في مثل هذا اليوم من عام 1805 تم تتويج نابليون ملكاً على إيطاليا. ونابليون بونابرت (1769 - 1821) قائد عسكري عبقري وإمبراطور فرنسي. كوّن إمبراطورية ضمت معظم غربي أوروبا ووسطها، ويعرف باسم نابليون الأوّل. ولد نابليون بونابرت في 15 أغسطس 1769، في أجاكسيو، في جزيرة كورسيكا الإيطالية. في سبتمبر 1785، تقلد رتبة ملازم ثانٍ في سلاح المدفعية في الجيش الفرنسي، وعمره ستة عشر عاماً، وخدم في مدرسة تدريب ضباط المدفعية. وفي 9 مارس 1796 تزوج نابليون من جوزفين دو بوراني وهي من أصل فرنسي، من المارتنيك في جزيرة الهند الغربية، وكانت تكبره بسته أعوام، ولها طفلان من زوجها السابق. وبحلول عام 1796، أصبحت النمسا العدو الرئيسي لفرنسا. وبعد اندلاع الحرب بينهما كسب نابليون الحرب. وفي أقل من عام هزم أربعة جيوش، كان كل منها أكبر من جيشه. وحقق انتصاراً نهائياً بعد أن تقدم إلى جبال الألب مهدداً فيينا في أوائل عام 1797م. وفي 17 أكتوبر من العام نفسه وقّعت فرنسا معاهدة كامبو فورميو التي بموجبها توسعت أراضي فرنسا، وعاد نابليون إلى باريس فاستقبل استقبال الأبطال. انتقل بعد هذه المعارك إلى الحملة المصرية، التي أراد بها تهديد طريق بريطانيا إلى الهند. ففي مايو 1798، أبحر نابليون إلى مصر على رأس جيش مؤلف من 38 ألف جندي، وفي يوليه هزم نابليون المماليك (حكام مصر العسكريين) في معركة الأهرامات، بالقرب من القاهرة. وفي عام 1799، غزا نابليون عكا (في فلسطين)، ولكنها استعصت عليه، وصمدت أمام حصاره، فتراجع إلى مصر، حيث هزم الأتراك في أبي قير. وبعد ذلك سمع نابليون بهزيمة الجيش الفرنسي في إيطاليا، فعاد إلى فرنسا في 14 أكتوبر، وأصبح الزعيم الأول في البلاد. وسرعان ما اضطر إلى خوض معارك حربية مع الروس والنمساويين، ففي يونيه عام 1800، فاجأ نابليون بجيشه النمساويين، وهزمهم في معركة مارنجو. وفي 8 مايو 1804، انتخب مجلس الشيوخ والشعب في فرنسا نابليون إمبراطورا لفرنسا. وقبض بشكل مطلق على السلطة، لينهي خمسة عشر عاماً من الاضطراب الداخلي. وفي عام 1809 ذاق نابليون مرارة الهزيمة لأول مرة على يد النمسا، إلاّ أنه سرعان ما انتقم لنفسه، عندما أحرز انتصاره الكاسح في معركة (واغرام)، في صيف العام نفسه. وفي عام 1810، وصلت إمبراطوريته إلى ذروتها، بضم هولندا وأجزاء كبيرة من شمالي ألمانيا إليها. وفي يونيه 1812، عبر جيش نابليون إلى روسيا، واندفع الجيش إلى موسكو، ليجدها خالية من السكان تقريباً. بعد عودته من روسيا، واجه نابليون حلفاً عدائياً، من النمسا وإنجلترا وروسيا وبروسيا والسويد. وفي أكتوبر 1813، اشتبك الطرفان في (معركة الأمم)، في ليبتزج فهُزم نابليون، وعاد أدراجه إلى فرنسا، فطارده الحلفاء واستولوا على باريس. وسرعان ما استعاد سيطرته، وقام بحملة عسكرية، هزم الجيوش المتحالفة ضده في بلجيكا، وأتبعها بإنزال الهزيمة بالبروسيين والبريطانيين، وحاصر الجيش البريطاني في 18 يونيه 1815، وشن نابليون هجوماً على دوق ولنجتون في وترلو (في الجزء الشمالي من وسط بلجيكا) التي أصبحت من أكثر معارك التاريخ شهرة. وفي الوقت الذي بدت فيه القوات البريطانية على وشك الانهيار، وصلت القوات البروسية بقيادة جيبارد بلوخر لتشد من أزر القوات البريطانية. وضع نابليون (قانون نابليون) أو القانون المدني، الذي لا يزال يُشكل أساس القانون المدني الفرنسي. توفي نابليون في 5 مايو 1821، نتيجة إصابته بسرطان في المعدة، ودُفن في جزيرة سانت هيلانة، إلاّ أن جثمانه أُعيد إلى باريس ودفن في كنيسة القبة.
|