في مثل هذا اليوم من عام 1955 فاز حزب المحافظين بالانتخابات العامة في بريطانيا بأغلبية مطلقة مسدلاً الستار على خمسة أعوام من الجمود السياسي. وعزز الشعب البريطاني تأييده لرئيس الوزراء سير انطوني إيدن الذي تولى السلطة في شهر أبريل في أعقاب استقالة السير ونستون تشرشل.. وكشفت النتائج النهائية عن فوز المحافظين بـ 324 مقعداً من مقاعد البرلمان البالغ مجموعها 630 مقعداً.. ومع إضافة عدد المقاعد التي حصل عليها حلفاء حزب المحافظين يكون الحزب قد فاز بأغلبية 60 مقعداً, وهي أكبر أغلبية يحصل عليها الحزب طوال خمسة أعوام. وكان الحزب قد فاز بأغلبية 17 مقعد فقط في انتخابات عام 1951.. وكانت الأغلبية الكبيرة التي حصل عليها حزب المحافظين دليلاً على ثقة الشعب البريطاني في وفاء الحزب بوعوده أثناء الانتخابات. وبدأ شعار المحافظين أثناء حملة الانتخابات والذي حمل عنوان (السلام والتقدم) بتصريح شخصي لرئيس الوزراء قال فيه: إن جيله عانى مرتين وهو يشاهد عالمه مزعزعاً ومحطماً بفعل حربين عالميتين, وإن حضارتهم لا يمكن أن تنجو في أي حرب ثالثة, وإن من واجبه أن يفعل كل ما يستطيع لمنع نكبة مثل ذلك. ولكن بالرغم من قول المحافظين بأن إنتاج القنبلة الهيدروجينية سوف يتواصل كمانع وحامٍ للمملكة المتحدة, إلا أنهم وعدوا ببذل كل ما يستطيعون من أجل تحقيق التوافق بين الشرق والغرب.. ووعد المحافظون أيضاً باستمرار برنامجهم من أجل الرخاء وتطوير ديمقراطية صحيحة, ودعم الحرية الشخصية والوحدة الوطنية.. وقطعوا على أنفسهم عهداً بالإضافة إلى النجاحات التي تحققت خلال الأربعة أعوام الماضية والتي تتضمن الزيادة المستمرة في الرخاء وقوة الاقتصاد وتوفير وظائف جديدة وزيادة الإنتاج. ولكن السير إيدن واجه صعوبات ومشاكل منذ البداية عندما ساءت الأحوال الاقتصادية تحت حكم المحافظين.. وازدادت الضغوط عليه في عام 1956 عندما انضم إلى فرنسا وإسرائيل في اتفاق سرى لشن هجوم عسكري على مصر بعد تأميم عبد الناصر لقناة السويس.. وقوبل قراره بالشجب والاستنكار من جانب الولايات المتحدة والأمم المتحدة مما أدى في النهاية إلى استقالة السير إيدن في عام 1957 نتيجة اعتلال صحته. وكان إيدن قد دخل البرلمان كنائب محافظ عن منطقة وأرويك وليمنجهتون عام 1923 . وأصبح وزيراً للخارجية عام 1935, ولكنه استقال بعد ثلاثة أعوام احتجاجاً على سياسة التهدئة التي اتبعها نيفل تشمبرلين.. وعندما أصبح تشرشل رئيساً للوزراء عام 1940, عاد إيدن إلى وزارة الخارجية وتولى زعامة مجلس العموم. وفي الفترة من عام 1945 إلى عام 1951, كان إيدن نائباً لزعيم المعارضة أثناء حكم آتلي قبل أن يعود كوزير للخارجية في حكومة تشرشل عام 1951 وحصل على لقب فارس في عام 1954, وحصل بعد استقالته في يناير 1957 على لقب إيرل آفون في عام 1961 وتوفي إيدن في يناير 1977 .
|