في يوم الثلاثاء 24-3-1426هـ شرفني تلفزيون المملكة العربية السعودية - القناة الأولى - باستضافتي في برنامج (همزة وصل) من تقديم المذيع المتألق الأستاذ عبدالعزيز بن فهد العيد، ومشاركة التربوي البارز والإعلامي المبدع الأستاذ سلمان بن ظافر الشهري. وإنني إذ أتقدم بخالص الشكر وبالغ التقدير لهذين الزميلين العزيزين، وإلى كل من ساهم برأيه وفكره مداخلة، واستفساراً، وتعليقاً، وتعقيباً، فإنني أود أن أعلق على التقرير الذي تضمنه البرنامج مشتملاً على مقابلات مع بعض الطلاب والمعلمين حول برنامج الدمج في مجمع الملك سعود بالرياض، لما له من أهمية حيث يمثل نبض الميدان الذي نوليه كل العناية والاهتمام، إلا أنني لم أستطع التعليق على التقرير في البرنامج إذ دهمنا الوقت فتحول مسمى البرنامج من (همزة وصل) إلى (همزة قطع)، قطعت علينا فرصة الرد والتعليق، فرأيت أن أكمله على إحدى صفحات عزيزتنا (الجزيرة) وأوجزته في النقطتين التاليتين: النقطة الأولى: أسجل فيها إعجابي الشديد بأبنائي الطلبة النجباء وزملائي المعلمين الأعزاء الذين شاركوا في هذا التقرير على صراحتهم، وموضوعيتهم، وجرأتهم في الطرح، وتفكيرهم الناقد، وأفكارهم النيرة، وهو شيء يدعو إلى الفخر والاعتزاز بهذا المستوى الذي بلغه طلاب التربية الخاصة، وأجزم أنه ثمرة من ثمار الدمج وإحدى إيجابياته. النقطة الثانية: لدي رأي علمي بشأن المقابلات التي اشتمل عليها التقرير، ولكن قبل أن أطرحه أود أن أؤكد على أمرين أساسيين: أ- إن هذا الرأي العلمي لا يتضمن أي دفاع عن عملية الدمج، فأنا أدرك كما يدرك غيري أن أي مشروع خصوصاً في بداياته الأولى، لا بد أن يعتريه شيء من القصور، إلا أن الشيء المريح في عملية الدمج أن القصور مرتبط بالتطبيق والتنفيذ - وهو أمر يمكن تداركه والحمد لله - إذ إنه ليس مرتبطاً بصحة المبدأ ولا بسلامة المسار. ب- إن هذا الرأي العلمي لا يتنافى أو يتعارض مع الشعار الذي نرفعه في التربية الخاصة، وهو (النقد البناء هو الأسلوب الأمثل للبناء) بل إنه يكمله ويعززه، فبالقدر الذي نرحب نحن بالنقد أياً كان نوعه، ومهما كان مصدره فإنني أجزم أن الزملاء في برنامج همزة وصل يرحبون أيضاً بهذا النوع من النقد. أما الرأي العلمي فيتلخص في أن معظم أسئلة المقابلات التي أجريت مع الطلاب والمعلمين في التقرير كانت إيحائية حسبما نصفها في البحث العلمي، أي أنها توحي للمستجيب بالإجابات التي يسعى السائل للحصول عليها وعلى هذا الأساس جاءت الإجابات في أغلبها سلبية حسب ما اقتضته صيغة الأسئلة، ولو أن الأسئلة ركزت مثلاً على إيجابيات الدمج لحصل السائل على سيل من الثناء وكيل من المديح، ولو كانت موضوعية ومتوازنة -وهذا هو الأفضل- لحصل على مزيج من الإيجابيات والسلبيات بشكل متوازن أيضاً، إلا أنه يظهر لي أن من طبيعة البرنامج تسليط الضوء على السلبيات بهدف إصلاحها ومعالجتها، وهذا أمر محمود نؤيده ونسعى جميعاً إلى تحقيقه. وفي ختام هذا التعليق فإنني أحيي وسائل الإعلام السعودية على اهتمامها بقضايا ذوي الاحتياجات الخاصة بوجه عام، والمعوقين منهم بوجه خاص، وأدعوها مخلصاً إلى تسليط المزيد من الضوء على هذه الفئات بغرض الارتقاء بمستوى الوعي الاجتماعي في بلادنا الحبيبة مما يساعد على إنجاح عملية دمجهم في المجتمع.. وبالله التوفيق.
|