إن الطالب أو الطالبة يتم إعداد فكره وتشكيله من خلال الأسرة والمجتمع والمدرسة ولا يمكننا أن نتجاهل مدى تأثير المعلم ودوره الرئيسي على الناشئة، وهناك عدة أهداف تؤثر على العملية التعليمية لأنها الحصن الأمثل للطلاب في مواجهة الأفكار الهدامة والانحرافات الفكرية، وأهمها تحقيق الأمن الفكري، ومساعدة الطلاب في التمييز بين الحق والباطل، وتقوية الانتماء والولاء لله، ثم ولاة الأمر، والحرص على صحة مصادر التلقي، وخلوها من الشبوهات، وتنمية الإحساس بالمسؤولية تجاه الوطن، وحمل الرسالة من جيل إلى جيل، وكذلك ترسيخ مبدأ الحوار الهادف، واحترام الرأي الآخر، وكل ذلك يتم تحقيقه ضمن إطار محاولة إظهار الدين الإسلامي بشكله الصحيح. وهناك عدة أساليب يتبعها المعلم لتحقيق هذه الأهداف، وذلك بإيعازه لكل طالب بإعداد بحث يوضح فيه دوره في المحافظة على الأمن، وأيضاً طرح مقارنة للطالب بالأمثلة بين ما نعيشه في وطننا من أمن وسلام وبين الأمم المجاورة وما تعانيه من خوف وحروب وعصبيات مع إقامة برامج وأنشطة تهتم بالغايات المنشودة، واستدعاء الدعاة والمتميزين لنشر الوعي في الأمن الفكري، ولا ننسى دور الإذاعة المدرسية وتوزيع المطويات التي تتضمن الأهداف السابقة. ومن أهم الأمور التي يتجلى فيها دور المعلم، هو محاولة التعرف على الانحراف السلوكي والفكري للطالب ومتابعته من خلال الحوار معه، ومعرفة أفكاره وميوله مع معالجة ذلك في تصحيحها وكذلك من خلال حوار الطلاب مع بعضهم، ومراقبة سلوكياتهم في أوقات الأنشطة الصفية. وهناك دلائل مباشرة على الانحراف، مثل ردود الفعل العنيفة ضد أي ملصقات تحث على الولاء للوطن. ومن الطرق الناجعة التي تعمل على تعزيز دور المعلم في تحقيق الولاء والأمن الفكري، تربية الطالب على احترام حقوق أخيه المسلم وهي: (الدين، النفس، العرض، والمال)، والتذكير المستمر بوسطية الدين واعتداله، وإيراد الشواهد من القرآن والسنة، وطاعة ولي الأمر كما قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً }(59)سورة النساء... مع توضيح دورهم ومسؤولياتهم تجاه وطنهم بمقاومة التحديات وعدم الضعف أمامها وتوظيف المفاهيم الإسلامية التي تدعو إلى التلاحم والتراحم والوفاء لصالح الوطن وأن مبدأ الوحدة الوطنية يجب ترسيخه في ذهن الطلاب مع التحذير من الاستماع إلى مصادر الإعلام المشبوهة ذات التوجهات السياسية المبعثرة بعشوائية عمياء وحثهم على التعامل الإنساني بما يشمله من تعاون ومحبة ونبذ البغضاء وهذا يتطلب نشر الوعي وتذليل الصعوبات في سبيل تحقيق ذلك، وإعداد جيل يتمتع بفكر صحيح وفق عقيدة محصنة من التيارات المنحرفة.
|