الموت حق ولا عن الموت محجوب
والعمر مهما طال لابد زايل
الله حكم لابن آدمٍ يوم مكتوب
لا حان ما ردّه جميع الوسايل
رجلٍ الى من مات يموت في جوب
ماهوب مفقودٍ ولا عنه سايل
ورجلٍ إلى من غيّب الموت محسوب
يجي لموته حزنٍ يجلب ملايل
مثل ابو عايض فرجته تجرح اقلوب
أمثاله في الدنيا إي والله قلايل
دينٍ وجودٍ وفوقها زود محبوب
وذربٍ من أخيار الرجال الدلايل
يبكيه من جاله من الهم مكروب
مركاً وملجاً ما يبي له دلايل
ويبكيه مغبونٍ من الدين مطلوب
يبشر يفكه من العسر والغلايل
ويبكيه بيتٍ دايم الدوم مرغوب
على الطريق مشرّعٍ للجمايل
فيه الندى من كل الانفال منصوب
نيلٍ على ما يحتوي من جلايل
ويبكيه حب المرجله حب موهوب
ايضا ويبكنه اعفاف الحلايل
ويبكيه ربعه والاجانيب لالوب
عضيدهم في الحل ذرب الفعايل
هذا أبو عايض للصعيبات مندوب
لا قال قولٍ تم ما كان قايل
مخلوق فيه من الغريبات عذروب
كل المكارم حاز وافي الخصايل
ليته يشوف اللي لفوا ساعة النوب
في البيت وردوا للتعازي هوايل
مامات لا مامات حيٍّ ولاهوب
من موتته موتة هزيل الرحايل
وراه أسودٍ في القسا تقضي النوب
اللي نعتهم من شيوخ القبايل
وذكرٍ جميلٍ طاف للشرق واغروب
مشى الجهات بحسن ذكر الشمايل
ياالله يا سامع دعا كربة ايوب
يا منشي النو وامطر مخايل
تبرد ثرى قبره وتغفر له اذنوب
اللي ذكر بالخير شيخ النفايل
آمين ثم آمين وآمين مضروب
في دعوةٍ له في الجنان الظلايل
هذا العزاء قدمت في طاهر الثوب
من شاعرٍ عزَّى بحزن الرسايل