Friday 20th May,200511922العددالجمعة 12 ,ربيع الثاني 1426

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في "دوليات"

قالت إن المفاوضات الوحيدة الممكنة تتعلَّق بتوقيت استئناف العمل قالت إن المفاوضات الوحيدة الممكنة تتعلَّق بتوقيت استئناف العمل
إيران تتمسك باستئناف أنشطتها النووية.. وأمريكا ترى امتحاناً لإرادة الغرب

* طهران - واشنطن - بروكسل - الوكالات:
قال كبير المفاوضين الإيرانيين في الشؤون النووية حسن روحاني إن إيران لن تعدل عن قرار استئناف بعض الأنشطة النووية الذي يعارضه الغرب لكنها قد تؤجل تنفيذه بضعة أسابيع إذا سارت المفاوضات مع الأوروبيين على ما يرام، ورأت واشنطن في الموقف الإيراني أنه يحمل اختباراً لقوة التحالف الغربي أمامها.
ومن شأن التأجيل أن يؤدي إلى إرجاء أزمة متنامية مع الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة حول برنامج إيران النووي إلى ما بعد الانتخابات الرئاسية الإيرانية المقررة في 17 يونيو - حزيران رغم أن روحاني قال إنه ليس هناك أي رابط بين هذين الأمرين.
وقد هددت دول أوروبية، تجري محادثات مع إيران، بأنها سوف تدعم توجهاً أمريكيا بإحالة الملف الإيراني النووي لمجلس الأمن إذا تمسكت طهران باستئناف أنشطتها النووية.
وكرر روحاني في مقابلة مع رويترز القول إن إيران لن تعدل عن استئناف تشغيل مصنع في مدينة أصفهان يقوم بتحويل اليورانيوم الخام إلى غاز يمكن استخدامه في عمليات صنع الوقود النووي.
إلا أنه أضاف أن مثل هذه الخطوة لن تؤدي تلقائياً إلى المرحلة التالية من عملية معالجة الوقود النووي وهي تخصيب اليورانيوم. وقال روحاني (قرار استئناف الأنشطة في أصفهان اتخذ ولا رجوع عنه).
وأضاف: إن المجال الوحيد المفتوح للنقاش مع وزراء خارجية بريطانيا وفرنسا وألمانيا في المحادثات المقررة في 23 مايو - أيار في باريس يتعلق بتوقيت استئناف الأنشطة وشروطها بما في ذلك الترتيبات الخاصة بالتفتيش الدولي. وتابع (لا توجد قضايا أخرى يمكن التفاوض عليها). وقال إن إيران مستعدة لإبداء مرونة في مسألة التوقيت لكن أي تأجيل آخر سيكون لفترة قصيرة. وأردف روحاني (إذا لمسنا أن الأوروبيين مصممون على تنفيذ الاتفاقات وإذا رأينا أيضاً أنهم لا يريدون إضاعة الوقت فلن تكون لدينا أي مشكلة في تأجيل استئناف الأنشطة في منشأة أصفهان بضعة أسابيع).
وفي رد على تصريحات روحاني قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية ريتشارد باوتشر إن إيران ينبغي ألا تفتعل موقفاً، (بل ينبغي أن تحاول طمأنة المجتمع الدولي الذي يشعر بمزيد ومزيد من القلق بخصوص أنشطتها).
وقد هددت الدول الأوروبية الثلاث إيران في الأسبوع الماضي بالانسحاب من المفاوضات والانضمام إلى الولايات المتحدة في السعي لتحرك من مجلس الأمن ضد إيران إذا هي تراجعت عن التعليق الحالي لأنشطها النووية.
ووافق روحاني على تعليق الأنشطة النووية في نوفمبر - تشرين الثاني الماضي لفتح المجال أمام المحادثات مع الاتحاد الأوروبي للتوصل لاتفاق طويل الأمد.
ونتيجة شعورها بالإحباط لبطء وتيرة المحادثات قالت إيران الأسبوع الماضي إنها ستستأنف عملية تحويل اليورانيوم في مصنع أصفهان إلا أنها وافقت على التوقف عن ذلك بعد أن أضاف الاتحاد الأوروبي إلى تهديده عرضاً بعقد اجتماع وزاري الأسبوع المقبل. وقال روحاني (وصلنا الآن إلى نقطة واضحة. ولذلك فنحن نعتقد أنه حان الوقت لأن تتخذ أوروبا قرارها وتنفذ هذا القرار... اتحاذ قرار بشأن مصنع أصفهان أمر بسيط. فهذا ليس جزءاً حساساً من العملية ويجب ألا يؤثِّر على استمرار المفاوضات إذا كانت أوروبا لديها الإرادة للسعي للتوصل إلى حل).
وتؤكِّد إيران أن برامجها النووية موجهة للأغراض السلمية المتمثلة في إنتاج الكهرباء في حين تتهمها واشنطن باستخدام هذه البرامج غطاء لصنع أسلحة نووية.
وقال روحاني إن بلاده لم تتخذ قراراً باستئناف العمل في المصنع الواقع في بلدة نطنز بوسط البلاد، حيث يتم تخصيب غاز اليورانيوم في أجهزة الطرد المركزي وهي المرحلة الأهم في عملية صنع وقود نووي لتوليد الكهرباء أو لصنع رؤوس حربية نووية.
وأضاف (هذا في حد ذاته دليل واضح على استعداد إيران للاستمرار في المحادثات مع أوروبا) وأن الهدف من ذلك هو وجود (علاقة عالية المستوى) لا تتعلَّق فقط بالقضايا النووية، بل أيضا بالتعاون الاقتصادي والأمني بما في ذلك ما يتصل بالعراق.
وفي واشنطن صرح مسؤول رفيع في الإدارة الأمريكية بأن إيران تمتحن إرادة فرنسا وبريطانيا وألمانيا للبقاء في جبهة واحدة مع واشنطن في المحادثات الخاصة بالبرنامج النووي الإيراني.
وقال المسؤول (أعتقد أن ما يحدث حقاً هو فترة اختبار. الإيرانيون يختبرون ما إذا كان بوسعهم إحداث انقسام بين الدول الأوروبية الثلاث أو بين الدول الأوروبية الثلاث والولايات المتحدة)، مشيراً إلى فرنسا وألمانيا وبريطانيا التي تتفاوض مع إيران.
وقال لمجموعة من الصحفيين شريطة عدم نشر اسمه (إنه أمر معقد وصعب سيستغرق بعض الوقت. أعتقد أن الدول الأوروبية الثلاث تتخذ توجهاً جيداً).
وقال المسؤول (تصورت إيران لفترة طويلة... أن بوسعها المضي قدماً في برنامج الأسلحة النووية وفي الوقت ذاته تحتفظ بعلاقاتها مع باقي العالم ربما علاقات غير جيدة للدرجة معنا لكن بعلاقات طيبة مع كل الآخرين).
وأعلنت الدول الأوروبية الثلاث أنه إذا استأنفت إيران عمليات التخصيب ستؤيّد المسعى الأمريكي لإحالة الملف الإيراني إلى مجلس الأمن لفرض عقوبات محتملة عليها.
وصرح المسؤول بأن موقف مجلس الأمن من القضية غير مؤكّد. واستطرد (الروس لا ينظرون بارتياح إلى فكرة امتلاك إيران أسلحة نووية... ولا أعرف ما إذا كانت الصين في أعماقها تحب أن تكون إيران دولة نووية).

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved