ماذا أقول؟ وما يخط بنانيه؟
إني وربي إن كتبت قصيدة
أرعى صياغتها وأنظم عقدها
إني إذا عنّت لفكري خطرةٌ
حتى إذا اتقدت وأينع عودها
وشحتها الدر النضيد وسقتها
يا مرحبا يحدو بها الطير الذي
يا مرحبا يزهو بها النخل الذي
يا مرحبا كالورد في غسق الدجى
أشهى وأبهى من (خلاص) نخيلنا
أزكى أريجا من نسيم خميلة
يا مرحبا وادي العقيق يصوغها
وادي الدواسر يا وزير بلادنا
أرأيت عارضنا الأشم وطوده
أرأيت أغصان الكروم وطلعها
أرأيت عين الماء حين تفور في
أو ما رأيت صوامع القمح التي
وحضارةً تحكي مكارم أهلها
ما قد رأيت يقول في وجدانيه:
لي موطنٌ لو خيّروني في الدّنا
أهوى مرابعها وأعشق تربها
يحميك ربي درة مكنونة
لي يا وزير مطالب حملتها
طرق الزراعة تشتكي من حالها
لمثلث البرمود فيها قصة
والسوسة الحمراء أضحت آفة
اليوم نخلتك انتشت بقوامها
ونريد تعليب التمور بمصنعٍ
وصوامع للقمح دون مطاحنٍ
وهناك أمرٌ نصطلي من ناره
الماء أغلى ثروة بشرية
عصفت به ريح المشاريع التي
شركات نهبٍ لا وربي إنها
يا ليتهم إذ أعدموه تواثبوا
لكنهم نكروا الجميل ومارعوا
لا لن أزيد فقد أطلت عليكمُ
ولك التحية يا وزير أقولها
إني إذا عنّت لفكري خطرةٌ
حتى إذا اتقدت وأينع عودها
وشحتها الدر النضيد وسقتها
بل ما الذي يبقيه بوح جنانيه؟
لأصوغ من درر الزمان معانيه
نظم الجواهر حول جيد الغانية
أسرجت في لجج الجمال خياليه
وغدت كعنقود الثمار الدانية
في مدح من حلوا صميم فؤاديه
يشدو على تلك الغصون الزاهية
أمسى على نسمات تلك الرابية
بل كالزهور الساحرات الزاكية
أصفى وأنقى من نمير الساقية
شرقت بأنداء الصباح الهامية
من عمق تاريخ العصور الماضية
يزهو بمقدمك الكريم علانية
أرأيت شطآن الرمال الدافية
أرأيت هامات النخيل العالية
ألق الصباح كومض عين مناغية
تروي شموخ العزم عند البادية
وقرى الضيافة في دياجي الشاتية
أهلاً وسهلاً يا وزيرَ بلاديه
بلداً سواه لرمت فيه كفافيه
نفسي وروحي في هواها صادية
عن غدر أصحاب الأكف الباغية
هلاّ أذنت أقول - فضلاً - ماهيه
هلاّ مددت لها بكفّ حانية
عرضت بمسرحها فصول الهاوية
فتكت بربات التمور الغالية
وغدا تراها في الثرى متهاوية
يوحي لنا أنّا بلادٌ راقية
كمثلثٍ أضلاعه متوازية
ولسوف أعرضه بكل شفافية
عصب الحياة بكل أرضٍ نامية
بلعت مداه فهل ترى من باقية؟
كالبيض في إفريقيا المترامية
شكراً وما كانوا كفوفا واهية
حقّ الكريم ولم يردوا العارية
ما قد ذكرت من المطالب كافية
عني وعن أهلي وعن إخوانيه
أسرجت في لجج الجمال خياليه
وغدت كعنقود الثمار الدانية
في مدح من حلوا صميم فؤاديه