Monday 23rd May,200511925العددالأثنين 15 ,ربيع الثاني 1426

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في "الرأي"

رسالة الأئمة والخطباء في محاربة الغلو والتطرفرسالة الأئمة والخطباء في محاربة الغلو والتطرف
سعود بن عبدالله بن طالب/وكيل وزارة الشؤون الإسلامية للشؤون الإدارية والفنية

لا شك أن الفكر المنحرف الضال هو ذلكم الفكر الذي خرج عن المحجة البيضاء، وابتعد عن الطريق المستقيم الذي بعث الله -سبحانه- نبيّه محمداً- صلى الله عليه وسلم- لبيانه، والدعوة إليه بالقول والفعل، فأي فكر خرج عن هذا الطريق فهو فكر منحرف ضال، سواء أكان الخروج والانحراف إلى طرف الغلو، أم كان إلى طرف الجفاء والبعد عن الدين، وقد أصبح من المسلّم به أن الفكر المنحرف الضال يجب ان يواجه -في المقام الأول- بالفكر الصحيح السويّ، وتغيير القناعات المريضة، وتطهير العقول من الفهم المعوج، وإحلال القناعات السوية، والفهوم المستقيمة محلها، وقد تقرر أن الفكر المنحرف الضال هو من أعظم أمراض العقول والقلوب التي يجب معالجتها معالجة صحيحة، لكن من هو المعالج لهذه الأمراض؟ وما هو العلاج الناجع لها؟
والجواب على هذين السؤالين الجوهريين يتوقف على فهم حقيقة الفكر الضال، أي على تشخيص الداء والمرض.
وفي حالة الغلو في الدين، والتطرف، نجد أن هذا الفكر يستند أساساً على فهم خاطئ منحرف للدين، وتأويل فاسد لنصوص الشرع الحنيف من الكتاب والسُّنّة وأقوال العلماء، مع فهم ضال وبعيد كل البعد عن فهم الواقع ومتغيرات العصر.
ومن هنا يتضح لنا أن أحق الناس وأجدرهم بمعالجة هذا المرض الفكري، المتمسح بالدين هم العلماء، وطلبة العلم الشرعي، والمفكرون الذين يفهمون الواقع فهماً صحيحاً، على ضوء الفهم الصحيح لمقاصد الشرع وغايات الدين الحنيف، كما جاء في الكتاب والسُّنّة، وعلى هؤلاء تقع المسؤولية العظمى في مواجهة فكر الغلو والتطرف، ويأتي في مقدمة هؤلاء أئمة المساجد، وخطباء الجوامع، لعدة أمور نذكر منها أمرين:
أولهما: أن لهؤلاء الأئمة والخطباء منزلة عظيمة في قلوب الشعب السعودي المسلم، ولا أدل على ذلك من أنه استأمنهم، واقتدى بهم في أعظم ركن من أركان الإسلام العملية، وهو الصلاة، وأنه يرجع إليهم, ويسألهم في أهم وأعظم علاقة، وهي علاقة العبد بربه.
الثاني: أنه توفر للأئمة والخطباء -بحكم رسالتهم- أعظم منابر الاتصال بعامة الشعب، فالأئمة يتصلون بالناس خمس مرات في اليوم، والخطباء يجتمع أغلب الشعب للاستماع إليهم يوماً في الأسبوع على صفة لا تتوفر لأي منبر آخر، فالخطيب يلقي ما يلقيه، والناس يستمعون إليه، دون أن يعارضه أحد أثناء خطبته.
وبناء على ما تقدم تتضح لنا الأهمية البالغة لوظيفة الأئمة والخطباء، والتأثير الكبير الذي يمكن أن يحدثوه في موضوع محاربة فكر الغلو، والتطرف، وذلك ببيان ما في هذا الفكر من انحراف وضلال، وما يترتب عليه من المفاسد العظيمة على الفرد والجماعة والأمة من جميع النواحي الأمنية، والاجتماعية، والاقتصادية، والعلمية، مع الشقاوة في الدنيا والآخرة، كما ان للأئمة والخطباء أثراً كبيراً في بيان البديل الصحيح، وتوضيح الصراط المستقيم، وإبراز منهج الإسلام المستمد من الكتاب والسُّنّة، على ضوء فهم الصحابة والسلف الصالح، والتركيز على سماحة الإسلام الذي يوجب المحافظة على الأمن العام والمحافظة على سلامة النفس، والمال، والعقل، والعرض، ولزوم جماعة المسلمين، وطاعة ولاة الأمر في المعروف، ويحرّم إلحاق الضرر بالآخرين، إلى غير ذلك من المحاسن العظيمة للإسلام.
نسأل الله أن يوفق الجميع للقيام بما يجب لخدمة هذا الدين الحنيف، والمحافظة على الأمن في بلاد الأمن، وموطن الحرمين الشريفين ومهد الرسالة المحمدية.

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved