* كتب - محرر الشورى: المعلومات في أبسط تعريف لها (المادة الخام لعملية الاتصال الجماهيري بكل أشكالها ومستوياتها) وأصل الكلمة في اللغة اللاتينية هو: Information وتعني: شرح أو توضيح شيء ما، وتُستخدم الكلمة كفحوى لعمليات الاتصال بُغية توصيل الإشارة، أو الرسالة التي هي المعلومة والإعلام عنها، كما تتصل الكلمة بفحوى أي تعامل بشري بين فرد وجماعته، أو بين مجموعة ومجموعة أخرى. نسوق هذا التعريف وأمام مجلس الشورى اليوم، أداء هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات للعامين الماليين 1422- 1423 و1423 - 1424هـ، فهل يؤكد المجلس أنَّ المعلومات هي ذلك الشيء، الذي يُعدِّل أو يغير من البناء المعرفي للإنسان السعودي، بأي طريقة من الطرق؟ وهل يجعلنا أفراداً وجماعات ومؤسسات، نعتمد على مصادر معلوماتية على وعي ومعرفة بها، ومن ثم تُغير أو تعدّل هذه المعلومات البناء المعرفي للمجتمع؟ نطرح هذه التساؤلات ونحن ندرك أن المجلس يعي بأنَّ المعلومات وسيلة، تفرض علينا اكتسابها، لا لكونها عملية يحدث فيها نوع من التنشيط لنظامنا العصبي، بل لكونها مصدراً تستفيد منه عقولنا، لأنَّ المعلومات - كما يقول الخبراء - (عبارة عن مجموعة من البيانات Data مقوّمَة، ومفسّرَة، ومرتبطة، ومنظمة، أي هي باختصار ناتج عملية معالجة البيانات، لاستخلاص ما تتضمنه البيانات من مؤثرات، وعلاقات، ومقارنات، وكليات، ومعادلات، وموازنات وغيرها. نقول هذا ونحن على يقين بأن مجلس الشورى يعلم أنَّ البيانات هي: ركيزة المعلومات، وهي المتغير المستقل تارة، والمتغير التابع تارة أخرى، فضلاً عن أنَّ جودتها تقاس بمدى دقتها، ودرجة اتساق عناصرها بعضها مع بعض، ومدى وضوحها، وخلوها من مظاهر التشويش أو اللبس. أما قيمة المعلومات التي تكمن في قيمتها، فتتوقف على قدر أهميتها، ومعزاها بالنسبة للمتلقي، وهذا ما ينبغي أن يؤصله مجلس الشورى في المجتمع السعودي، بعد أن غدت المعلومات مقومات جوهرية، ورسالة تستخدم لتمثيل حقيقة أو مفهوم، من أجل زيادة المعرفة الإنسانية.
|