يا طائر الشوق رتل قصة الألم
واعزف بها مرة ممزوجة بدم
وابعث رسالتي الحرى لمن ملكت
روحي وقلبي، وكانت شمعة الظلم
قلبي يئن، وأحداقي مذوبة
ومهجتي أنهكتها شدة السقم
عذبتني يا حياتي، وانبرى ألمي
رحماك، إني لرياك المعين ظمي
ماذا فعلت لكي ألقى بمحرقة
أشعلتها بهواك الجائع النهم
صارت دموعي بها جمراً يحرقني
وصار طيفك فيها مثل منخذم
بها الثواني استحالت كالزلازل في
عقلي، وكالبحر حين العصف ملتطم
هل خنت حبك؟ قلبي لا يكن سوى
أهواك، أعشق طرفاً دائم العتم
هل قلت يوماً سوى أهواك يا قمري
أهواك يا شمس آمالي، ويا حلمي
هل تذكرين أيا حسناء بهجتنا
إذا ارتجلت قصيداً حافي القدم
أتذكرين حروفي كيف أحكمها
شعراً وكيف يفوح الحب من كلمي
لكم عشقتك يا حسناء، كم نطقت
بها شفاهي، وكم سالت بها قلمي
إن قلت بيتاً أرى وجناتك انقلبت
إلى حقول ورود، أو إلى حمم
أواه أواه كم آلمت ذاكرتي
عصفت في بحر أحلامي كمنتقم
عانقت طيفك يا حسناء مبتهجاً
مثل السراب لعين التائه الأوم
أرنو لحلم وأدنو نحو مهلكة
فيها وحوش، ونار العشق لم تنم
قد صار ليلى نهاراً والنهار غدت
به النجوم، أراها دونما وهم
وسافرت كل أحلامي على سفن
في بحر نسياني المغزو بالدهم
تاهت جميع دروبي وانتهى أملي
إلا بطيفك، يدعوني إلى عدمي
حتى وصلت، فلا حب ولا بلغ
في ذي المفازة يا حسناء فابتسمي