Thursday 12th May,200511914العددالخميس 4 ,ربيع الثاني 1426

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في "عزيزتـي الجزيرة"

لغة الضاد.. ما بين الهجر والإهمال!!لغة الضاد.. ما بين الهجر والإهمال!!

المكرم رئيس تحرير صحيفة الجزيرة
تحية طيبة ومزيداً من التقدير والاحترام، أما بعد:
تصفحت جزيرتكم الغراء واطلعت على ما كتبه أحد الإخوة الكرام يوم الجمعة الموافق 13-3-1426هـ بعنوان: (أين نحن من لغتنا) وذكر أن لغتنا العربية أصبحت ممزوجة بكلمات وعبارات غريبة ومصطلحات دخيلة قد أثّرت تأثيراً جلياً على هذا التراث اللغوي، وأشكر الأخ على غيرته على لغتنا العربية، إنها لغة القرآن الكريم التي قال فيها الله: {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ}فزادها الله تشريفاً بكلامه دون سائر اللغات الأخرى وهي لغة الضاد والفصاحة والبيان كانت تراثاً لغوياً زاد تألقاً وإبداعاً وعطاءً في تلك العهود الخوالي عهود الآباء والأجداد الذين حافظوا على اللغة العربية بالحوار والتخاطب، وحفظوها ودونوها بالمعاجم العربية الواسعة، حيث سخّر الله عز وجل علماء للغة يشافهون الأعراب ويدونون الألفاظ العربية ودلالاتها الواسعة ويحفظونها من التحريف والضياع.. ولكن ما واقع لغتنا العربية اليوم؟! وما موقف المسلمين من لغتهم؟!.. إن حال اللغة اليوم ليس ساراً أبداً فها هو شباب اليوم يتباهون بالكلمات الغريبة والمصطلحات الدخيلة ويرددونها باسم الحضارة وهم لا يدركون معانيها أهي مدحٌ وثناءٌ، أم قدحٌ وهجاءٌ، وهاهم الآباء والأمهات ومن لديهم عمالة في الشركات أو البيوت وغيرها لا يدربون هذه العمالة على اللغة الفصيحة بل يخاطبونهم بلغة (مكسرة) وليست عامية تضحك منها الألسن الفصيحة مثل: (أنت يروح شركة، أنت ما فيه معلوم، سيارة أنت يركب) والأعجب من ذلك أن بعض العمالة الوافدة من دولة واحدة يتحدثون بلغتنا مكسرة فيما بينهم، أما آن الأوان أن نخدم لغتنا العربية خدمة جليلة، وألا نحصرها في المجالات العلمية والأدبية بين المحاضرات والندوات فنضيق على دلالاتها الواسعة الخناق تلك الألفاظ التي وسعت كلام الله، ولله در الشاعر حافظ إبراهيم الذي نعى اللغة العربية الفصحى لأهلها الذين هجروها حيث يقول:


وسعت كتاب الله لفظا وغاية
وما ضقت عن آي به وعظات
أنا البحر في أحشائه الدر كامن
فهل سألوا الغواص عن صدفاتي
أيهجرني قومي عفا الله عنهم
إلى لغة لم تتصل برواة
فلا تكلوني للزمان فإنني
أخاف عليكم أن تحين وفاتي

عبدالعزيز السلامة- أوثال

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved