ويلكم.. كلمة عظيمة وردت في آية كريمة، ذكرها الله عز وجل في كتابه على لسان أهل العلم النافع في عهد نبيه موسى -عليه السلام- حينما رأوا من تأثر بثراء قارون، وأعجب ببريق الدرهم والدينار، وتمكن في نفسه حب الزينة وفخامة المركب والملبس، كما جاء في آية القصص حينما قال تعالى عن قارون: {فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ قَالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْحَيَاةَ الدُّنيَا يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَيْلَكُمْ ثَوَابُ اللَّهِ خَيْرٌ لِّمَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا وَلَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الصَّابِرُونَ}سورة القصص(79-80). فويلكم.. كلمة من الكلمات المناسبة، بل هي أنسب كلمة تقال للذين ساءهم وضع بلادنا، وأقض مضاجعهم التفافنا حول ولاة أمرنا، وكدّر خواطرهم رجوعنا إلى علمائنا، وأزعجهم سمعنا وطاعتنا. الذين يتسترون بلباس الناصح الأمين، والمصلح المبين، مهما كان القوم، ومهما كانت وسائلهم، سواء كانوا من العلمانيين أو بني عمهم التكفيريين، أو عصبتهم المتلونين، لأن هدفهم واحد وإن تعددت وسائلهم واختلفت سبلهم، هو زعزعة أمن هذه البلاد وتفريق كلمة شعبها وتمزيق وحدتها، لشيء في نفوسهم، فلهؤلاء نقول: ويلكم ما الذي تريدون الوصول إليه في هذه البلاد التي لا يوجد على وجه الأرض اليوم مثلها، هلاّ تأملتم غيرها من بلاد العالم، قبل أن تفكروا بما استقر في عقولكم العفنة، وفي ضمائركم الخبيثة، ماذا ساءكم في بلادكم، هذه المساجد الطاهرة الخالية من القبور؟ أم كتاب الله عز وجل الذي يُحكم بين عباده؟ أم هذه الحدود التي تُقام على القريب والبعيد؟ أم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؟ أم عدم التبرج والسفور والاختلاط؟ ويلكم، إنكم تنعمون بنعمة يتمناها غيركم، وترفلون بمنة خصكم الله بها، ويسرها لكم، فاحمدوا الله عز وجل، وكفوا شركم عن بلادكم وعن إخوانكم، واتّعظوا بمن حولكم، فالسعيد من وعظ بغيره، والشقي من صار موعظة لغيره. ويلكم هلاّ قابلتم نعمة ربكم على بلادكم بشكركم ليزيدكم فقد قال: {وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ}فاشكروا الله واحذروا كفر نعمته.. ويلكم.
(*) حائل، ص ب 3998 |