|
انت في
|
| ||||||
هكذا أقرأ شعراً، أُقلِّب صفحات رائعة أنيقة بين دفّتي كتاب، وكما عبّر الدكتور سامي (هذه النسخة الأنيقة في ورق كزرقة السماء، وحروف ترتجف أمام عيني كما ترتجف النَّيازك وهي هابطة محترقة بلهب الوداع، تغادر النجوم في الأعالي لتختلط برماد الأرض).
كما أنّه يدرك ما تختلج به النفس من هموم وآلام فيقول:
ويحاول أن يطرح اليأس جانباً فيخاطب المشتكي:
هكذا فلسف الحياة ورسم التفاؤل, وحلّق في الأفق بين النجوم البرّاقة، وجاب الرَّوض بمرتعه من جمال الرَّوض فرسم هذه الحقيقة في أسلوب رشيق:
وأبو ماضي صوَّر الحياة بألوانها الموشّاة بما فيها من خير، وقاتمة بما اصطبغت من شر، فيقول:
وهو هو ينشد فلسفة الحياة في قصيدته:
لعلّ أبا ماضي واثق من إرادته ليعيش الحياة دون أن تفرض عليه حصارها أو سجنها، فيصارع الهمَّ ويزرع الفرح رغم ما يعتري الإنسان من منغِّصات تستحوذ على النفس؛ إذ لا بدّ من التَّغنِّي بالجمال حتى يتحوَّل إلى قالب يحيى داخله ويعكس أطيافه فيه. هكذا كان إيليا أشبه بطائر يحلِّق عالياً ولا يملّ الطيران، فأشعاره رياض ملأى بالأزهار الفوّاحة والفراشات الملوَّنة والبلابل المغرِّدة، فهو ينقلنا من زهرة إلى أخرى ننعم بذاك العبير، يحملنا على شعاع نجم ساهر نملأ من خياله الفيّاض قطرات النّدى تنساب على وريقات خُضر عبر صباحات جميلة. وما أروع أغراض شعره، وما أجمل تحليقه عالياً، حتى نكاد نلمس النجوم ونطوف بين أفياء الكون الفسيح! |
[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة] |