سعادة رئيس تحرير جريدة الجزيرة المحترم.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد: اطلعت على توضيح سعادة مدير عام الشؤون الصحية بالقصيم المنشور في العدد 11919 يوم الثلاثاء 9- 4- 1426هـ في صفحة عزيزتي الجزيرة وذلك تعقيباً على ماكتبته عن مستشفى عقلة الصقور بالعدد رقم 11904 الصادر في 23-3-1426هـ بعنوان (يخدم أكثر من 50 قرية ومركزاً وهجرة.. المواطنون في عقلة الصقور يطالبون بتطوير مستشفاهم) وقد سعدت بهذا الرد العاجل من قبل سعادة المدير كما صدمت ببعض النقاط التي ذكرها (تفنيداً، أو تبريراً، أو توضيحاً) للمطالب الكثيرة أمام الوقائع التي ذكرتها فيما كتبت. ومن منطلق سياسة المديرية التي ذكر سعادة الدكتور في آخر توضيحه حول اهتمامهم بما يرد من مطالب أو ملاحظات أو شكاوي تردهم عبر وسائل الإعلام أود أن أعقب على توضيح مدير عام الشؤون الصحية بالقصيم وأوضح بعض النقاط الهامة حول ما يتعلق بمستشفى عقلة الصقور. أولاً: ياسعادة الدكتور الكريم لمستشفى عقلة الصقور أهمية في هذا الجزء الغالي من منطقة القصيم وتكمن هذه الأهمية في أن الدولة أيدها الله قامت بافتتاح هذا المستشفى بناءً على حاجة ملحة أكدها الواقع من خلال طبيعة المنطقة والمسافات التي تفصل بين عقلة الصقور والمدن الرئيسة.. وأيضاً من خلال إعداد السكان وقد أكَّد على ذلك تصريحات مسؤولي وزارة الصحة في أكثر من مرة. ومن الأمثلة على ذلك أنه في جريدة الجزيرة في العدد الصادر في يوم افتتاح المستشفى أكَّد الدكتور ناصر الحداد والذي كان يعمل مساعداً للمدير العام على أهمية هذا المستشفى وذلك بقوله: (يقوم هذا المستشفى بتقديم خدماته لأهل مدينة عقلة الصقور بجانب تخفيف العبء على المواطنين في القرى والهجر المتعددة المحيطة بعقلة الصقور والبالغ عددها 40 قرية وهجرة، كما تكمن أهمية المستشفى في موقعه على الطريق الرئيسي الذي يربط منطقة القصيم بمنطقة المدينة المنورة، وهو يعتبر أحد المنافذ المهمة للمشاعر المقدسة وطريقاً للحجاج القادمين من دول الخليج.. كما يقلل هذا المستشفى حالات الإحالة لمستشفى الرس العام الذي يبعد 150كم عن عقلة الصقور والذي كان يستقبل معظم الحوادث الواقعة في هذا المكان، وفي هذا نعمة عظيمة يمنّ بها الله سبحانه وتعالى علينا جميعاً، والهدف هنا استكمال راحة المواطن والمقيم ليجد كلٌّ الإمكانات وقد وفرت له في موقعه، فالحمد لله على توالي نعمه).. انتهى تصريح الدكتور الحداد. وكما تشير الإحصائيات التي قلل من أهميتها سعادة الدكتور هشام في تعقيبه إلى أهمية هذا المستشفى. ثانياً: تحدث سعادة الدكتور عن الطاقم الطبي الموجود بالمستشفى وقال إنه يتم إلحاقه بدورات تدريبية وندوات وورش عمل وهذا شيء جيد يحسب لصالح المديرية. ثالثاً: قال سعادة الدكتور إن مستشفى عقلة الصقور يحيط به 7 مراكز صحية تقدم الرعاية الصحية الأولية الشاملة لتلك المنطقة وإنه تم تزويدها بالقوى العاملة المؤهلة والتجهيزات واللوازم التي بحاجة إليها ولكون سعادته تطرق لموضوع المراكز الصحية فإنني أود أن أؤكد على أن تلك المراكز ينقصها العديد من التجهيزات والقوى العاملة، فمثلاً مركز صحي النقرة طبيب الأسنان يغطي يوماً في الحيسونية ويوماً في النقرة وكذلك الحال بالنسبة لفني المختبر أيضاً، وبالنسبة للطبيب العام يقوم بنفس هذه العملية عندما يكون الطبيب الآخر في إجازة (أقصد بين الحيسونية والنقرة)، وبذلك يبقى المواطنون بدون طبيب سواء في الحيسونية أو في النقرة كذلك كثرة اعطال سيارات الإسعاف في تلك المراكز وقدم بعضها وهنا حدثت حادثة تؤكد على هذا الكلام ففي يوم الاثنين الماضي 8-4-1426ه وقع حادث لعائلة بالقرب من مركز النقرة وتم نقل الحالة إلى المركز الصحي بالنقرة وعند الوصول إلى المركز كانت هناك مفاجأة عدم وجود الطبيب الذي كان مكلف بتغطية مستشفى العقلة (الذي يقول الدكتور هشام إنه متوفر به عدد من الأطباء والقوى العاملة اللازمة).. عموماً تم نقل هذه الحالة بواسطة إسعاف النقرة إلى مركز صحي الحيسونية الذي يبعد عنه حوالي 30 كلم وعندما وصل إلى المركز أصيب إسعاف مركز النقرة بعطل وأرادوا أن يتم نقل الحالات إلى مستشفى عقلة الصقور فماكان منهم إلا اللجوء إلى سيارة إسعاف مركز صحي الحيسونية لكنها هي الأخرى رفضت الانصياع بسبب عطلها فتم الاستدعاء بسيارة الهلال الأحمر من عقلة الصقور والتي تبعد خمسين كيلو متراً ذهاباً وخمسين أخرى إياباً وذلك لإيصال هذه الحالات إلى مستشفى عقلة الصقور ولنتصور جميعاً الوقت الذي قضاه المصابون في التوسل إلى سيارات إسعاف مركز النقرة والحيسونية لإيصالهم وإنقاذهم!!. ومازال المسلسل مستمراً فبعد وصول تلك الحالات إلى المستشفى تم إجراء الإسعافات الأولية ومن ثم عادت هذه الحالات مرة أخرى إلى سيارة الإسعاف لتحول إلى مستشفى الملك فهد التخصصي ببريدة (الحادث وقع الساعة العاشرة صباحاً تقريباً ووصلت الحالات إلى مستشفى العقلة الساعة الواحدة ومن ثم وصلت إلى آخر نقطة الساعة السابعة تقريباً أو أكثر قليلاً) وكل هذا ويتحدث الدكتور عن المعايير والبروتوكولات والإحصائيات ونسبة إشغال الأسرة فيا للعجب؟.. وبمناسبة إشغال الأسرة فلها نقطة قادمة سأذكرها. رابعاً: تحدث الدكتور الفاضل قائلاً: إنه يتم الإشراف على هذه المراكز السبعة عن طريق مستشفى عقلة الصقور لكن هذا الإشراف يأتي على حساب مستشفى عقلة الصقور فالطبيب المكلف هو الطبيب المكلف بعيادة الأمراض المزمنة في المستشفى ولك أن تتصور كيف يتم التوفيق بين العيادة وبين الإشراف على تلك المراكز التي تبعد مسافات طويلة، كذلك ومن جانب إداري فإن مسؤول المتابعة الإدارية في المستشفى هو نفسه المسؤول عن متابعة الدوام في هذه المراكز وهنا أيضاً كيف يتم التوفيق بين ذلك، (عموماً لا أطيل في هذا الموضوع حتى لا نبتعد عن موضوعنا الرئيسي). خامساً: ذكر سعادة الدكتور أنه بالنسبة لحاجة المستشفى للتطوير إن الإحصائيات الدورية لمتوسط أعداد المراجعين اليومي للعيادات قد بلغ 170 مراجعاً وإن متوسط عدد الولادات 8 ولادات في الأسبوع ونسبة إشغال الأسرة 53% وكان الدكتور يقول إن هذه الأعداد لا تؤهل المستشفى للتطوير. سادساً: أكد الدكتور على أن معدلات الإحالة من المستشفى إلى المستشفيات الأكثر تخصصاً ليست مرتفعة وأنا هنا إكرر أن التحويلات فلو تم الرجوع إلى سجلها لوجدنا أنه في كل يوم يتم تحويل حالة إلى المستشفيات الأخرى وذلك إذا تم حساب المتوسط لها في عام كامل. سابعاً: تحدث الدكتور عن أن المستشفى يوجد به قسم الغسيل الدموي مزود بأجهزة الكلى الصناعية والمعدات الحديثة وهنا أؤكد أننا في عقلة الصقور نقف عاجزين عن الشكر لأميرنا المحبوب على هذا التبرع السخي الذي نرجو من الله أن يكون في موازين حسناته وحسنات والدته وفي الحقيقة إن هذا القسم بدأ عمله بشكل ملحوظ وقدم خدمات جليلة. كذلك عيادة العيون الملحقة بالمستشفى والتي هي عبارة عن تبرع كريم من قبل سمو نائب أمير منطقة القصيم فإننا أيضاً نتقدم له بالشكر الجزيل وجعل الله ذلك في ميزان حسناته فالشكر الجزيل لقادتنا الذين يتلمسون احتياجاتنا في كل مكان من الوطن الغالي. ثامناً: قال الدكتور: إن المستشفى يقدم خدمات الرعاية الصحية الأولية لأهالي عقلة الصقور، وأعتقد أنه حسب علمي أن من يقدم خدمات الرعاية الأولية هي مراكز الرعاية الصحية الأولية والذي ذكرته في كتابتي أنه تم إقفال المركز الصحي القديم وأننا في عقلة الصقور نطالب بإعادة افتتاحه إلا أن سعادة الدكتور لم يتطرق لهذا الموضوع نهائياً ولا أعلم ما هو سبب تجاهل طلب إعادة افتتاح المركز الصحي الذي سيقلل من المشاكل التي يواجهها المستشفى مثل الازدحام. تاسعاً: ذكر الدكتور أن المستشفى يتوفر به قسم للمختبر وقسم للأشعة والموجات فوق الصوتية، وأنا أقول على الرغم من إجهاز المختبر سبق وأن تعطل كثيراً إلا أن وجوده ووجود قسم الأشعة من البديهيات والضروريات التي تتوفر في أي مركز صحي ناهيك عن المستشفى!! بل إنه في السابق وفي أيام المركز الصحي كانت هناك قسم للمختبر وقسم للأشعة فلا جديد في هذا ولا تعتبر مؤشر للارتقاء بالخدمة المقدمة لأنها من الضروريات التي يجب أن تتوفر في المستشفى وغيره من المراكز الصحية، أما أشعة الموجات فوق الصوتية بالفعل فإنها تعتبر معطلة لحصرها في قسم النساء والولادة وكذلك لعدم وجود إخصائي يعمل على أجهزتها. عاشراً: عاد الدكتور ليؤكد أن المستشفى لا يستغني عن التحويلات إلى المستشفيات الأخرى وذلك عندما قال إن الأطفال الذين يحتاجون إلى حضانة يتم وضعهم في حضانات تستخدم لتقديم الرعاية للأطفال الذين هم في حاجة إلى ذلك ومن ثم يتم تحويلهم إلى أقرب مستشفى تتوفر به هذه الخدمة والسؤال الذي يفرض نفسه هو لماذا لا توفر غرفة للحضانة؟.. ولماذا لا توفر هذه الخدمة لأهالي عقلة الصقور، أيضاً للتوضيح فإن أقرب مستشفى يحول له الطفل وحضانته أكثر من 160 كلم!!. الحادي عشر: ذكر الدكتور أن ما قلته غير صحيح بخصوص أن صحة القصيم قامت بسحب الأطباء والفنيين والممرضين والممرضات وأنا أؤكد على أنه يجب أن يتسع صدر سعادة الدكتور لهذه النقطة وأتمنى منه أن يعود قليلاً لمقارنة أعداد القوى العاملة قبل افتتاح المستشفى بأيام وحتى الاسبوع الثاني من افتتاحه وبين الأعداد في هذه الأيام ومن واقع السجلات أيضاً وكم عدد اللذين هم على ملاك مستشفى عقلة الصقور ويعملون في مستشفيات ومراكز صحية أخرى سواء كانوا اطباء أو فنيين أو إداريين. الثاني عشر: الدعم الذي قاله الدكتور تم إنه تم في الآونة الأخيرة في افتتاح سكن جديد للتمريض تم تشييده من قبل الوزارة يتسع لأكثر من 70 ممرضة، وهنا أقول إن هذا شيء جيد لكن مادامت أن هناك فكرة لدعم هذا المستشفى لماذا لم تكن تلك الفكرة في دعم المستشفى بزيادة أعداد الأسرة وتوسيع المبنى بدلاً من أن نبني مبنى كبيراً لا يسكنه إلا حوالي عشرين أو اثنتين وعشرين ممرضة فقط؟ فلو تمت زيادة عدد الغرف في تنويم النساء والرجال بمعدل 3 ثلاث أو أربع غرف لكان أفضل في تقديم الخدمة للمواطن. الثالث عشر: ذكر الدكتور أن المستشفى لا يرتبط بإدارة الرعاية الصحية الأولية للمديرية فقط، وهنا أقول هذا كلام جميل لكن هل المستشفيات الأخرى بخلاف عقلة الصقور وضرية ورياض الخبراء ترتبط بهذه الإدارة أم لا. الرابع عشر: عاد الدكتور للمرة الثانية مؤكداً على أن المستشفى لا يستغني عن التحويلات وذلك في أثناء حديثه عن عدم وجود غرفة للعناية المركزه بالمستشفى وعلل عدم وجودها بسبب المعايير والبروتوكولات!! وهنك نقطة هامة لماذا نصطدم دائماً بهذا المعايير؟ ولماذا لا نقدر حاجة المستشفى لهذه الغرفة؟ ولماذا لا تكون المسافات والبعد عن المستشفيات الأخرى معياراً؟ وهل تتحمل صحة المواطن أو المقيم الذي يحتاج إلى العناية المركزة أن ينقل بسيارة الإسعاف مسافة 160 كلم مع أننا نستطيع أن نوفر هذه الخدمة له في مكانه أم أن المعايير تحرمنا من ذلك وتجبرنا على السفر حتى ونحن لا نحتاج له نهائياً؟. الخامس عشر: أما عن توفير الأجهزة في الآونة الأخيرة فهذا شيء طبيعي ويعطي على أهمية هذا المستشفى (كباقي مستشفيات المنطقة والمملكة) وحاجته لمثل هذه الأجهزة التي يستخدمونها أثناء نقل المرضى إلى المستشفيات الأخرى عن طريق التحويلات!. السادس عشر: عندما تحدثنا عن الأجهزة تذكرت جيداً أن عيادة العظام لا توجد بها أجهزة إلا الجبس فقط حتى منشار فك الجبس الكهربائي غير متوفر؟. السابع عشر: أيضاً أتمنى من الدكتور الالتقاء بالمسؤولين في المستشفى (كمدير المستشفى ومدير العيادات ومدير التمريض ومدير المتابعة...) ومعرفة جوانب النقص وما يرد إليهم من مشكلات ينقلها المواطنون ربما الكثير منها لا يصل إلى المدير العام بل قد يحتوى في المستشفى؟. الثامن عشر: أتمنى أن لا تكون المعايير والبروتوكولات شماعة نعلق عليها عدم توفير الاحتياجات للمستشفى لأنه بالفعل وفرت بعض الأقسام التي قد لا تكون في تلك المعايير وهذا يعني أنها ليست حجر عثرة فإذا رغبنا وفرنا وإذا لم نرغب قلنا معايير وبروتوكولات!!. التاسع عشر: حتى مع وجود النقص فإن المستشفى كثيراً ما يغطي مراكز صحية ومستشفيات لا تتبع لمكتبه الإشرافي فكثيراً ما تغطى مراكز مثل مركز صحي قطن (التابع لمكتب إشراف رياض الخبراء) ومستشفيات أخرى كرياض الخبراء وقبه على حساب هذا المستشفى. العشرون: تحدث الدكتور على أنه يوجد قسم لبنك الدم المصنف على أنه بنك دم فرعي ومن أراد التبرع بالدم عليه التبرع في الأماكن المخصصة لذلك ضماناً للسلامة والأمان المطلوبين حسب المعايير القياسية.. وهنا أقول كيف نطلب من الشخص المتبرع السفر بمسافة تزيد عن 300 كلم ذهاباً وإيابا ليتبرع بدمه؟ أيضاً قول الدكتور إن التبرع في الأماكن المخصصة فيه ضمان للسلامة والأمان فهل هذا يعني أن البنك الفرعي الموجود في عقلة الصقور لا يوجد به ضمان للسلامة والأمان وإذا كان الجواب ب(نعم) فكيف يتم نقل الدم إلى المرضى عن طريق هذا البك الفرعي وإذا كان الجواب ب(لا) فلماذا لا يستقبل المتبرعين؟. أخيراً : أتمنى أن يكون صدر سعادة الدكتور اتسع لما ذكرت وأن يعتبر هذا في عداد البحث عن الصالح العام والنقد البناء أيضاً، فإنني احترم وأقدر ما يقوم به سعادته من عمل وأيضاً يجب أن احترم رسالتي الصحفية وأمانتي في إيصال صوت المواطن للمسؤول الذي من الطبيعي أن يحتوي صوت المواطن ويسمع له ويوفر له الخدمة المتميزة في مكانه بناء على توجيهات قيادتنا الحكيمة التي توفر للمواطن احتياجاته في أي مكان من مملكتنا الغالية وشكراً جزيلاً.
سالم بن حيلان الوهبي مشرف بمركز الإشراف التربوي بعقلة الصقور ومندوب جريدة الجزيرة بعقلة الصقور - ص. ب 32 |