* الرياض - فارس القحطاني: اختار العقيد الدكتور محمد عبدالله المرعول مدير الإدارة العامة للعلاقات والتوجيه بالأمن العام، مجتمع محافظة عنيزة أنموذجاً للمجتمع السعودي في أطروحته التي حصل بموجبها على درجة الدكتوراه في (علم الاجتماع) والتي كان عنوانها (أثر التعليم في تغيُّر القيم في المجتمع السعودي) .. دراسة سيسولوجية في محافظة عنيزة. وقد اقتطفنا من هذه الأطروحة أبرز محاورها التي تحدد الإطار العام لهذه الدراسة. موضوع الدراسة وأهميتها سعت المملكة العربية السعودية إلى تحقيق التنمية الشاملة للمجتمع السعودي مستهدفة تحقيق مستوى معيشي ملائم للمواطنين. وسلكت في تحقيق هذا الهدف مسلكاً علمياً تمثّل في وضع مجموعة من الخطط التنموية الطموحة التي تعنى بترجمة هذا الهدف .. ويرى الباحث أنّ قطاع التعليم بمستوياته يُعَدُّ من أبرز القطاعات التي تضطلع بدور رئيسي في إعداد المواطن السعودي ليكون قادراً على القيام بمستوياته. كما أنّ التعليم أحدث تغيراً كبيراً في حياة الفرد واتجاهاته نحو القيم في المجتمع. ويمكن القول إنّ أهمية الدراسة تنبثق من أهمية التعليم في حياة الفرد الأمر الذي يؤدي إلى إحداث التغيُّر في القيم والمساهمة في تغيُّر بعض أنماط السلوك السلبي والاتجاهات نحو هذه القيم .. وهذا بلا شك يعتبر من أهم مسؤوليات التعليم وخاصة في مجتمعات الدول النامية. أهداف الدراسة يهدف البحث في إطاره الميداني إلى معرفة أثر التعليم على الفرد وممارسته لسلطته ومسؤوليته وتوجيه قيم الأسرة والعلاقات والأنشطة الاقتصادية والاجتماعية، من خلال التعرف على الملامح الأساسية لقيم واتجاهات الفرد المتعلم في محافظة عنيزة، وتكوين صورة اجتماعية متكاملة عن أثر التعليم في التغيُّر .. وكذلك محاولة التوصل إلى تصميمات حول الآثار الاجتماعية والاقتصادية التي يحدثها التعليم على الفرد، وكذلك معرفة أثر التعليم على مرونة القيم وأثر ذلك في أسلوب حياة الفرد في مجتمع محافظة عنيزة .. وكانت أبرز مناطق الاهتمام بالبحث: - التعرف على أثر التعليم على اتباع القيم الأُسرية - التعرف على أثر التعليم في علاقة الفرد الأُسرية وسلوكه في ممارسة الدور والسلطة داخل الأُسرة. - التعرف على أثر التعليم على نوعية الحراك الاجتماعي للأُسرة. - التعرف على أثر التعليم في عملية الاقتصاد داخل الأُسرة. تم توظيف النظرية البنائية الوظيفية في الدراسة والتي محورها هو تفسير البيانات عن طريق الكشف عن نتائجها بالنسبة للبناءات الكبرى، وتتصور النظرية أنّ المجتمع يعتبر بناءً اجتماعياً أو نسقاً اجتماعياً مؤكدة على أننا إذا أردنا أن ندرس ظاهرة من الظواهر الاجتماعية فلا بد أن نربطها بكلية النسق حتى نجد تفسيراً لها .. واستخدام هذه النظرية في هذه الدراسة يقدم لنا تصوراً متكاملاً لانتقال المجتمع من مرحلته التقليدية إلى مرحلة التحديث بفعل عمليات التنمية والتغيُّر التي تحدث في المجتمع. نوع الدراسة ومنهجها تعتبر هذه الدراسة من الدراسات الوصفية التحليلية التي استهدفت التعرف على تأثير التعليم في تغيُّر القيم وتعتمد على جمع الحقائق وتحليلها وتفسيرها لاستخلاص النتائج .. كما تعتمد الدراسة على منهج المسح الاجتماعي وهو بلا شك الدراسة العلمية لظروف المجتمع وحاجاته وهو يساعد على معرفة اتجاهات وسلوك الأفراد واستخدام الباحث منهج المسح الاجتماعي بالعينة وذلك لملاءمته لموضوع الدراسة. وقد تم تحديد حجم العينة بـ(360) مفردة (رب أسرة) ذلك بطريقة عشوائية احتمالية وتم تصميم استبانة لهذا الغرض وزعت على أرباب الأُسر المتعلمين في محافظة عنيزة بعد تحكيمها وتعديلها والتحقق من صدقها وثباتها بالطرق العلمية. النتائج العامة بعد إتمام عملية التحليل الإحصائي للبيانات الميدانية لتقديرات مفردات عينة البحث للمتعلمين نحو تأثير التعليم على تغيُّر القيم يمكن القول إنّ الدراسة حققت أهدافها المنشودة .. وفيما يلي أهم النتائج التي تم الحصول عليها من خلال التحليل الإحصائي: - تبين وجود تأثير إيجابي للتعليم على تحقيق مجموعة من القيم لدى المتعلمين حيث بلغ متوسط تقديرات مفردات عينة البحث لجميع عناصر ومكونات هذا المحور والتي بلغت (18) عنصراً (4.17) درجة، أي بنسبد (83.4%) مما يعني أنهم يوافقون على أنّ هناك مجموعة من القيم أيقنوا بالتجربة أنّها تحققت لديهم كعائد للتعليم. - أظهرت نتائج التحليل الإحصائي أنّ المرونة في تطبيق القيم كانت عالية حيث بلغت (3.34) درجة أي بنسبة (66.8%). - وجود أثر إيجابي للتعليم على العلاقات الأُسرية مع الزوجة والأبناء ومحيط الأُسرة حيث بلغ متوسط التقديرات (4.17) درجة أي بنسبة (83.4%). - تأثير إيجابي للتعليم على تحقيق مجموعة من القيم التي انعكس أثرها على تحسين نوعية الحياة الاجتماعية للأُسرة حيث بلغت التقديرات (4.12) درجة أي بنسبة (82.4%). - تأثير إيجابي للتعليم على القرار كقيم لدى الأفراد والأُسرة لترشيد أوجه حياتهم حيث بلغت التقديرات (3.85) درجة، أي بنسبة (77%). - تأثير إيجابي للتعليم يتمثل في قيم جديدة فرضتها البيئة التعليمية أدت إلى تغير في القيم بلغت (3.82%) درجة أي بنسبة (76.4%). - تأثير إيجابي على تحديد نوعية الحراك الاجتماعي الذي حصل لرب الأُسرة كعائد التعليم حيث بلغت (3.38) درجة أي بنسبة (67.6%). - تأثير إيجابي للتعليم على تطور الأوضاع الاقتصادية بما يحقق التنمية حيث بلغت (3.57) درجة أي بنسبة (71.4%).
|