Wednesday 18th May,200511920العددالاربعاء 10 ,ربيع الثاني 1426

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في "الرأي"

من القاهرة إلى أبو ظبي وتونس ..إبداعات سعودية في المحافل العربيةمن القاهرة إلى أبو ظبي وتونس ..إبداعات سعودية في المحافل العربية
أحمد بن فهد الحمدان/ رئيس جمعية الناشرين السعوديين

نهضة ثقافية شاملة تعايشها المملكة على مدار عقود طويلة، نهضة متوثبة لغدٍ مشرق ومستقبل زاهر، تعقبها وثبات وإبداعات سعودية في الساحتين العربية والدولية.
هذه النهضة التي قامت على آليات واستراتيجيات، وخضعت لدراسات وأبحاث لآليات وطموح القارئ ليحالفها النجاح وتكون المحصلة المزيد من الإبداعات السعودية بأعمال متميزة ورائدة تركت أثراً وبصمة لتمثل تظاهرة ثقافية سعودية في معارض الكتب العربية.
المتتبع للساحة الثقافية السعودية يدرك مدى البروز والتطور والتعايش عن قُرب لآفاقها ونمائها في ظل مساندة قيادتنا ودعمها عبر وسائل متعددة ومتنوعة ليستفيد منها كل مَن يشارك في صناعة الكتاب من مؤلفين وناشرين وقرَّاء.
في ظل هذه النهضة الثقافية تحولت المملكة إلى منتدى ثقافي يجذب الصفوة من المثقفين والنخبة من المبدعين على مدار العام عبر منتديات وندوات ومؤتمرات، فكان طبيعياً أن تصبح الرياض عاصمة الثقافة العربية، ومكة المكرمة عاصمة الثقافة الإسلامية.
على مدار العام أصبح الإقبال على الإبداعات السعودية في معارض الكتب العربية مطلباً ملحاً للقراء؛ لإخراجها المثمر وطباعتها الجيدة، إضافة إلى ما تحويه من جديد ليصبح ثوباً قشيباً ومتجدداً شكلاً ومضموناً.
هذا النجاح ترك تربة خصبة وآفاقاً رحبة أمام جموع الناشرين عبر جمعيتهم التي حملت لواء التعبير عن همومهم وطموحاتهم، عن آمالهم وآلامهم. تحول الجميع إلى جنود مجهولة لخدمة هذا الوطن، صوت معبر عن أحاسيس ومشاعر الصفوة في الساحة الثقافية من خلال تكاتف وتعاضد دور النشر في كافة المناطق وإحساسها بدورها الوطني في تجويد اللفظ والمعنى؛ ليكون الطرح جديداً.
ووسط هذا النجاح للمنظومة الثقافية في الساحتين العربية والدولية، وفي ظل الإبداعات المتميزة كان طبيعياً أن تظل مرآة صادقة وأمينة في المحافظة على القيم النبيلة التي اشتهرت بها بيئتنا الخليجية، وهنا أضرب ثلاثة أمثلة فقط ترصد أهمية التواجد السعودي ودوره البارز في الساحة العربية من خلال مشاركتها في معارض الكتب التي نعتبرها فرصة للتواصل بين الثقافات وتبادل المشورة وطرح الجديد والمثمر ومناقشة قضايا الكتاب وغيره.
1- معرض القاهرة الدولي للكتاب: الذي يعدُّ الأقدم والأشهر في المنطقة العربية؛ نتيجة المشاركة المكثفة والمنافسة الشديدة بين دور النشر المحلية والعربية والعالمية؛ لتتحول إلى منتدى ثقافي يحفل بكل جديد في كافة الحقول الثقافية. في ظل هذه الظروف كانت المشاركات السعودية مشرفة، وتواجدها قوياً من خلال عدد من دور النشر الرائدة التي قدمت الكثير من الأعمال الناجحة، وشاركت بفعالية من خلال دور النشر أو المبدعين أو جمعية الناشرين؛ لتصبح المشاركة السعودية علامة بارزة ونقطة فارقة في المعرض.
2- معرض أبو ظبي الدولي الخامس عشر: افتتحه سمو الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التعليم العالي والبحث العلمي بدولة الإمارات تحت اسم (دورة مؤسس دولة الإمارات المغفور له بإذن الله سمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان)، وحظي بمشاركات متعددة من السفراء العرب، وعلى رأسهم السفير السعودي الدكتور عبد الله المعمر والملحق الثقافي السعودي الدكتور صالح الجميل والعديد من وزراء الثقافة العرب، وكان مثار جذب وحضور العديد من دور النشر السعودية التي شاركت بكثافة وفاعلية من خلال أجنحة أنيقة وفاخرة ومجهزة بالعشرات من الأعمال الثقافية والإبداعية من خلال جهود القطاعين الحكومي والأهلي من مناطق المملكة.
3- معرض تونس الدولي للكتاب: افتتحه معالي وزير الثقافة التونسي محمد عبد العزيز بن عاشور في دورته الثالثة والعشرين في قصر المعارض بالضاحية الشمالية للعاصمة تونس، وشارك فيه 74 عارضاً يمثلون 22 دولة عربية وأوروبية، إضافة إلى 128 ناشراً جديداً، من بينهم 12 ناشراً تونسياً، و16 مغربياً، و72 ناشراً من دول عربية أخرى، و28 من دول أوروبية.
هذا المعرض الذي شهد حضوراً عربياً مكثفاً فشاركت فيه الجزائر والسعودية والمغرب وفلسطين والكويت والسودان وسلطنة عمان والإمارات العربية المتحدة وليبيا، إضافة إلى العديد من الدول الغربية، مثل: فرنسا وأمريكا وبريطانيا وتركيا وكندا وألمانيا وهولندا وسويسرا وإسبانيا.
في هذا المعرض كان الجناح السعودي يمثل بانوراما متكاملة في المنظومة الثقافية؛ نتيجة تضافر الجهود بين القطاعين الحكومي والخاص لتشكل الواجهة الحقيقية للنهضة الثقافية والفكرية التي تعيشها البلاد، وأيضاً جذب الصفوة والنخبة من المثقفين بعد أن تم اختيار مكة المكرمة عاصمةً للثقافة الإسلامية لهذا العام؛ مما جعله أشبه بتظاهرة ثقافية كبرى ترصد الكثير من ملامح النهضة والتطور في المملكة.
مواقف كثيرة مشرفة ترصد الكثير من مظاهر النهضة والتطور التي تعايشها الحركة الثقافية في المملكة بفضل الجهود الحثيثة التي تبذلها الدولة لنهضة الكتاب والرقي بدوره؛ ليصبح صناعة متكاملة على خريطة الاقتصاد الوطني.
كما أن الروافد الثقافية المتنوعة من خلال الأجهزة المسؤولة وجمعية الناشرين، التي لا تألو جهداً في دفع حركة النشر إلى الأفضل وتجويدها، تمثل علامة فارقة في المنظومة الثقافية السعودية لتظل التربة خصبة فتساعد على المزيد من الإبداع والتطور.

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved