من رحمة الله بعباده أن أوجد لهم نعماً كثيرة في مجالات شتى، ومن فضائل هذه النعم أن أوجد فيهم رجالاً عقلاء يفكرون باتزان وروِيّة وبعد نظر، ويحملون هموم شعوبهم ليأخذوا بأيديهم من وهاد الخطر إلى شواطئ الأمان، بل هم مشاعل خيرٍ تضيء الدروب والطرقات لبني البشر عامة على اختلاف ألوانهم وأجناسهم وشرائحهم ليوصلوهم إلى الأهداف السامية المنشودة، يخططون ويبدعون ويبتكرون، ويتعبون ليستريح الجميع، ويسهرون لينام غيرهم قرير العين. والعقلاء من الناس يحفظون الجميل والمعروف لمن أسدى إليهم ذلك، ومن يكن طبعه هكذا ومنهجه على هذه الوتيرة يكن حقاً بل واجباً على كل ذي عقل حصيف الرأي أن يحترم ويقدر ويُجل أمثال هؤلاء بل وينزلهم في سويداء قلبه ويُكنُّ لهم كل خير ما دام فيه عين تطرف وقلب ينبض. فنحن -أبناء المملكة- لمسنا ذلك بأم أعيننا من ولاة أمورنا أعزهم الله على طاعته. وإذا نظرنا إلى الوراء نظرة فاحصة نجد هناك بوناً شاسعاً بين ما كان وبين ما أصبح، إلاَّ أن ثقتنا وآمالنا وطموحاتنا الثابة تعلقت -بعد الله- بهم أيدهم الله بنصره، وهذه الآمال مترجمةٌ بهذه الإنجازات العظيمة التي نراها مثل فلق الصبح وهي ظاهرة لدى العيان منذ عهد والد الجميع الملك عبدالعزيز آل سعود طيب الله ثراه، وحتى هذا العهد الزاهر الميمون، عهد خادم الحرمين الشريفين حفظه الله ورعاه، ومازالت التجديدات والابتكارات والإبداعات تتوالى وتتواصل على طريق الخير والنماء والعطاء والقافلة تسير، وليس هذا بغريب عليهم؛ لأن هذا هو ديدنهم ومنهجهم في هذه الحياة، ونحن -أبناء المملكة- عامة وأبناء الجوف خاصة جميعنا مقتنعون بأن كل ما ذكر هو إرهاصات ومقدمات في عيون ولاة أمورنا، أبقاهم الله لنا ذخراً على مدى الدهر، في سبيل تعضيد ودعم الإنجازات والمشاريع الكبيرة العملاقة التي قرت بها أعيننا وستقر بها في المستقبل القريب الواعد إن شاء الله. هذا وهم لم يألوا جهداً في قضاء حوائج شعوبهم فسخروا جميع الإمكانات بل والأفذاذ من الرجال المخلصين لينفذوا ما يريدون من مطالب فعلى أثر ذلك أنشأوا وزارات كثيرة، ووجهوا أصحاب المعالي الوزراء وفقهم الله بالاهتمام في قضاء حوائج الناس، ومن هذه الوزارات المهمة وزارة الشؤون البلدية والقروية التي تشرَّفت مؤخراً بأن امتطى صهوتها، وتسنم ذروتها وأخذ بناصيتها الوالد صاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبدالعزيز، سدد الله خطاه ليضيف إبداعاً إلى إبداع، فهو يتمتع ولله الحمد والمنة برأي سديد ونظرة ثاقبة، لأنه خيارٌ من خيار، وهمه دائماً رفعة شأن هذا البلد الغالي، وخدمة أبناء أمته وشعبه في مختلف مناطق المملكة، لأن سموه عُرف بنظرته العادلة تجاه أبناء بلده فهو يعطي لهم في ميزان الأب العادل لأبنائه، والمناطق عند سموه كلها على حد سواء يلبي حاجاتها، ويُمول مشاريعها بلا تفريق ولا تمييز عدا المشاعر المقدسة التي هي في خدمتها خدمة جميع أحياء المناطق وسموه يعمل دائماً بدأب واستمرار في جميع المجالات الخاصة بوزارته هو ورجالاته كخلية نحل يدرسون ويخططون وينفذون دُونما أي تردد، ولا يمكن أن يسمحوا في أي حالٍ من الأحوال بأن يعترض طريقهم عقبة أو يقف في وجوههم أي عائق بل يذللونه على الفور في سبيل المصلحة العامة، وهذا مرئي ومُشاهد في شق الطرقات وتعبيدها حتى أصبحت بلادنا ولله الحمد والمنَّة مرتبطة بشبكة طرق متكاملة بعضها ببعض بين مدنها وقراها، هذا ولم تقتصر إنجازاتها على شق الطرق فحسب بل أنشأت الكثير الكثير كبناء الجسور وفتح الأنفاق التي كلفت على الدولة ما يُعمر ويبني دولة. ونحن في منطقة الجوف لسنا بعيدين عن هذه الإنجازات العظيمة، إلاَّ أن أملنا في الله كبير ثم في قيادتنا الحكيمة الرشيدة أيدها الله أن تكون لنا الرفد والعون والعطاء -بعد الله- في حل مشكلة الاختناق في الأحياء القديمة في مدينة سكاكا، حيث إن جميع الطرق التي تستطيع أن تفك هذا الاختناق حينما تتوجه إلى قلب المدينة تتوقف وتصل إلى طريق مسدود بسبب البساتين وبعض المنازل القديمة، أمثال شارع الملك سعود الذي يستصرخ ويناشد الوالد سمو الأمير متعب بأن تكون له وقفة كما عهدنا عن سموه بتوجيه من يلزم بسرعة إنهاء إجراءاته المتعلقة بهذا الخصوص ليمتد من الأحياء الجنوبية إلى أحياء المنطقة الشمالية حيث إنه يخدم الجميع وذلك لقربه من المرافق العامة كالمستشفى وغيرها. سمو الوالد: فلو -لا سمح الله- شب حريق في بعض الأحياء القديمة لأصبحت عواقبه وخيمة، أو جَدَّ أي طارئ -لا قدر الله- يتطلب سرعة وصول رجال الأمن وسرعة تحركهم إلى الموقع المطلوب لوجدوا في ذلك مشقة وصعوبة بسبب عدم وجود طريق ميسرة توصلهم لذلك (وهذا سببه كثرة البساتين وبعض المنازل القديمة والتصاق المساكن بعضها ببعض) وشارع العرب أيضاً ليس عنه ببعيد فمشكلته شبيهة بمشكلة شارع الملك سعود تماماً، أي أنه يمتد من الجهة الشرقية ويتوقف، والمطلوب تكملته ليصل إلى الأحياء الغربية. سمو الوالد: مهما تحدثنا عن الأضرار المترتبة على عدم إكمال مسيرة هذه الشوارع فلن نعطيها حقها إلا بوجود تشكيل لجنة لدراستها على أرض الواقع فنحن نرضى بما يرضاه سموكم، فلو تم هذا المشروع لقفزت المنطقة قفزة حضارية في زمن قياسي قصير وانتهت جميع الاختناقات في الأحياء القديمة. وسموكم الكريم خير من يقدر ثمرات أبعاد خرق مثل هذه الشوارع للأحياء. والله أسال -وهو خيرُ من سُئِل- أن يديم على بلادنا الغالية، نعمه الكثيرة الظاهرة والباطنة وعلى رأسها نعمة الأمن والأمان، وأن يحفظ لهذه البلاد قادتها ورجالها المخلصين أمثال سمو الأمير متعب وفقه الله لكل خير.
|