Monday 23rd May,200511925العددالأثنين 15 ,ربيع الثاني 1426

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في "الرأي"

الأنانية مرض عضالالأنانية مرض عضال
عبدالله بن سعد الغانم/ تمير

عندما يكون المجتمع المسلم نظيفاً خالياً من الأمراض والشوائب والمنغصة يعيش أفراده حياة سعيدة آمنة راقية تسودها المحبة ويظللها الوئام ويعم فيها الصفاء والإخاء وتعبق فيها زهور المودة والوفاء فلا يشعر الفرد فيها بوحشة ولا يعتريه خوف ولا يتسلل إلى نفسه شعور الإحباط وكره الحياة أو يظل حذراً من أهلها.. وإن وجد مرضاً أو خللاً في مجتمعه فإنه إيجابي فعّال لا يقف أمامه مكتوف اليدين متهرباً من المسؤولية بل يسعى سعياً حثيثاً بكل ما أوتي من قوة وما يتوافر ليه من إمكانات وما يملكه من قدرات في علاج هذا الداء مستعيناً بالله طارداً العجز والكسل راغباً في الأجر والثواب من الله..
وإن من الأمراض التي تنخر في جسد مجتمعنا الغالي علينا مرض عضال خطير يكاد يفتك بالمجتمع إن لم يتدارك ويعالج ألا وهو الأنانية وحب الذات..
تلكم الصفة الفرعونية والخصلة الجاهلية، أما قال فرعون (أنا ربكم الأعلى) حيث اقتدى به وبئس الاقتداء فئة استهواها الشيطان فبنت علاقاتها مع الآخرين على خيط المصلحة الضعيف الواهن والذي هو أوهن من بيت العنكبوت فلا تفكر إلا في ذاتها ومصالحها الخاصة دون الشعور بالآخرين أو مراعاة شعورهم أو الحرص على نفعهم بل قد يعتلي على اكتاف الآخرين وتُجير أعمالهم وجهودهم لصالحها وأغراضها الشخصية، وتجدها متملقة مخلصة هاشة باشة إن كان لها حاجة أو مصلحة فإذا قضت مآربها وانتهت حاجتها قلبت ظهر المجن وقابلت الجميل بالنكران والجحود ممتطية سرج اللؤم والدناءة متصورة أن الحياة الدنيا هي الهدف والغاية متجاهلة أن هناك حياة أسمى وأغلى وأعلى هي الحياة الحقيقية.
{وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ}، ولقد صادر أفراد هذه الفئة عقولهم وبددوا عواطفهم وظلوا أنفسهم واستخفوا بمشاعر من حولهم وما أحسن وصف الشاعر السعودي الراحل طاهر زمخشري رحمه الله حين وصف هذه الفئة وحذّر منها فقال:


دع المودات إن الود إغراء
وصاحب اليوم في دنياك حرباء
مُلون لا يفي إلا لحاجته
يبدي الولاء وملأ النفس شحناء
يبدي النواجذ اما كنت ذا سعةٍ
كالأُسد يضحكها حقد وبغضاء
ويستريح إلى لقياك مبتسماً
وفي تضاعيفه تندس أشياء
ويستبيك بألوان منمقةٍ
وجوهر القول لو فتشت أدواء

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved