* القاهرة - مكتب الجزيرة - عطيات عبد الرحيم: أشاد الدكتور مجذوب الخليفة وزير الزراعة السوداني والمسؤول السياسي للحزب الحاكم ورئيس الجانب الحكومي في ملف دارفور بابوجا بقوة ومتانة العلاقات السعودية السودانية وقال: إنها تسير إلى الأفضل برعاية كل من خادم الحرمين الشريفين الملك فهد والرئيس عمر البشير وأن المملكة العربية السعودية لها دور فاعل في صندوق إعمار الجنوب وإسهامات كبيرة في مشروعات البنية التحتية التي تقوم بها الصناديق العربية بالسودان. وحول الملف السوداني وأبرز قضايا وأفاق الحلول المقترحة بشأنها التقت الجزيرة د. مجذوب الخليفة وكان الحوار التالي: * هل هناك مشاكل تعترض صياغة الدستور بعد توقيع اتفاق السلام؟ - إن السودان دخل مرحلة جديدة الآن بعد توقيع اتفاق السلام وإن لجنة الدستور بدأت اجتماعاتها للصياغة وللتوفيق بين دستور عام 1998 والدستور الانتقالي القادم، وإنه من المتوقع الانتهاء من أعمال اللجنة ما بين 4: 6 أسابيع، وإن هذا الدستور سيكون أساس في وضع الدستور النهائي، وإن إقامة مؤتمر دستوري قومي ليس وارداً الآن لأن مثل هذا المؤتمر يقام عندما لا توجد مؤسسات دستورية بالبلاد ولكن في حالة السودان سوف يتم إجازة الدستور الانتقالي من المجلس الوطني (البرلمان) ومجلس الحركة الشعبية لتحرير السودان ومع ذلك فنحن نسعى إلى الإجماع الوطني وفي هذا الإطار التقينا بحزب الأمة الذي يطالب بإجازة الدستور بالإجماع وقد قدمنا له طرحاً يتدارسه الآن، أما التجمع الوطني وسكرتاريته بالداخل أجمع ووافق على الحضور في لجنة الدستور، ولكن لديهم مشاورات مع رئيس التجمع محمد عثمان الميرغني الذي يقوم بالترتيب لذلك مع اتفاق القاهرة، والحزب الاتحادي معظمهم أيضا موافقون على لجنة الدستور وحزب المؤتمر الشعبي لم يعلنوا بعد عدم مشاركتهم قطعيا في لجنة الدستور وهناك بداية حوار بين الحزب الحاكم وحزب المؤتمر الشعبي بشكل عام كل الأحزاب السودانية أمنت على السلام وبالتالي هي أمنت على الدستور فمن غير المنطقي أن يعترض على التكييف مع القانون للاتفاق بعد تأييده وهناك 117 حزباً مسجلاً يشارك الآن في اللجنة القومية للدستور وقد بدأت مسيرة الدستور بحضور دولي بارز وحضور كبير للمنظمات المجتمع المدني السوداني، لأن الدستور سوف لا يكون مرهونا لأي جهة أيا كانت، ومع ذلك جعلنا الباب مفتوحا لمن يريد أن يلحق بنا. * وماذا عن اتفاق القاهرة ومستجدات الأحداث في دارفور؟ - ليس هناك تحديد قطعي لموعد الجولة القادمة للمفاوضات الحكومة مستعدة للتوقيع النهائي ولم يتبق سوى مشكلة القوات العسكرية للتجمع وسوف تحل المفاوضات القادمة التي من المتوقع أن تكون خلال أيام. أما عن دارفور فقد أعلن وفد الاتحاد الإفريقي أن السودان أوفى بالتزاماته وهيأ المناخ للتعايش السلمي وتم مناقشة الرؤية السياسية للجولة القادمة التي ستتبعها لجنة الأمن ومؤتمر أبناء دارفور، وأكدنا أننا مستعدون للحوار مع الحركات المسلحة في أي وقت، وقد بدأ الوفد اتصالاته مع الحركات المسلحة التي أصبحت الآن منقسمة ومتشققة وسوف يعود الوفد في الأسبوع القادم لتحديد موعد المفاوضات القادمة. * وما رؤيتك لقرارات مجلس الأمن حول دارفور؟ - هذه القرارات تعتبر جزءاً من المعايير الأحادية الجانب وبالنسبة لنا مرفوضة ومرفوض إشهار سلاح العقوبات والشعب السوداني له أربعة مواقف في هذا الموضوع هي التعبئة العامة والمسار القانوني الذي سنحاكم في إطارها محاكمات عاجلة داخل السودان وهناك مسارات المصالحات الوطنية الداخلية ومسار عقد مؤتمر عام لأبناء دارفور. وفي المسار الدولي مؤتمر جنيف الأخير رفض إدانة السودان وقد رفض الاتحاد الإفريقي أيضا قرار مجلس الأمن رقم 1593 وأن هذا القرار هدد المفاوضات وأرسل رسالة خاطئة للمتمردين، وهذا القرار ولد أساسا ضعيفا ونحن نسير في كافة المسارات لإفراغ القرار من مضمونه، وقضية دارفور سنتجاوزها قبل الـ 12 شهرا المحددة لإعطاء فرصة لدور الاتحاد الإفريقي لحل القضية. * كيف ترى العلاقة مع إريتريا وتشاد وتركيا؟ - العلاقة مع أسمرا بصراحة معقد فهي تعوق دور القاهرة في الوفاق بين التجمع والحكومة السودانية وإن كانت هناك مبادرة الرئيس اليمني علي عبد الله صالح التي تم طرحها بقمة صنعاء للمصالحة بيننا وبين إريتريا وقد وافقنا عليها مبدئيا، وأما ما يقال حول لقاء ثلاثي بالقاهرة بين الرئيس البشير والررئيس افورقي والرئيس مبارك فهي أقاويل سياسية، أما تشاد فأزمتها انتهت تماما التي قامت لتواجد بعض المعارضين التشاديين على الحدود بين البلدين وهم لا يملكون سلاحا وفقط لهم آراؤهم الخاصة، وفيما يخص تركيا وإسرائيل ليس للسودان أي صلة بذلك، وإننا ملتزمون بقرارات الجامعة العربية وملتزمون بما رفعه ولي العهد السعودي الأمير عبد الله بن عبد العزيز في قمة لبنان حول القضية الفلسطينية وحول التعاون مع المخابرات الأمريكية نفى الدكتور مجذوب الخليفة أي تعاون أو صفقة مع المخابرات الأمريكية أو غيرها، وإن الاتصالات والتعاون مع الولايات المتحدة تقوم بها السودان بصورة كبيرة من أجل مصلحة المنطقة العربية وإن كان لنا تعاون فلنا أيضا مشاكل مع الولايات المتحدة.
|