حقيقة ألمسهافي لقاءات اليمامة والهلال.. قد يشاركني الكثيرون في الاعتراف بها وتقريرها.. هذه الحقيقة تقول.. إن أهم ميزة تتطبع بها لقاءات الفريقين تحولها إلى طبق ساخن.. يمتلئ بالقوة.. والقوة هذه قد لا تكون بالكرة نفسها بقدر ما هي في تناولها.. والأساليب التي تصاغ بها.. بمعنى أن اللقاء يتحول إلى قوة.. قد تكون عضلية.. تنفجر من ينابيع الحماس المتأجج في الفريقين وتتحول فيها الأقدام كل الأقدام وحتى تلك المصنوعة من زجاج.. تتحول إلى مخالب تعرف كيف تمارس وجودها هذه المقدمة أوردتها لعاملين: * لكي أورد الميزة الظاهرة لأي لقاء بين الفريقين وهذا لا يعني تقرير هذه الحقيقة تشجيعي عليها بقدر ما هي ظاهرة تستحق الدرس فعلاً.. * تقدير الجهة المسؤولة ممثلة بمكتب الوسطى حتى يراعي اختيار رجل المباراة الذي يستطيع أن يديرها.. بشكل يكون عاملاً في انجاحها خاصة وأن التحكيم لدينا يفتقد أبرز عناصره فقط ليس إلا!! وهنا آتي لأعرض بشكل مبسط استعداد الفريقين وأبدأ باليمامة طرف مباراة الجمعة القادمة. فالفريق اليمامي بلا شك لا يبدو منه أي تغيير في أسلوبه وتكتيكه.. حيث يعتمد على 4-2- 4 تكتيكه للعبة.. ومبارك الناصر كلاعب المقدمة الذي يمثل الخطورة ويدعمها لزملائه بنسبة لا تقل عن 60%. هذه هي ببساطة بعض ملامح الأسلوب اليمامي الذي أدت مباريات أجد أنه من الصعوبة بمكان أن أعطى فيما حكما دقيقا يرشد القارئ للكيفية التي سيؤدي بها الفريق مباراته القادمة.. ولكننا ومن خلال التمارين الأخيرة نلحظ ما يلي: * ضعف استقرار منطقة الحراسة.. تقهقر مستوى طارق إثر إجهاده البدني وطارق على أي حال ربما أنه خير من يمثل بالحراسة اليمامية في الوقت الحالي على علاته.. * الظهر يشكو من نقص كبير اثر تغيب محمد سلمان عن القائمة لاصابته.. وهذا يعني اننا سنرى ثنائيا يمكن تصنيفه كمؤقت.. حيث سيلعب حسين شريم كهاف ستوبر وابن سيف أو خيرالله كقلبي دفاع.. بينما سيلعب بن دحم وعلى المطرف وربما عزيز درويش كظهرين.. ومن خلال هذا التصنيف الذي قد يختلف.. أثناء المباراة حسب رأي المدرب.. يبدو لنا أن الظهر أيضا يشكو من ضعف الاستقرار الذي ربما كان مؤثرا على أدائه خاصة اذا استخدم الهجوم الهلال ذكاءه وفرض تفوقه.. وأرى ما دام الظهر بهذا المستوى من الرغبة بالتطلع للتفوق أرى أن استخدام مبدأ (تثليث) الوسط.. قد يؤدي إلى نتيجة ايجابية في حماية الظهر اليمامي.. بمعنى... أن يلعب الزمامي.. والراجح.. وخلفهما يبقى الجعيد ليسهم في قطع الكرات الملعوبة مع الزحف امامه في حالة الهجمة للحلول محل الزمامي أو الراجح الذي هو الآخر يكون الرابع لثلاثي الهجوم.. ولو لعبت اليمامة بهذا الأسلوب فقد يؤدي إلى نتيجة على الأقل تتمثل في: * تقليل فعالية الهجوم الهلالي واضعافه.. * السيطرة على الوسط وإلقاء وجود الفريق المقابل وعلى هذه القناعة فان من يمثل الهجوم لابد أن يكون مبارك الناصر بالطبع.. وبجانبه المحيميد.. والصانع الصغير.. أو خير الله. وأعتقد أنه لا حاجة لنا لتأكيد نقطة معروفة وهي أن أداء اليمامة مرهون بما يقدمه مبارك الناصر. من مجهود.. وما يعطيه للفريق من ذخيرة قوية قادرة على شق جدار المستحيل. ولا بد أيضاً أن أشير إلى أن الفريق اليمامي.. يعيش انعدام استقرار.. يمثل بالدرجة الأولى في غياب مجموعة كبيرة في الظهر. اختفت أما الاعتزال أو الإصابة أو أشياء أخرى وهذا ربما أثر على أدائه يوم الجمعة.. وان كان اليماميون قد عودونا على أن نمارس نوعا من الصمت فهم يقررون الكيفية التي يؤدون بها مستواهم. الهلال: التمارين التي يؤديها أفراد هذا الفريق تعكس استعداده الحقيقي لخوض مباريات الدوري كما أنها مغايرة بشكل ملحوظ لما أداها من لقاءات رأينا كيف أضعفت من ثقة جماهيره فيه.. ولأن الوضع فعلا منعكس فهذا يتطلب منا بالذات الا نضع مبارياته السابقة كمقياس وربما تمارينه أيضا لأن التمارين كذلك لا تعطي المدلول الكامل لمستوى أداء فريق.. اذ إن حالتي الأداء في الملعب والتمارين لا تعطيان بالضرورة نتيجة واحدة.. ويلعب الهلال مدعماً بقوة لا يستهان بها متمثلة في هجومه الذي هو وحده ورقته الرابحة والقادرة على قلب كافة الموازين اذا شاء أفراده.. ولازالت تمارين الفريق الهلالي مركزة على وجود محسن وبن عمر كقلبي هجوم، وناجي وحسين العليان كأجنحة مع بقاء الطعيمي كاحتياطي لأحدهما.. وهجوم الهلال كما يبدو من أدائه يعتمد على محسن كلاعب صنع وفي نفس الوقت كلاعب انهاء.. وهو مما يجعل مدافعي الاندية الاخرين يلجئون إلى تكثيف المراقبة حوله لكي يبقى مشلول الدور.. متخليا عن واجباته الكاملة.. ولو استسلم محسن لهذا الأسلوب فهذا يعني الكثير من الاضعاف لدور بقية عناصر الهجوم.. وكذلك لنتيجة الفريق على وجه العموم.. على أن تضافر جهد بن عمر الصغير.. ومحسن.. في كسر طوق الحصار المحتمل وضعه سيؤدي إلى تفتيت ذلك الحصار وانجاح دور هذا الثنائي. ولا أستبعد أن يلجأ الجناحان - ناجي وحسين - إلى مزيد من التقهقر خلفا لجلب الكرات وتمريرها عرضية لقلبيهما.. وهو تصرف سيؤدي حتما إلى ارتفاع رصيد الرباعي في التألق وان كان عليهما أيضا تحريك قدميهما في التهديف على المرمى وخاصة من جانب ناجي الذي عليه أن يتخلى عن بروده ويلعب بشحنة من الحماس. وفي تقديري أن تبادل كرات عرضية وسريعة بين الرباعي بالاضافة إلى تغيير المراكز.. هو اجراء حتمي لابد ان يلجئوا اليه كلما حاول مدافعو اليمامة استخدام المراقبة الفردية.. ولكن كل محاولات الهجوم وأساليبه الايجابية ستتبدد اذا كان ثنائي الوسط- غريب شمروخ - وربما مبارك أو فهد العثمان .. غير قادر على تأكيد وجوده في منطقة بكرات شمروخ الهادئة.. وتحرك غريب ونشاطه. الذي قد يكون سلبيا متى ما لجأ هذا اللاعب إلى استخدام لياقته أكثر من عقله.. أو انصراف الوسط ككل إلى كرات طويلة.. لا تثمر إلا ارهاقاً لخط المقدمة.. ومصدراً مريحاً لدفاع اليمامة الذي سيلتقطها بسهولة ويحولها إلى الأمام.. كما أن على الظهر نبيل (مرزوق) ومرشد وأبو حطبة الحبشي مسؤولية كبيرة في تطويق محاولات الاستثمار اليمامي للكرات الطويلة عن طريق تحويل كل الكرات المكتسبة إلى حالة هدوء تامة.. تؤدي إلى اراحة الوسط والتقليص من تنقله في كل المربعات.. ولا بد أن يكون ظهيراً الهلال أكثر فهما لدورهما .. فيقومان بمهمة المساندة الفعلية حتى يستطيعا أيضا تشكيل عبء على الظهر اليمامي فيما لو حاول فرض حصار على المهاجمين الأربعة.. في الحراسة ضاري سيكون هو الحارس الهلالي الأول.
طلال عبدالوهاب |