نظرها، وطرح مرئياتها. أما بشأن ضخامة المسؤولية التي باتت على عاتق المرأة الأديبة في هذا الزمن الذي أصبح الأدب فيه جماعا لأمور سياسية واجتماعية ودينية سخّرته لخدمتها، وإن كان القناع الخارجي هو الأدب الإبداعي البريء من أي مقاصد أو غزو فكري، علّق د. العجلان عن دور الندوة تجاه هذه القضية بقوله: قد لا أعطي وجهة نظر دقيقة، لأن الأمر يرتبط بالتخصص الأدبي، والذين عاشوا الأدب أدرى بالإجابة، لكني أستطيع أن أقول: إن العلم أجزاء يكمّل بعضها البعض الآخر، وفي مقدمة تلك العلوم كتاب الله تعالى وسنّة نبيه صلى الله عليه وسلم، وهناك علوم تخدم هذين المصدرين كعلوم اللغة، يدخل فيها ما يتعلق بالأدب بتصنيفاته: شعر، نثر، قصة، وغيرها. ولا شك أن هذا النوع من العلم له أثره الذي لا يُنكر إيجابا أو سلبا، لهذا عندما تهتم به الندوة، وتُظهر الإيجابيات، تستطيع المرأة وعي القضية وتوصيل رسالتها المنوطة بها وفق ضوابط شرعية، فالندوة إحدى القنوات المهمة جدا التي يمكن أن تُستغل في إيصال رأي المرأة المسلمة إلى العالم، ويمكن عن طريقها توضيح أن المرأة المسلمة تستطيع إبراز رسالتها ودورها في المجتمع عبر قنوات متعددة منها هذا المنحى، وكلي أمل بنجاح الندوة هذه وما سيعقبها من ندوات ومؤتمرات تقدم لنا الصورة الطيبة النامية للمرأة الباحثة، والمنظمة، والمحاوِرة بإذن الله تعالى. * وتعميقا لآراء الدكتور العجلان استضافت (الجزيرة) الأستاذة منتهى المنيع المحاضرة في كلية اللغات والترجمة، ورئيسة اللجنة النسائية التنظيمية، حيث أوضحت ما يتعلق بالتنظيم النسائي للندوة في مركز دراسة الطالبات كالآتي: - المكان: مركز دراسة الطالبات بالملز، وستنقل الجلسات عبر الدائرة التلفزيونية المغلقة في القاعة الكبرى وهي الرئيسية، وفي القاعة المساندة، وهي مكتب وكيلة مركز دراسة الطالبات: د. وفاء العساف في الدور الأول بالمبنى الإداري. - الإشراف والتنسيق: في كل قاعة طالبتان من كلية اللغات والترجمة تشرف عليهن معيدة من الكلية نفسها، علما بأن اختيار الطالبات تم بناءً على ما يتحلين به من علو الأخلاق، والرغبة العلمية في الإفادة والتطوير، وتفوق دراسي أيضا، حيث يمكن أن يُعتمد عليهن في أن يكنّ واجهة للكلية وللجامعة في استقبال الضيوف ومتابعة الحضور، وأسماء المعيدات المشرفات: منال العمود، ريم الجمعة، راوية الزهراني، أريج الحميد، وأسماء الطالبات المساعدات لهن: شذى القبلان (م 4)، دانية السحيباني (م 5)، أسماء الصهيل (م 6)، الهنوف السلطان (م 7)، منيرة السبيعي (م 7). - استقبال المشاركات بأوراق العمل: هن أربع فقط: د. ريما الجرف، ود. سعدية الأمين من جامعة الملك سعود، د. أمينة بلعلي من جامعة تيزي وزو بالجزائر، والمحاضرة: الجوهرة آل جهجاه من جامعة الإمام. وسيجري استقبال المشاركات، واستلام رسوم التسجيل في الندوة من كل واحدة (150ريالا)، وتُسلم حقيبة تحمل شعار الندوة فيها برنامج الندوة، والبطاقة التعريفية، وبطاقات المداخلات، ويُوجّهن إلى أماكنهن المعدَّة. - استقبال الحاضرات: الدعوة مفتوحة للجميع، لتتم الاستفادة من الندوة التي هي ندوة عالمية خاصة على مستوى الرجال، لحضور وفود من ألمانيا وبريطانيا، وفي الندوة موضوعات متنوعة شيقة تفيد عدة تخصصات كالترجمة، والأدب المقارن، ومقارنة الآداب العربية الإسلامية بالغربية، والمعارف يخدم بعضها بعضا، فقد يكون تخصصي المقارنة بين الآداب فتخدمني الترجمة بشكل غير مباشر، وغيري تحب عمل الترجمة فيخدمها الأدب المقارن أيضا ولو لم يكن تخصصها، إضافة إلى أن المواضيع حساسة ومهمة، وتشد مَن ليس له اهتمام، لأنها غير مطروحة، وليست في أي مكان كتعليم الأطفال اللغة الإنجليزية من منطلق رؤية امرأة أكاديمية، والخصوصية العربية، والبحث عن الهوية، والعولمة التي تكاد تكون كتلة من الغموض، مما يُحتّم على الحاضرات أن يدعن حضورهن فرصة لتعلّم شيء جديد لا يجدنه في أي مكان ولا أي وقت. هناك بطاقات تعريفية للضيفات، وبطاقات مداخلات، وسجل للحضور، هذا وقد تمت دعوة وفود نسائية من كلية التربية، وكلية الآداب، ومعهد الإدارة، وجامعة الملك سعود، آملين حضورا مكثفا يسعى للحوار والاستفادة والإفادة. - المواعيد: يوما الأحد والاثنين الأول والثاني من شهر ربيع الأول، وكان الافتتاح صباح الأحد الساعة العاشرة والنصف حتى الحادية عشرة والنصف، وتم نقله عبر الدائرة التلفزيونية للقاعة الكبرى بمركز دراسة الطالبات، وفقرات الحفل بدأت بالقرآن الكريم، ثم كلمة رئيس اللجنة التحضيرية للندوة، ثم قصيدة، ثم كلمة راعي الندوة، بعدها فلم وثائقي عن كلية اللغات والترجمة، تلا ذلك كلمة لمعالي مدير الجامعة، وأخيرا تكريم رعاة الندوة. وفي الرابعة والنصف عصرا وحتى التاسعة والنصف مساءً نُقلت الجلسات الأربع الأولى والمحاضرة العامة، حيث الجلسة الأولى (قضايا في تعليم اللغات) والثالثة (دراسات في الأدب المقارن) والمحاضرة العامة (خطاب التنوير) في القاعة الكبرى، فيما الجلسة الثانية (اللغات والترجمة والتقنيات الحديثة) والرابعة (تعريب المصطلح) في القاعة المساندة (مكتب الوكيلة). أما يوم الاثنين، فصباحا نقلت الجلستان الخامسة (الترجمة بين النظرية والتطبيق) والسادسة (العولمة والبحث عن الهوية) في القاعة الكبرى. وفي العصر نقلت الجلسة الثامنة (قضايا في تعليم اللغة الإنجليزية) في القاعة المساندة (مكتب الوكيلة)، فيما نقلت الندوة العامة (الحوار العربي الأوروبي) والجلسة التاسعة (الآداب الأوروبية والثقافات المحلية) في القاعة الكبرى، وأوقات الندوات موضحة في الجدول التفصيلي المنشور في موقع الندوة الخاص www.sauditrans.com الذي يحتوي على معلومات كثيرة حول الندوة، ومنها الجدول التفصيلي للأبحاث الملقاة وأوقاتها، وأماكنها. وعن الاستعدادات العامة في مركز دراسة الطالبات أوضحت الأستاذة منتهى المنيع أنه قد تم تجهيز القاعات، والوجبات، والشاشات، والتكييف، ووسائل الاتصال بقاعات الرجال في المدينة الجامعية، وكل هذه الأمور تمت عن طريق مكتب العلاقات العامة في مركز دراسة الطالبات، كما علّقت بأن إشراك المعيدات والطالبات، بل إشراك المرأة من أعلى مركز: مشاركة، منظِّمة، منسقة تحت المنظمة الرئيسة، وطالبات يدرن القاعتين وينظمن شؤون الضيفات ميزة كبيرة جدا لصالح جامعة الإمام، إذ تعطى المرأة دفعة للأمام، فأنا محاضرة، وهي المرة الأولى في حياتي التي أخوض فيها تجربة رئاسة فعاليات ندوة أكاديمية، ووجدت الكل يعطيني الثقة ويدفعني للإنجاز: الدكتور: وفاء بنت إبراهيم العساف، والدكتورة الجوهرة بنت محمد العمراني، وعميد كلية اللغات والترجمة: الدكتور محمد العلم، ورئيس اللجنة العلمية ووكيل الكلية للدراسات العليا والبحث العلمي د. محمد القويزاني، وكذلك أعجبني إشراك الطالبات، والأمر جدا صعب عليهن، لأن الأسبوع هذا أسبوع بدء الاختبارات الفصلية، والطالبة تداوم صباحا، ثم تأتي مساء حتى العاشرة تقريبا، وفي ذلك تضحية كبرى، لكن الجميع سعيد بهذه الثقة وهذه الروح الرائعة في التعامل الإداري والعلمي في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بما لا نلمسه في جامعات أخرى، لأن الجامعات اعتادت أن تفخر بمن هم من خارج الإطار المحلي، أو بأصحاب الدرجات العلمية الكبرى، أي من الدكتوراه وما بعدها، لكن الإمام فخورة وواثقة في طالباتها ومعيداتها ومحاضراتها اللاتي ما زلن في بداية الطريق، وهذا لا يُستغرب منها. لقد انتقلت ثقة الجامعة فينا كعضوات هيئة تدريس إلى طالباتنا، فقد عمدنا إلى اختيار نخبة الطالبات اللاتي نسعد ونشرف بأن يكنّ واجهتنا في هذه الندوة العالمية، لما يتحلّين به من خُلق، وتفوق دراسي، ودعواتي بالنجاح والسداد. (الجزيرة) تحاور رئيس قسم اللغة الإنجليزية وآدابها: لماذا لا نكون في موقف القوة وننشر ثقافتنا الإسلامية!؟ على استعداد للتفكير في اللحظة الآنية، على استعداد للقراءة الفاعلة مع (الجزيرة)، على استعداد لتوضيح الأبعاد الأسرية والنفسية والجمالية في العملية التعليمية خاصة في مجال اللغات والترجمة وتقاطع الثقافات .. كان هنا الدكتور: محمد بن حسين العنزي: رئيس قسم اللغة الإنجليزية وآدابها بكلية اللغات والترجمة، وكان هذا الحوار الفاعل والمتشعب والمليء بأطروحات قابلة للتنفيذ على أرض الواقع.. (الجزيرة): مَن ينظر لأحرف الكلمات التي تمثل محاور الندوة سيراها متفرقة، لكن من يتأملها سيجدها دوائر متداخلة وواسعة وصعبة: لغة ليست مجرد أحرف، فيها ثقافة ودين وعُرف، نحتاج للترجمة لفهمها، وقد تنجح الترجمة وقد لا تنجح، وحين نبدأ في الفهم تتحرك مشاعرنا بأن لنا هوية خاصة والآخر له ما يخصه، ويبدأ توتر التواصل معه .. كيف؟ ولماذا؟ فما سر الترجمة في هذه الندوة؟ د. العنزي: بالنسبة للترجمة، فقد حاولنا تغطية بعض متعلقاتها في اللقاء العلمي الشهر الماضي في الكلية، إذ طرحنا إشكالية ترجمة المصطلح بالتحديد، وكان من المحاور الرئيسية وأقواها: 1- ترجمة المصطلح الديني. 2- ترجمة المصطلح الثقافي. لو نظرنا إليهما سنجدهما من أصعب المحاور، وفي محاولة معالجتهما من الصعب أن نجد حلا جذريا خاصة المصطلح الديني، فليس هناك تعريف موحد، بل إن بعض التفاسير لا اتفاق بينها في التفسيرات، فكيف بلغة وثقافة غير معروفة، وتريد أن تكون أمينا في نقل النص، وتريد أن يفهم القارئ كما فهم النص الأساسي. ذكر أحد المتحدثين: إن المترجم خائن مهما بذل من الجهد، لكن يُشكر! وفيما يتعلق بالمصطلح الثقافي، فإن نقل ثقافة إلى شعب له ثقافة مختلفة حتى في أسلوب اللغة والتفكير والعادات والتفسير وتأويل الكلام الطبيعي أمر غير سهل، فالغرب يختلف عنا، كما أن عندنا مصطلحات مسموح بها عند الغرب غير مسموح بها، وأخرى لا بأس بها عندهم، فيما هي ممنوعة عندنا شرعا كالأعياد المنوعة. في ترجمة المصطلحات أرى أن على المترجم مجهودا كبيرا، ينبغي أن يكون مُلمًّا بالثقافتين واللغتين، وإذا لم يكن كذلك، فسينقصه الكثير، لأن الترجمة إعادة كتابة نص من جديد، تريد أن تنقل هذا النص من لغة لأخرى عليك أن تفهم كيف يُفكر القارئ في النص الجديد، ولا تستطيع ذلك حتى تعرف ثقافته وطريقة تعليمه .. وهذه مشكلة كبيرة. الندوة الحالية أشمل من الندوة الصغيرة التي عقدناها في ذلك اللقاء العلمي، وعنوان هذه الندوة (اللغات والترجمة) يدل على أن الترجمة جزء من قضية اللغات، واللغات تدخل فيها القواعد والثقافات والأدب، لذا نجد محاور ندوتنا الحالية تشمل طرق تدريس اللغة، والثقافات، والأدب، والترجمة، لهذا لم تأخذ الترجمة حقها كما في الندوة الصغيرة السابقة، لكن هذه المقاربة بين المحاور وتقريبها، بسبب كونها محاور كبيرة ويحتاج كل محور منها إلى ندوة مستقلة. (الجزيرة): تعليم اللغة للأطفال ليس مجرد تعليم رسم حروف ومعان معجمية، إذ هناك ثقافة قد تكون خطرة، تختبئ تحت الكلمات الصغيرة! د. العنزي: من واقع تخصصي، فإن في أغلب ما قرأت من دراسات حول ثنائية اللغة، أن اللغة الثانية إذا تعلمها الطفل في البيئة الأولى لا تكون خطرة، وإذا تعلم الثانية في بيئتها تكون الخطورة، حيث زيادة اللغة الثانية يقابله نقص في الأولى، ولا ندري إن كانت د. ريما الجرف ستوافقنا أم لا في بحثها المطروح! بناءً على ما أعرف، لا خطورة ما دام الطفل يتكلم اللغة العربية في أغلب وقته ويدرسها في وقت أكبر، فهناك فرق شاسع بين الساعات التي يدرس فيها بالعربية، والساعات التي يدرس فيها الإنجليزية، والحقيقة إن خريجي الثانوية بعد ست سنوات من دراسة اللغة الثانية، يأتوننا في الجامعة فنعاني من ضعفهم الشديد، إذ لا يستطيع الواحد منهم أن يتكلم جملة واحدة، وهذا أكثر الكثير. أرى أنه لا بأس بأن يدرس الطفل الإنجليزية في المراحل الأولى، وينبغي أن يقابل ذلك اهتمام بالعربية الفصحى في البيت والمدرسة، فلا نتكلم لهجة تختلف عن الكتاب المدروس، فكثير من أبنائنا يدرس اللغة العربية الفصحى كأنها لغة ثانية، لأن اللغة العربية التي ينبغي أن تكون لغة المحادثة واللامنهجية .. لا صعوبة فيها، لكن الحقيقة أن عندنا صعوبة كبيرة فيها! الطفل لا يقرأ القصة لصعوبتها، كأن العربية لغة أجنبية، ويجب ألا نركز على الإنجليزية ونترك ضعفنا في العربية وصعوباتها على أطفالنا. في حصص الإنجليزية دع الطفل يتكلم بالإنجليزية من دخول الأستاذ إلى خروجه، وإذا تحول للعربية فيجب أن يتكلم معه بكلمات يجدها الطالب في الكتب التي يقرأها، وليس كلمات المحيط الاجتماعي، وأتصور أن الإشكال ناتج عن وجود خلل في الموازنة بين العربية والإنجليزية، فهل طلابنا يتعلمون العربية صحيحة من البداية؟ اللغة طريقة تفكير وتعبير للأطفال، هي الثقافة، هي الناس كما يقولون في الإنجليزية، مما يجب أن يجعلنا ننصرف عن أن نعلم أطفالنا قواعد جافة، فالقواعد لا تعلم اللغة الإنجليزية، القواعد للتصحيح، كما هو الأمر في اللغة العربية. مَن يدرِّس الإنجليزية عليه أن يكون أمينا، لا يبالغ في مديح الإنجليزية ويجعلها كل شيء، وإنما يوضح أنها لغة ناس لهم عاداتهم وثقافاتهم، ويجب أن يوضح ما يخالف ديننا وعاداتنا، ولا يطرح لهم كل شيء على أنه براق ورائع. ينبغي أن ينبه الطلاب لذلك، وإن كانوا متخصصين كبارا، فينبغي أن أقحمهم في القراءة ومقارنة ثقافتهم بثقافتنا، ونظهر العيوب والمحاسن، ولا ننكر المحاسن أو نضخم العيوب، إذ نعطيهم الحق، فما في الغرب من إباحية هناك مَن يراها عين الحرية والانطلاق، لكن ينبغي أن نراها من منظور آخر، هي ضياع وفساد، يجب أن نرى ما تحت الملابس البراقة من عفن وانحرافات، فاللغة ثقافة وبشر. أيضا، اللغة المُدرَّسة للطلاب يجب أن تنزل للتطبيق، بأن أقحمهم على التحدث بها، وأدقق لهم في مواقف محددة كإلقاء التحية، إذ إنّ هناك فرقاً بين الكلمات الإنجليزية فيها، فأنا أقول Hiللصديق المقرب، وأقولHello لمن بيني وبينه صلة رسمية، وذلك وفقا لثقافة أهل اللغة وموروثهم الاجتماعي، فهذه فروقات ثقافية لا يميزها مَن لم ير واقع حياتهم على الطبيعة، لذا فإن تعليم اللغة ينبغي أن يكون فيه شيء من الثقافة وعدم الرسمية الجافة، فليست اللغة قواعد أو مفردات مقولبة، يمكن أن أتصور أن أحفظ محادثة .. فلان يقول كذا، وأنا اقول كذا، ماذا يحدث إذا رد عليّ بعبارة غير التي درستها؟ هنا يبرز دور الشرطة اللغوية، والسيديات، ومقاطع الفيديو الحية التي تري الطالب الناس وهم يتقابلون ويتحدثون بطرق مختلفة في موقف واحد، بالإضافة إلى لفت الطالب إلى أثر تعابير الوجه في اللغة، وغيرها من دقائق الأمور كما في مجتمعنا من أمور يجب أن ينبه الأستاذ تلاميذه لها، لكي يكون الشخص مقبولا في المجتمع الثاني إذا سافر إليه. (الجزيرة): ماذا عن اختيار نصوص من قصص الطفل من حقل (الأدب المقارن) وجعلها تطبيقات تعليم الأطفال اللغة الإنجليزية، ليكسبوا اللغة، والثقافة، وملاحظة الفروق؟! د. العنزي: في ميدان قصص الأطفال هناك متخصصون، إذ ليس أي أحد يكتب للطفل، وكتبهم تعلمنا كيف يفكر الطفل؟ كيف هي نفسيته، ففي الغرب يرغب الأطفال بشكل كبير جدا كتب (دكتور سوس) (Dr.Saus) وهي تفيد في مراقبة المحتوى والأسلوب لمن يريد توظيف قصص الأطفال لتعليمهم اللغة، وفي هذا المضمار نأخذ من الغرب الأسلوب المؤثر، وندخل المحتوى من عندنا، وما يوافق شريعتنا نأخذه، وما لا يوافق نرده بكل بساطة، وبهذا نصطاد عصفورين بحجر واحد: لغة بسيطة تنقل ما نريده إلى الطفل، وتحببه في القراءة، إذ يجب أن تكون أعلى من مستواه بقليل، فنظرية (كراشن) تقول: إذا أردتَ أن تعلم المتعلم، فالمادة المتعلَّمة يجب أن تكون لأعلى من مستواه بقليل، لكن إن كانت أعلى من مستواه بكثير أو أدنى بكثير، فهي ستسبب له الملل والشعور بصعوبتها، ومن ثم الانصراف عنها. ويكفينا لو تعلم الطفل 50% فهذا ممتاز. إن السعي إلى إنشاء مكتبة جديدة للطفل تهتم بما يشوقه فيما هو حوله، وما يفكر فيه من قبل أهل التربية والنمو والتفكير النفسي للأطفال سيكون أمرا رائعا ومفيدا، حيث محتوى الكتب يعلم مبادئ وأشياء مختلفة بالطريقة التي يفهم الطفل بها، فنحن لا نريد أن نعلم الطفل أمور دينه، يحفظها ولا يفهمها، ويقول لا فرق بينها وبين المقرر المدرسي، نريد مادة فيها نوع من التعليم، لغتها ومادتها تجمع المتعة والفائدة، وأتصور أن الإقبال سيكبر لا سيما إن رافق ذلك دعاية وإعلان، أو تُوزع مجانا على المراحل الابتدائية حسب عمر الطفل بما يناسب طريقة تفكيره مع تزويد ذلك بصور مبسطة، فصورة واحدة أكثر فائدة من ألف كلمة، وهذا يجعل الطالب لا يعود إلى القواميس ثنائية اللغة مستقبلا، ويكتفي بالقاموس وحيد اللغة، أي الذي يشرح الكلمة الإنجليزية بكلمات إنجليزية، وهنا سيكون للكتاب ثلاث فوائد: إدخال المعلومة التي نريدها للطفل، وتعليمه اللغة الإنجليزية، والثقافة الخاصة بنا. (الجزيرة): العولمة .. شيء مرعب وغامض!! د. العنزي: ينبغي أن نقترب من العولمة ولا نكون خوّافين، ولا نأمن لها أيضا، فهي مثل السوبر ماركت الذي يقضي على بقالات الأحياء. يجب ألا نكون خوّافين، لماذا لا نستغلها كما أن الناس يريدون تصدير أفكارهم وتعميمها، فنحن مسلمون غالبون، لماذا لا نصدر أفكارنا، ولنا نفوذ وقوة وتشعب في العالم كله، خاصة في أمريكا لنا حضور قوي. إذا كانت العولمة سلاحا ذا حدين، فلنستخدمه في دعوتنا، ونكون وحدة قوية، بالرغم من أن الكلام حولها ينبغي أن يكون حذرا، كيلا يُفسر بأشياء كثيرة لا نريدها. إن كان دعاتها الغربيون يقولون: إن هدفهم جعل الناس سواسية، فلا باس، لكن بقانون مَن؟ لماذا لا يكون القانون حكمنا الشرعي ونحن أمة قوية بجميع المعايير؟ يظهر لي أن قضية العولمة - من خلال أسماء الباحثين - لها علاقة قوية بالثقافة، فهل الثقافات الغربية ستحقق هدفها، أم نستطيع أن نقف أمامها؟ ينبغي أن نجدد تفكيرنا، ونناقشهم، حيث تكون لهم وجهة نظر ولنا وجهة نظر، وتكون وجهة نظرنا قوية اعتمادا على التشريع الإسلامي، ففي العولمة .. البقاء للأقوى، ما الذي يمنعنا من أن نكون أقوى؟ فقط نحن بحاجة إلى مزيد من البحوث والتطوير، ويوما ما ستكون العولمة لصالح الإسلام. لو طبقنا تعاليمنا الإسلامية وفكرنا بطريقة صحيحة حسب ما يمليه علينا الدين في كل عمل نعمله، فلا خوف، لكن ينبغي ألا يحعلنا خوفنا نتقوقع على أنفسنا، يجب ألا نبقى في حالة دفاع، وهم يهاجمون، إذ المعروف في العرف الحربي أن المهاجم هو الأقوى، لماذا لا نكون مهاجمين فكريا، وإذا غلبت الروم .. ننشر ما عندنا، وهو يتحولون للدفاع!! (الجزيرة): لعل من المسلَّم به أن الغزو العسكري - بخاصة - والفكري عامة وسيلة من وسائل نقل الثقافات وقولبة الآخر في القالب الذي يريده المهاجم! د. العنزي: لو نظرنا لكتاب اللغة العربية لغير الناطقين بها، نجدها تحمل ثقافات عربية، وكذلك كتب تعليم الإنجليزية بطريقة أو بأخرى هي تنقل الثقافة والفكر الغربي والتقاليد كذلك تحت مسمى (اللغة) وتجذب القارئ ليستمر في الدخول ضمن أفراد هذه الثقافة عن طريق اللغة. لماذا لا يكون عندنا نصوص تعليم للقواعد العربية التي يعانيها طلابنا ما قبل الجامعة، وتشتد المعاناة بعد دخول الجامعة، حتى في الدكتوراه نجدهم يخطئون؟ إننا نجد صعوبة لأننا لا نطبق العربية بشكل صحيح، وكل ما يقوله المتعلم مقبول عند المعلم! لا بد أن نعطي جرعات على مدى بعيد تؤثر في تعميق معرفة المتعلم للعربية لثقافة العربية، إذ على مدرسي العربية جهود كبرى في فهم نفسيات الدارسين وطرق تفكيرهم، بهدف التأثير عليهم، وإن شاء الله سنصل إلى مرحلة يشكو فيها الغرب من عولمتنا، بدل أن نشكو منه. (الجزيرة): دكتور العنزي في حديثك الكثير من الأفكار القابلة للتطبيق، يمكن أن تستثمرها وزارة التربية والتعليم مثلا! د. العنزي: الكلام سهل والتطبيق يحتاج إلى لجان، وأعمال مكثفة، وميزانيات عالية، ووقت مديد، وتطبيق هذه الأفكار يقوم على مجهودات شخصية أكثر منها مؤسساتية، وهذا هو الفرق بيننا وبين الغرب، إذ فرغوا مؤسسات يديها متخصصون لهم دعم مادي ومعنوي ضخم، فأين ستذهب محاولاتنا الفردية المتبددة وكتبنا في تعليم الإنجليزية أمام كتب الغرب المصقولة والتي تخلو من الأخطاء المطبعية بشكل لافت جدا!؟ (الجزيرة): يبدو أن ندوة اللغات والترجمة تركز على إيصال منهجية تفكير وتحليل علمية أكثر من المعلومات التي قد لا يعرف الشخص كيف يستثمرها ويدريها؟! د. العنزي: إن أغلب النصوص الثقافية والأدبية خاصة لها معنيان: ظاهر على نصه، ومعنى أعمق: ما هي الرسالة التي يريد أن يوصلها هذا الكاتب؟ يجب ألا نكون مفكّرين ناقدين، ولا نكون مفكرين خوّافين نشك في كل شيء. فلو أخذنا سلسلة لتعليم الإنجليزية، سنجد تكرارا منظما لأفكار محددة، وإذا رأينا الأمر هكذا، فهم يقولون: إذا قرأتَ الكتاب الأول ستستوعب 20% من الثقافة الغربية، ومع الثاني تستوعب 40% وتقتنع بقيمتها وهويتها، وإذا أنهيت السلسة نكون قد أثرنا عليك تأثيرا كاملا .. بهذا يتحدث القارئ بما نريده، فلو قلنا لك: ندِّد بالثقافة الغربية، ستقول: لا، وبهذا التأثير والجرعات المتلاحقة ستمتدح الثقافة الغربية وتعمل لها دعاية غير مباشرة وأنتَ لا تعلم!!! إذا فكرنا: سلاسل كاملة، لماذا كُتبت؟ يجب ألا نشك في كل شيء، ولا نكون أهل سذاجة نقبل كل شيء. تجب الموازنة بين الجانبين، لا نأخذ كل ما هو موجود، فكل شيء فيه الجيد والرديء، نريد أن نكون مثلهم أو أذكى منهم في طريقة تفكيرهم. (الجزيرة): كيف نزرع ما يُسمَّى (حوارا)؟ كيف نجعله يستمر مع الطفل عندما يكبر ويشب، ويتسع معه من البيت، للشارع، للمدرسة، للعالم كله؟ د. العنزي: نبدأ بالأسرة والطفل، ينبغي أن نعطيه الجرعات بالطريقة التي يستوعبها حسب نموه العقلي، فلا نضغط عليه، لأننا إن ضغطنا سنراه يتربى على الكبت، ويبدأ يكبر ويتحرر، ويبدأ يرفض كل شيء يأتي من عندنا، وسيصرخ: يكفيني 15 سنة وأنا أقول (نعم)، الآن أقول (لا) لكل ما يأتي منكم. إن العملية التربوية تبدأ من البيت مع الطفل، إذا كان صغيرا، فالأكبر يقنع الصغر بلطف، نجده يتحبب، نجد العلاقة تستمر بين الأب والوالد، والأم والبنت لما بعد الطفولة وبدايات المراهقة، وينتج عن ذلك ترابط أسري، سيكون عندنا أسرة متحابة متفاهمة، وكل منا يسمع للآخر إلى أن يكبر ويبقى التقدير لمن حوله، وينمو للتعامل بالأسلوب نفسه مع أبناء الثقافة المحلية والغربية، فأبناؤنا عندما يرون التفكك الأسري في الغرب يحمدون الله تعالى على أنهم في خير، ويقول الواحد منهم: أنا بخير، أبي يعاقبني ولا يتركني أنحرف، يحميني من شر نفسي! هذا الترابط القوي يبقى وإن ذهب الولد لبلاد الغرب، فإذا أراد استشارة اتصل بوالده وهو في أمريكا أو غيرها، يتصل بشغف ويسأل عما يعمله، والأب يستقبله بمعالجة المشكلة، لا بالثورة والغضب، وهنا سنكون قد قمنا داعية في بلاد الغرب، مما يقينا شر مخاوف الانحراف على أولادنا ومخاوف الغربة، لأن العلاقات السرية إذا قويت لن ينحرف الولد أو الفتاة بإذن الله تعالى، فأنا مع الحوار الأسري والتفاهم الأسري واحترام الأطفال، وهي أمور تبعدنا عن الانحراف وتقربنا من التفكير الناقد، حيث نميز بين الخطأ والصواب، وإن لم نستطع فلدينا آباء وأمهات، وأساتذة، ومشايخ، وولاة أمر .. كلهم يعملون كخلية واحدة. (الجزيرة): هل كل صاحب درجة علمية أو معرفة معينة (مثقف) كما هو شائع في استخدام المصطلح؟ د. العنزي: لا، ففي التخاطب والتعامل مع الناس، في الواقع إن أبسط الأمور كالمشي في الطرق والشوارع تجد ممن تظن أن فيه خيرا ورقيا لا يحترم حقوق الآخرين، ولا أنظمة السير، ولا أي شيء آخر. هناك مَن يحمل شهادات عليا، ولا يبالي بالآخرين، فالشهادة تركز على جانب صغير، فيما الثقافة واسعة لا تنتهي، وهذا ما يجعل كثيرين من أصحاب الشهادات يرسبون في امتحان الثقافة التطبيقي. ينبغي على الإنسان إذا مشى في شارع أن يحترم حقوق الآخرين، في المنزل، وفي القاعات الدراسية، وفي أي مكان، فهدفنا بناء مجتمع مترابط. مثلا، عندنا في الجامعة يشكو الطالب من الأستاذ، والأستاذ يشكو من الطالب، هناك فجوة غير معروفة بين الطرفين، وكل إنسان فيه الخير، لكننا لم نصل للمفتاح لنستفيد من الخير الكامن في كليهما، نحتاج لمعرفة مفتاح المشكلة لنصل للناس باحترام، فالدافع الداخلي للطالب يحثه على أن يقرأ ويجتهد ليحقق أعلى مما حصل، والذي يكتب رسالة لا يكون راضيا عنها لكن يجب أن يقدمها كما هي، لأن لكل شيء حدودا يقف عندها. فالرضا التام غير موجود، والنظرة الإصلاحية التصحيحية هي في العمل على استثمار الخير في البشر، واستيعاب أخطائنا وتصحيحها، فالإنسان يتعلم إلى أن يموت. (الجزيرة): البعض إذا لم يفهم لغة الآخر .. لا يقدره بأي قدر، فأين الثقافة والحوار وقراءة الإنسان العالمية العميقة؟ د. العنزي: عدم فهم لغة الآخر لا يعني عدم تقدير الآخر، بل ليس لنا أن نحكم عليه ونحن لم ندرس أدبه، ولم نعرف ثقافته، ولم نأخذها من شيء من أصولها: قرأنا مترجمات وحكمنا على أمة بكاملها!! هذه الندوة لجمع مجموعة من أهل الفكر والتخصص، فأن يجتمعوا مثل هذه الاجتماعات هو ليستفيدوا ويُفيدوا، فهذه اللقاءات العلمية لها جانب جيد، مَن يحضر سيُغير أفكاره ويُطبق، وعندها يستفيد الجميع، ويكون لذلك أثره على طريقة التدريس والتعامل ووضع خططهم الدراسية. كل بحث فيه قضية يريد أن يُعالجها، فكل باحث عنده مشكلة يريد أن يطرحها أو يسمعها الآخرون، فيثروها. هذه الندوة ملتقى، وأنا أرحب بعقد مثل هذه اللقاءات للمتخصصين، فلها جانب جيد في تبادل الخبرات والمعارف، نأمل أن نرى مثلها ونستفيد منها في تقويم أنفسنا من الناحية التنظيمية. فالإنسان يتعلم .. وفي المرة القادمة سيتلافى الأخطاء. إننا نريد أن نحل المشاكل، وسيكون هناك نواقص لعلنا نتلافاها في ندوة قادمة. خاتمة:
هذا هو جهد المُقل كما يقولون، و(الجزيرة) حاولت أن تكون على مستوى الحدث، وعلى مستوى المسؤولية بتوعية المجتمع بأهمية هذه الأطروحات العلمية الثقافية التي يتشكل بما تقدمه من منهجيات تحليلية درعاً واقياً ضد سموم المنهجيات المنحرفة التي تغذي الناس بجرعات من خمول الفكر وضبابيته وسطحيته .. وقد آن الأوان لتنزل المعرفة الشرعية في التخصصات الحديثة إلى القراء بأسلوب بسيط يحمل في طياته الأفكار الآمنة، والمنهجيات المستقيمة مع جزيل الشكر للدكتور محمد بن عبدالله القويزاني على مراجعته لمواد هذا الملف الإعلامي، حرصاً من (الجزيرة) على سلامة أطروحاتها وسلاستها. ضيوف القراءة من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية:
د. عبدالله بن حمد الخلف وكيل الجامعة للدراسات العليا والبحث العلمي، رئيس اللجنة التحضيرية للندوة د. محمد بن إبراهيم العجلان عميد مركز دراسة الطالبات د. محمد بن عبدالله القويزاني وكيل كلية اللغات والترجمة للدراسات العليا والبحث العلمي، رئيس اللجنة العلمية للندوة د. محمد بن حسين العنزي: رئيس قسم اللغة الإنجليزية وآدابها أ. منتهى المنيع: محاضرة في قسم اللغة الإنجليزية وآدابها، رئيسة اللجنة النسائية التنظيمية للندوة بمركز دراسة الطالبات والمعيدات بقسم اللغة الإنجليزية وآدابها: أ. راوية الزهراني، أ. ندى بنت عبدالعزيز المشعل، أ. إلهام الزير، أ. هند القاضي، مريم عبدالله الرشيد
*معيدة في قسم البلاغة والنقد ومنهج الأدب الإسلامي جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية عضو رابطة الأدب الإسلامي العالمية |