قرأت كلمتين في (الجزيرة) المحببة وفي (عزيزتي) الغالية أولاهما في العدد 11880 في يوم الجمعة 29- 2-1426هـ والثانية في العدد 11898 في يوم الثلاثاء 17-3- 1426هـ فللأخ عبد الرحمن الدغيشم بعنوان فضل الرجال على النساء والتعقيب للعنود الودعاني بعنوان احترم طرفك الآخر، ولاحظت أن كل واحد منهما يحاول تهميش الآخر فأحببت أن أدلي بدلوي للتوفيق بينهما فلعلها تصيب الكلمة ولا تخيب؛ فكل طرف منهما له خصوصياته وميزاته ووردت النصوص الشرعية بهما والناس سلكوا مسلكين بين الغالي والجافي فمنهم من بالغ في تقديمها فتراه يشيد بسيداتي وسادتي ويمشي خلفها يقفو أثرها حاملا بنفسه الطفل والمتاع وتتقدمه في الدخول والخروج وتتصدر الكلام ويوجه إليها الرد وتسير أمامه وهي الآمرة الناهية وهو المطيع لأوامرها ونواهيها ولو وقعت بينهما مشاجرة أو منازعات أو ضرب فالكل يتعاطف معها ولو كان الخطأ منها فخطؤها مغتفر فالكثير يحترمها وفي صفها. ويقابلهم آخرون ممن يعتبرونها من سقط المتاع وتراهم يهينونها ويسلبونها من كل حقوقها أو البعض ولا يراعون شعورها وذات مرة طلبت حصر ورثة رجل فقال: لي خمسة ذكور والله يعزك أنثى؛ ففي كليهما كان قصد الأمور ذميماً؛ فالمرأة نصف المجتمع وهي الأم والأخت والبنت والعمة والخالة والزوجة والمربية والمرضعة بلبنها العذب وبحضنها الدافئ وهي ربة المنزل والمدبرة له والمنجبة للعلماء والأبطال؛ يقول مثلنا الشعبي: (البلا بلاهِن ولا يجوز الزاد بلاهن). وهنّ الحافظات للغيب بما حفظ الله ولا يلزم مما أسلفته من ميزاتها أن تكون مساوية للرجل فالله يقول: {وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ}، و{الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء بِمَا فَضَّلَ اللّهُ} الآية، والأنبياء كلهم رجال والعشرة المشهود لهم بالجنة والسبعة الذين يظلهم الله في ظله رجال وسور القرآن باسم الرجال سوى مريم والنساء والمجادلة، والقضاة ورجال الجيش رجال فهم الحاكمون والمقاتلون والمحافظون لأمننا وللرجل أن يتزوج أربعاً فتبقى بربع رجل وهي في حاجته للأسفار بالمحرمية وبولاية النكاح وهي تستميلها العاطفة وشاهد ذلك سُجَاح مع مسيلمة وقولها: وجدته نبي صدق فاتبعته، وهي على النصف من الرجل في سبعة مواضع كالإرث والشهادة والعتق والعقيقة وبالجملة فكما قال الله تعالى: {وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالأُنثَى}، كما يستفاد من قول الله {أَمْ لَهُ الْبَنَاتُ وَلَكُمُ الْبَنُونَ} وقوله {أَلَكُمُ الذَّكَرُ وَلَهُ الْأُنثَى، تِلْكَ إِذًا قِسْمَةٌ ضِيزَى}وقوله في الزخرف {أَوَ مَن يُنَشَّأُ فِي الْحِلْيَةِ} أي يجبر نقصه بالحلي وهو في الخصام غير مبين وقوله {وَجَعَلُوا الْمَلَائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبَادُ الرَّحْمَنِ إِنَاثًا} وقوله - صلى الله عليه وسلم -: استوصوا بالنساء خيراً فإنهن خُلقن من ضلع أعوج فإن ذهبت تقيمه كسرته (بالطلاق)، وفي حديث أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إن كيد النساء أعظم من كيد الشيطان؛ لوصفهن بالعظم ووصفه بالضعف، واستشهاد العنود ببيتها عليها فمن هم الأسود إلا الرجال؟ ولو تتبعنا النصوص لم يتسع لذلك المجال، والله أعلم.. وشكراً للقائمين على (الجزيرة) وعلى (عزيزتنا) الغالية.
محمد العثمان القاضي أمين المكتبة الصالحية في عنيزة |