في الوقت الأصلي
احترنا يا بوخالد معاك!!
محمد الشهري

بين الفينة والفينة يظهر لنا المسئول الكبير بالاتحاد الآسيوي الأستاذ عبدالله الدبل بواحدة من طلعاته الصحافية المثيرة والعجيبة في شكلها ومضمونها (؟!).
** ففي الوقت الذي ننتظر فيه من المسئول الرياضي الآسيوي (القوي) أن يطالعنا بالعديد من البشائر وبما يسر الخاطر ويثلج الصدر .. وإذا به في كلِّ مرة يظهر فيها عبر الصحافة، لا يحمل لنا سوى الهم والغم وتعكير المزاج .. ناهيك عن كم الإحباطات التي عادة ما تشكِّل العناوين الرئيسية لأيِّ حوار يجريه .. هذا فضلاً عن اللغة الفجّة التي عادة ما ينتهجها في خطابه عند حديثه عن أيِّ قضية تخص الكرة السعودية .. وبالأخص عندما تتعلق بالجانب الهلالي تحديداً، إلى درجة توحي بشيء من العدائية الدفينة في أعماقه دون معرفة السبب (؟!).
** ولعلّ في حواره الصحافي المنشور بالعاميّة مؤخراً، ما يؤكد حقيقة ما أشرت إليه آنفاً لاسيما ما يتعلق بالهلال .. وحقه الشرعي في اللقب القاري (المحجوب) عنه لأسباب يعلمها الدبل قبل غيره .. والتي لا علاقة لها إطلاقاً بأيِّ من تبريراته هو وابن همام وفلمبان .. لأنّها في الأساس تبريرات مضحكة ومخجلة في آن معاً .. ولن تقنع إلاّ الذين لا يريدون أيّ خير للكرة السعودية .. وخصوصاً إذا كان ذلك الخير أو الشرف عن طريق الهلال (؟!!).
** الكثير والكثير جداً من الكلام المتراكم فوق بعضه .. والمتداخل بعضه بالبعض الآخر على طريقة (يونس شلبي) في حوار المسئول الكروي الآسيوي عن الهلال واللقب القاري إلى حد أنّ القارىء لا يمكنه الخروج بجملة مفيدة واحدة من عدة أسطر، مهما أوتي من القدرة على الاستنباط (؟!).
** المهم: أنّ أكثر ما يلفت الانتباه في محتويات الحوار، بعيداً عن حجم التهكمات ببعض الشخصيات الرياضية والإعلامية .. هو ذلك التناقض الصارخ في أقوال الأستاذ الدبل (؟!).
** فقد قال بالحرف في الجانب الذي يخص حق الهلال، كردٍّ على عتب أحد أعضاء شرف الهلال،: (وهو بذلك يعطيني أنا أكبر من حجمي .. فالدبل لا يمتلك تلك القوة الهائلة التي تضيع حق نادٍ كيان لا أحد يستطيع أن ينكر وجوده) .. وهنا أتساءل: ما علاقة كلام مثل (نادٍ كيان لا أحد يستطيع أن ينكر وجوده) بموضوع اللقب المستحق شرعاً وقانوناً (؟!!).
** وفي جانب آخر من الحوار يقول: (نفوذنا كعرب في الاتحاد الآسيوي هو الأقوى).
** وبذلك يضع الأستاذ الدبل المتابع في حيرة أمام تناقضاته العجيبة تلك .. بين التسليم بعدم القدرة على التأثير في قرار إعلان الإفراج عن اللقب القاري كما قال بعظمة لسانه .. وبين قوة النفوذ التي تحدث عنها بكلِّ ثقة (؟!).
** ولكي يتم وضع الأمور في نصابها أمام هذا الخلط .. لا بد من الاتفاق على أحد أمرين.
- الأول: الإقرار بقوة النفوذ .. وبالتالي اعتبار ادعاء عدم القدرة على التأثير في قرار لقب القرن ما هو إلاّ من قبيل التهرب من مسئوليته كممثل للكرة السعودية في الاتحاد .. وإنّ عملية التخاذل في إعطاء الهلال حقه الصريح، هو مسئولية سعودية عربية خليجية بحتة.
- الثاني: إنّ قوة النفوذ تلك لا تزيد عن كونها (تورمات) لا أساس لها على أرض الواقع .. وإنّ فلمبان هو الآمر الناهي .. والبقية مجرد ديكورات وتكملة عدد مهما تعاظمت وتضخّمت مسمّياتهم الوظيفية.
** وفي كلتا الحالتين تبقى المأساة قائمة .. وتبقى الخسارة أكبر بكثير من مجرد التآمر على حجب لقب شرفي لن يزيد أو ينقص من قيمة وكينونة الهلال كزعيم كروي للقارة الآسيوية .. لأنّ الخسارة هنا خسارة ضمائر ومبادئ وقيم (؟!!).
** وكمواطن سعودي .. أعتقد أنّ من حقي طرح بعض الأسئلة على الأستاذ الدبل .. باعتباره أحد صنّاع القرار في الاتحاد الآسيوي .. فضلاً عن كونه قد فتح النار في كلِّ الاتجاهات كما جاء في العنوان الرئيسي لحواره الأخير .. وبالتالي حق الغير في الرد على النار، ليس بالمثل، وإنما بالتساؤل المنطقي والموضوعي.
** أول هذه التساؤلات: ألم تلاحظ سعادتكم أنّ كلَّ الكلام الذي جاء في ذلك الحوار، وما سبقه من حوارات تخص موضوع اللقب تحديداً .. كان عبارة عن نفي وإنكار ودفوع عن مواقف الاتحاد وعن صنّاع القرار فيه بمن فيهم شخصكم الكريم .. أي أنّ المسألة برمَّتها كانت تدور في خانة السلبية .. وتتمحور حول الدفاع عن المواقف السلبية .. في حين لم نقرأ كلمة إيجابية واحدة تفيد بأيِّ جهد مبذول يصب في خانة أداء الواجب المنوط بكم، والمتمثل في محاولة انتزاع حق أحد الأندية السعودية .. لا بحكم الانتماء فحسب .. وإنّما بحكم ما تمليه وتفرضه الأمانة الوظيفية، حتى لو أدى الأمر إلى اتخاذ موقف مشرِّف يفضي إلى التضحية بالكرسي الذي لا بد من مغادرته إن عاجلاً أو آجلاً .. وعندها سيتحدث التاريخ الذي لا يرحم (؟!).
** وأتساءل: ما الغرض من الحرص على الظهور في هذا الوقت تحديداً .. والذي كشف فيه نائب رئيس الاتحاد الآسيوي الأستاذ أسد تقي على الملأ بعضاً مما يدور في الكواليس بما في ذلك عملية التآمر والتخاذل تجاه حقٍّ مشروع يخص أحد أندية القارة (؟!).
** ثم ما هي مهمات وأدوار الاتحاد إذا لم يكن من بينها إعطاء كلِّ ذي حق حقه .. ولا فرق إن كان صاحب ذلك الحق من غرب القارة أو من شرقها (؟!).
** لماذا هذا الحماس المتعاظم في منافحتكم عن المواقف المتخاذلة لهذا الاتحاد .. إلاّ إذا كانت المسألة (شد لي واقطع لك) وديمومة كراسي (؟!).
** ولماذا الإصرار على إجبار الهلال إلى اللجوء إلى الشكاوى الرسمية لانتزاع حق واضح ولا غبار عليه، لمجرد أنّ هذا الفريق أو النادي غير مرغوب فيه من قِبل اتحاد القارة لأسباب معلومة لدى الجميع .. ولو كان سواه المؤهَّل ولو بفارق ضئيل من الفرق المقرَّبة من الاتحاد لتمَّت المسارعة في إعلان تنصيبه فور سريان الفرمان (؟!).
** ولنفترض أنّ الهلال لجأ للطرق الرسمية .. وهذا بالمناسبة ما سبق أن طالبت به عدة مرات .. ولو على سبيل تعرية المواقف على أقل تقدير.
** أقول لنفترض أنّه أقدم على هذه الخطوة .. فمن يضمن عدم تدخُّل بعض الأصابع المحلية بقصد العبث والتخريب .. كذلك من يضمن عدم عودة نفس التكتلات المؤثِّرة محلياً وآسيوياً ودولياً، والتي كانت خلف عملية الامتناع عن الإفراج عن اللقب .. من أن تعود بقوة لممارسة ذات الأدوار المؤثِّرة جداً، ولو من باب الاستماتة في الدفاع عن موقفها السابق على غرار ما يؤديه الأستاذ الدبل الآن من خلال الإعلام .. والذي يؤكد على أنّ الخافي أعظم (؟!).
** عموماً: ليعلم الأستاذ عبدالله الدبل بأنّنا سنبقى نحبّه ونحترمه كأخ وكمسئول نعتز به ونتمنى له كلَّ خير مهما بلغت درجة الاختلاف .. ومهما كانت قوة مواقفه السلبيّة بحق الكيان الهلالي.
** كذلك فإنّنا على ثقة من أنّ معدنه الأصيل سيظهر في الوقت المناسب، لسبب بسيط جداً وهو انتماؤه لهذه الأرض الطاهرة .. ولهذا المجتمع النظيف الذي يرفض الظلم أيّاً كان الثمن.
خاص جداً
الأخ الزميل سعود .. كنت أنوي القيام بتعليق مختصر على أراجيفك وتقوّلاتك عليّ ضمن زاويتك ليوم السبت الماضي هنا في الجزيرة .. ولكنني بعدما قرأت ما قمت بنشره من غسيل وأوساخ على حبل إحدى المطبوعات يوم الأربعاء .. تأكدت أنّه من المهانة، بل من العيب على رجل يملك ذرة من مروءة أن يهدر نقطة حبر واحدة في الأخذ والرد مع هكذا عقلية، وهكذا مستوى .. أعانك الله على بلواك..