* القدس المحتلة - داكار - بلال أبو دقة - الوكالات: أحاطت المزيد من الشكوك بالانسحاب الإسرائيلي المزعوم من غزة بعد دعوة إسرائيلية إلى إلغائه في حال فوز حركة حماس بالانتخابات المقبلة، فيما سبق ذلك تصريحات من رئيس الوزراء الإسرائيلي عزمه على تأجيل هذا الانسحاب عدة أسابيع. فقد اقترح وزير الخارجية الإسرائيلي سيلفان شالوم من جديد أمس الثلاثاء إلغاء الانسحاب من قطاع غزة في حال فوز حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في الانتخابات التشريعية التي ستجرى في 17 تموز - يوليو، خلافاً لرأي رئيس الوزراء الإسرائيلي أرييل شارون. وازدادت المؤشرات على إمكانية سيطرة نشطاء حماس على غزة بعد رحيل الإسرائيليين قوة يوم الاثنين بعد أن أظهرت النتائج الرسمية لانتخابات البلدية أن حماس تغلبت على حركة فتح التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس في بلدات رئيسية. ويشير الأداء القوى الذي أظهرته حماس التي أعلنت التزامها بوقف لإطلاق النار في الوقت الحالي إلى أن الحركة قد تشكل تحدياً خطيراً لحركة فتح في الانتخابات البرلمانية المقررة في يوليو - تموز المقبل.. وزعم شالوم (لن يكون منطقياً أن ننجز خطة الانسحاب كما لو أن أي شيء لم يحدث. يجب إعادة النظر في كل ما يجري والأخذ في الاعتبار أن حماس التي تستمر في تعزيز صفوفها، تريد تدمير إسرائيل)، على حد تعبيره. وأضاف (علينا ألا نقبل بعملية إذا كانت ستؤدي إلى انتحار). وزعم الوزير الإسرائيلي، الذي طرح المسألة نفسها الاثنين، أن (حماس تريد أن تحذو حذو حزب الله اللبناني وإقامة دولة لحماس في قطاع غزة). واقترح الوزير الإسرائيلي أمس الثلاثاء منع حركة حماس للمرة الأولى من المشاركة في انتخابات المجلس التشريعي الفلسطيني. وقال لإذاعة الجيش الإسرائيلي (ما من بلد في العالم يوافق على السماح لمجموعة مسلحة تهدد الدول المجاورة بالمشاركة في انتخابات). ويوم الاثنين قال رئيس الوزراء الإسرائيلي آرييل شارون إنه سيؤجل انسحاب إسرائيل من قطاع غزة ثلاثة أسابيع إلى منتصف أغسطس - آب تفادياً لتداخل عملية الانسحاب مع فترة عطلات يهودية تقليدية. وقد يمنح هذا الإرجاء المستوطنين اليهود وأنصارهم اليمينيين الذين يشنون حالياً حملة احتجاج متسعاً من الوقت لتصعيد مقاومتهم العلنية لخطة شارون لفك الارتباط عن الصراع مع الفلسطينيين في الأراضي المحتلة التي يريدونها لإقامة دولة عليها. ورداً على سؤال بشأن التأجيل كرر نبيل شعث نائب رئيس الوزراء دعوته إسرائيل للسعي إلى إبرام شراكة من أجل السلام مع السلطة الفلسطينية بدلاً من السعي لاتخاذ خطوات أحادية. وأبلغ شعث رويترز أن إسرائيل قررت من طرف واحد الانسحاب من غزة وأنها الآن تؤجّل الانسحاب من طرف واحد، وأضاف قوله إنه إذا استمرت عملية السلام على هذا النحو فلن يكون هناك عملية سلام. وحث مسئولو اللجنة الرباعية التي تضم الولايات المتحدة والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي وروسيا والمعنية بالوساطة في عملية السلام والتي بدأت يوم الاثنين اجتماعات لها في موسكو إسرائيل والفلسطينيين على تنسيق انسحاب غزة لتفادي حدوث فوضى. وعلى صعيد آخر قام رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس خلال توجهه إلى برازيليا، يوم الاثنين بزيارة استمرت ساعة إلى دكار، حيث أكد أن (لا تراجع) عن عملية السلام بين إسرائيل وفلسطين، كما ذكر التلفزيون السنغالي. وقد استقبل عباس لدى وصوله إلى العاصمة السنغالية رئيس الوزراء ماكي سال، وعقدا لقاء ناقشا خلاله الوضع في الشرق الأوسط .. لكن محمود عباس الذي ترجم تصريحاته إلى اللغة الفرنسية مسؤول في السفارة الفلسطينية في دكار، قال (إن مسائل ما تزال عالقة)، ومنها بناء إسرائيل جداراً في الضفة الغربية، (ومشكلة المستوطنات ومسألة الأسرى).
|