دخلت معاملة زوائد الأراضي إلى الشئون البلدية من باب وهي في عز شبابها فخرجت تتكأ على عصا من الكبر وذلك لطول فترة بقائها هناك، هذا ما صوره لنا كاريكاتير (هاجد) في الصفحة الأخيرة من عدد الجزيرة رقم 11918 الصادر بتاريخ 8-4 ، وهو في الحقيقة واقع ملموس عانى منه البعض من الناس فبعد أن يبقى الكثير منهم ينتظر وبفارغ الصبر السنوات تلو الأخرى بقدوم الأمل الذي يحلم معه الجميع من الشباب بالحصول على قطعة أرض في مخطط جاهز ومتكامل الخدمات، غير أنه وعلى أرض الواقع لا تستطيع أن تقدم أوراقك اليوم لتحصل غداً أو بعد أسبوع أو شهر أو حتى عام على قطعة أرض رغم استيفاء طلبك لكافة الشروط المنصوص عليها والواضحة في استمارة طلب منحة أرض إن إعلان مفاجئ بعد عشر سنوات أو نيف في الصحف من قبل بعض البلديات عن أسماء الممنوحين لأراضي قد لا يتحقق في كل مرة، فهناك الكثير من الشباب الذين بلغوا الآن منتصف العمر وتقدموا في سنوات مضت وبالكاد حصلوا على قطعة أرض يستطيعون من خلالها بناء مسكن يأويهم هم وأسرتهم وينتشلهم من ارتفاع الإيجارات ويوفر عليه مبلغاً من المال يصرفونه في توفير المعيشة لأبنائهم والصرف عليهم وتسديد الأقساط وفواتير الكهرباء والهاتف والماء وغيرها من المصاريف التي تستنزف راتبهم كل شهر. لكن الذي يصدم البعض من الناس وهو الذي حصل كمثال في محافظة طريف مع العلم أنه حصل أيضاً في مناطق أخرى من المملكة أن من تتجاوز أرضه مساحة ستمائة وخمس وعشرين متراً فإنه يرفع بها لوزارة الشئون البلدية والقروية، والسؤال هنا هو ما دام أن زيادة أمتار الأرض فوق الخمسمائة متر يدفع عليها رسوم فلماذا إذن توقف معاملتها وترفع وينتظر المواطن لعدة أشهر حتى تأخذ معاملته طريقها في مكاتب الوزارة وهو ما يعطل وقت الأفراد ويؤخرهم في البناء أو التقديم على قروض صندوق التنمية العقاري. لكن الأمل الآن يبقى كبير بالله عز وجل ثم بوجود سيدي صاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبدالعزيز وزير الشئون البلدية والقروية - حفظه الله - على هرم هذه الوزارة، والذي أبداً لا يألو جهداً في التيسير على المواطنين وتسهيل كل ما يخدمهم في هذا القطاع الحيوي الهام، فالانتظار في الحصول على منحة أرض لذوي الدخل المحدود قد طال لسنوات كثيرة وعندما حان الفرج عليهم وجد كثير من الناس أنفسهم سينتظرون أيضاً لفترة أخرى وذلك إلى حين الموافقة على هذه المنح التي تجاوزت الستمائة وخمس وعشرين متراً.
محمد بن راكد العنزي/ طريف |