Thursday 12th May,200511914العددالخميس 4 ,ربيع الثاني 1426

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في "الرأي"

آفاق جديدة في (بنك القارئ النهم)آفاق جديدة في (بنك القارئ النهم)
ملكة محمد اللهيب

حينما كنت داخل أروقة المكتبة لشراء بعض الكتب، وقع بين يدي كتاب يتناول قضية هامة في النقد المتأرجح بين الأدبي والثقافي عن طريق الحوار والاستماع لوجهة نظر الآخر.. وتنمية الإبداع الجديد دون احتكار للمعرفة.. وتجلى ذلك في كتاب (نقد ثقافي أم نقد أدبي) للدكتور عبدالله الغذامي والدكتور عبدالنبي أصطيف.
والذي أثلج صدري وأثار حماسي، هو تلك الورقة التي كانت داخل الكتاب وفيها دعوة للانضمان إلى بنك القارئ النهم.. وذلك عن طريق ملء القسيمة المصاحبة لكتاب دار الفكر وإرسالها للدار.. حتى إذا وصلت إليها، يفتح للمرسل وباسمه حساب في الدار تسجل له نقاط فيه بحسب قيمة الكتاب، وتتزايد النقاط كلما أضاف قسائم جديدة.. بمعنى أنه قرأ كتاب أو أكثر، ويبلغ القارئ بالنقاط التي سجلت له في رقم حسابه..
ليصبح بعد ذلك عضواً في نادي قراء دار الفكر النهمين، ويحظى بجميع الامتيازات.وهذا البنك هو ثمرة حديثة وطبيعية لمؤسسة رائدة للنشر وهي دار الفكر، والتي أسست عام 1957م بسوريا وما زالت تنضح رسالتها بأهداف تسمو بالمجتمع تضيء له طريق المستقبل بالفكر النير والتجديد المستمر، ومد جسور مباشرة مع القارئ لتحقيق تفاعل ثقافي، وترسيخ لثقافة الحوار.. وضمن إطار منهاجها فهي تنطلق في تأسيسها من التراث ولا تقف عند ذلك بل تبني فوقه دون توقف..
وتختار منشوراتها بمعايير الإبداع والعلم والحاجة والمستقبل.. ونبذ التقليد والعنف والتكرار.. ولا ننسى أنه حينما حلت الثقافة العربية والإسلامية كضيفة شرف في معرض الكتاب بفرانكفورت عام 2004م برزت جهود دار الفكر لمشاركة فعالة في هذا المعرض.
وكان من أقوى مشروعاتها التي لها السبق فيه هو (بنك القارئ النهم) الذي يبني جسور ثقافية بين القارئ والناشر..
ويعين على تنمية عادة القراءة في المجتمع.. وفيه نودع الإبداع والفكرة.. وتصرف فيه شيكات التجديد وحرية التعبير واحترام الفكر الآخر والذي يعتمد على وسيلة الحوار ونبذ العنف والتبعية.. وكم رائع أن تكون هذه البادرة هي بارقة أمل في الحاضر العربي النائم، ومشعل آفاق من الفكر المستنير والعلم الغزير.. لا سيما في عصر العولمة والذي تغيرت فيه أنماط وسائل الإعلام وبرزت فيه الثورة التكنولوجية والذي يقوم على الإثارة والمباشرة ومسايرة كل العقليات.. وتمثل ذلك في الصورة، لا سيما إن كانت على هيئة فيلم وثائقي أو أحداث متحركة..
ونتج عنه تضائل تأثير الكلمة والتي أحياناً لا تخاطب إلا المثقف فقط! وشرائح معينة من المجتمع، بينما الصورة تخاطب كل المستويات لدرجة أننا نرى أحياناً صوراً مشفوعة بعبارة (بدون تعليق).. لذا كان لابد من إعادة التواصل بالكلمة ودعمها وترسيخها وهذه مسؤولية المؤسسات التربوية والثقافية والإعلامية.. فلاحت لنا آفاق جديدة بدايتها كانت من دار الفكر في (بنك القارئ النهم) ليستظل به القارئ من رمضاء العزوف عن القراءة ونجاة له من الغرق في مستنقعات الركود الآسنة.

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved