Friday 6th May,200511908العددالجمعة 27 ,ربيع الاول 1426

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في "أفاق اسلامية"

رئيس جمعية تحفيظ القرآن الكريم بمنطقة الرياض لـ(الجزيرة):رئيس جمعية تحفيظ القرآن الكريم بمنطقة الرياض لـ(الجزيرة):
تمويل حلقات التحفيظ من أخطر المشكلات التي تواجه الجمعيات

* الرياض - خاص بـ(الجزيرة):
يؤكد فضيلة الشيخ سعد بن محمد آل فريان رئيس جمعية تحفيظ القرآن الكريم بمنطقة الرياض أن المسابقات القرآنية حققت نجاحاً طيباً في شد أنظار الشباب، والتحاقهم بالحلقات، إلا أن هذه الوسيلة غير كافية وحدها لإقناع الآخرين من الشباب، ولا بد من مخاطبة الآباء، وشرح المميزات والفوائد لهم.
وقال في حوار مع (الجزيرة) إن هناك جهوداً كبرى تبذلها الجمعية لترغيب الشباب في الالتحاق بالحلقات، والاستمرار فيها.. مبيناً - في نفس الوقت - خطورة تفاقم مشكلة تمويل الجمعيات، وأهمية إيجاد موارد ثابتة تغنيها عن السؤال.. وفيما يلي نص الحوار:
* نود بداية إلقاء نبذة عن نشاط جمعية التحفيظ التي تتولون رئاستها، وعدد الطلاب والمعلمين، والمشرفين فيها؟
- إن للجمعية أنشطة عدة في سبيل الرقي بتعليم وتحفيظ القرآن الكريم، ومنها ما يلي: المشاركة في المسابقات الدولية والمحلية، وقد حقق طلاب الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم في منطقة الرياض مراكز متقدمة فيها، وإقامة حلقات في تعليم القرآن الكريم وحفظه في السجون ومراكز الدفاع المدني وسلاح الحدود وإدارة التموين العام وإدارة الترحيل، وعقد دورات تدريبية وتعليمية لمشرفي الحلقات ومدرسيها في مقر الجمعية، وعقد دورات في المساجد للكبار في تعليم القرآن الكريم والمساهمة مع وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد في توجيه الطلاب والمدرسين لإمامة المساجد في صلاة التراويح في مساجد الرياض والقرى القريبة، وأيضاً تنفيذ برنامج إذاعي يتم تقديمه أسبوعياً في إذاعة القرآن الكريم بعنوان: (أهل القرآن)، وإصدار مطويات وكتيبات ومفكرة جيب وتقاويم مكتبية وأقلام وميداليات توزع في معارض الجمعية وعلى الزوار والضيوف وطلاب الحلقات والمدارس، والمشاركة أيضاً في المراكز الصيفية ببرامج تعريفية وإقامة دورة في القرآن وتقديم هدايا لأعضاء المركز وتقديم مسابقة مع منح جوائزها لإدارة المركز، وإعداد موقع للجمعية عبر شبكة الإنترنت (www.qk.org.sa)، والمشاركة في المعارض العامة للتعريف بالجمعية، ونشاطاتها، وتقديم المطويات، والهدايا للزوار.. أما عدد الطلاب في الجمعية فبلغ (111254) طالباً وطالبة، وعدد المعلمين (4495) معلماً ومعلمة، وعدد المشرفين (118) مشرفاً ومشرفة.
* من خلال ما ترونه في واقع تحفيظ القرآن الكريم، إلى أي مدى نجحت المسابقات القرآنية في إيجاد التنافس المأمول بين الحفظة، وزيادة الإقبال على حلقات ومدارس التحفيظ؟ وهل تُعد المسابقات وسيلة كافية لتحقيق هذا الهدف؟
- حققت مسابقات تحفيظ القرآن الكريم المختلفة في بلادنا نجاحاً طيباً في شد أنظار الشباب وكانت حافزاً مهماً لإقبال الكثيرين منهم على حفظ القرآن الكريم والتنافس في إتقان آياته وسوره هذا في حد ذاته مكسب لا يستهان به إلا أن هذه الوسيلة على أهميتها لا تكفي وحدها لإقناع الآخرين من الشباب الذين لم يلتحقوا بعد بهذه الحلقات المباركة، بل لا بد من مخاطبة الآباء وشرح المميزات والفوائد العظيمة التي تعود على الأبناء والآباء على حد سواء لدى إلحاق أولادهم - بنين وبنات - بحلقات القرآن الكريم فقد ثبت بالتجربة أن حلقات التحفيظ أفضل محضن لتربية الأولاد على الأخلاق الفاضلة والسلوك الحميد هذا بجانب الحوافز المادية والمعنوية التي تقدح زناد التنافس المستمر بين الناشئة.
* بم تفسرون ضعف مشاركة بعض الجمعيات في المسابقات القرآنية المحلية وتدني نتائجها؟
- ضعف مشاركة بعض الجمعيات في المسابقات القرآنية تفسيره عند القائمين على تلك الجمعيات كما قيل صاحب الدار أدرى بما فيها والمثل يقول (من جد وجد ومن زرع حصد).
* إدارة جمعيات التحفيظ تتحمَّل جزءاً كبيراً من مسؤولية النجاح في استقطاب الشباب، وجذبهم لحفظ القرآن الكريم، وضبط تلاوته، والتمسك بآدابه، ومثله العيا، ما الجهود التي تبذلونها في هذا الاتجاه؟
- تبذل الجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم، ومنها الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم في منطقة الرياض جهوداً متواصلة لجذب الشباب إلى الالتحاق بحلق تحفيظ القرآن الكريم فمن جهة تحث الآباء على إلحاق أبنائهم وبناتهم بحلق التحفيظ مع شرح الفوائد العظيمة التي تعود على الطالب وعلى والديه في الدنيا والآخرة والأجر العظيم عند الله تعالى، ومن جهة أخرى ترغيب الشباب في الالتحاق بالحلقات والاستمرار فيها بمختلف وسائل الترغيب المادية والمعنوية ونحمد الله أن الإقبال على الحلقات وطلب فتح المزيد منها كبير جداً.
* بم تفسرون تسرب عدد كبير من طلاب حلقات التحفيظ، بمجرد بلوغ مرحلة الشباب، وهل يعود ذلك إلى قصور في علم الجمعيات؟ أم إلى وجود مؤثرات تصرف الشباب عن حلق التحفيظ؟
- إن هدف الجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم الأساسي كما في معلوم الجميع هو تعليم وتحفيظ الشباب من الجنسين القرآن الكريم فإذا تمَّ له ذلك وحفظ القرآن الكريم فلينطلق في دروب الحياة المختلفة ولينهل من العلوم الأخرى ما طاب له ما دام قد تزوَّد بزاد التقوى (القرآن الكريم).
* من وجهة نظركم ما طبيعة دور الأسرة في إنجاح جمعيات التحفيظ في أداء رسالتها الخيرية، وما الذي تؤملونه من أولياء أمور الطلاب والطالبات تجاه تشجيع أولادهم للاهتمام بالقرآن الكريم تلاوة وتأدباً؟
- للأسرة دور كبير وأساس في توجيه الأولاد لحفظ القرآن وتشجيهم على تلاوته منذ نعومة أظفارهم وحملهم على التوجه إلى الحلقات ومتابعة حفظهم عن طريق توثيق الصلة مع مدرس الحلقة والمشرف على الحلقات لمتابعة تحصيل الأولاد ومعالجة ما قد يعترض الوالد من مشكلات، والجمعية تعوِّل على تعاون الأسرة وتوجه الشكر للآباء على تعاونهم، وتلفت نظر من يغفل عن متابعة أولاده من الآباء.
* ضعف مصادر التمويل الدائم مشكلة تعاني منها بعض الجمعيات في الأعوام القليلة الماضية، فهل أمكن إيجاد حلول لهذه المشكلة، وهل ثمة حلول أو بدائل جديدة تقترحونها في هذا الصدد؟
- مشكلة تمويل حلقات التحفيظ من أخطر المشكلات التي تعاني منها معظم الجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم ومنها هذه الجمعية، ذلك بأن نطاق عمل الجمعيات يتسع باستمرار ومصادر التمويل شحيحة إذا ما قورنت بحجم النفقات الكبيرة التي يتطلبها استمرار العمل والتي تشمل رواتب المدرسين والمشرفين التربويين والإداريين ولا يبدو في المستقبل المنظور حلول جذرية لهذه المشكلة وحتى لا تتفاقم مشكلة تمويل الجمعيات أكثر مما هي عليه فلا بد من السعي لدى الجهات العليا في الدولة لزيادة دعم الجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بما يعينها على أداء واجباتها على الوجه المطلوب هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى فلا بد أن تنشط الجمعيات الخيرية أكثر فأكثر لإيجاد موارد ثابتة تغنيها عن السؤال على المدى البعيد وأهمها الوقف الخيري.
* كيف تستطيع جمعيات التحفيظ الإسهام في القيام بدور فاعل في خدمة المجتمع، وعلاج القضايا المهمة، مثال ذلك مواجهة التطرف والغلو، والقيام بواجب الدعوة إلى الله على هدى وبصيرة، وترسيخ وسطية الإسلام وغيرها من المناشط؟
- للجمعيات الخيرية دور فاعل في خدمة المجتمع عن طريق المساهمة في تنشئة جيل صالح من الشباب - بنين وبنات - تتعاهدهم الجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بالتربية القرآنية عن طريق اختيار المعلم الكفء ذي الشخصية المعتدلة يشاطره هذه المهمة الجليلة مشرف تربوي متمكِّن، فعن طريق المعلم يتعلم الطالب القرآن الكريم ويحفظه، وعن طريق المشرف التربوي يتعلم الانضباط وعن طرقهما معا يكتسب الطالب القدوة الحسنة والتخلق بالأخلاق الإسلامية الكريمة وصولاً إلى معرفة حق الله سبحانه وتعالى عليه في إخلاص العبادة لله وحده وحق الرسول محمد صلى الله عليه وسلم في طاعته ومتابعة هديه وحقوق والديه وأقاربه وحقوق الضعفة كاليتامى والمساكين، وحق ولاة الأمر بالطاعة والتعاون على البر والتقوى امتثالاً لقوله تعالى: {وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالجَنبِ وَابْنِ السَّبِيلِ}الآية.. وقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ}الآية.. وبالتالي يكسب المجتمع مواطناً صالحاً هو الغاية النهائية من كافة البرامج التعليمية في كل مجتمع.
* تعاني كثير من جمعيات التحفيظ من غياب العنصر البشري المؤهل للعمل في مجال التحفيظ من معلمين، ومشرفين، وموجهين، فما هي أسباب ذلك رغم التزايد الملحوظ، والكبير في أعداد الحفظة الذين يتخرَّجون من هذه الحلقات عاماً بعد عام، وكيف يمكن علاج هذا النقص؟
- لا ريب في أن كثيراً من جمعيات تحفيظ القرآن الكريم تعاني من ندرة العنصر البشري المؤهل للعمل في مجال التحفيظ رغم الأعداد المتزايدة من الحفظة الذين يتخرَّجون من هذه الحلقات عاماً بعد عام، وذلك لأسباب عديدة لعل من أهمها التحاق هؤلاء الخريجين بالجامعات، أو بدراسات عليا فتضيق أوقاته عن المشاركة في التدريس بالحلقات، وقد يكون تدني المكافآت التي يحصلون عليها في تدريس الحلقات عاملاً آخر في عدم الإقبال على التدريس في الحلقات، والواقع أن العديد من خريجي الحلقات في الجمعية هنا في الرياض قد انخرطوا في سلك التدريس في الحلقات احتساباً لأجر دون النظر للعائد المادي جزى الله العاملين المخلصين خير الجزاء.
* تأهيل وتدريب العاملين في مجال التحفيظ ضرورة للوقوف على أحدث وسائل التحفيظ، والاستفادة من التقنيات التعليمية المتطورة، فأين أنتم من هذا الأمر؟ وهل ثمة خطة لتدريب وتأهيل العاملين في مجال التحفيظ؟
- التدريب عامل أساس في نجاح وتقدم أي عمل ميداني، ومنه التدريس وقد تنبهت الجمعية لهذا الأمر منذ زمن ليس بالقصير فأنشأت الجمعية معهد القرآن الكريم وعلومه - متوسط وثانوي - كما أنشأت الجمعية معهدين لتدريب المعلمات أحدهما في شرق الرياض، وآخر في غرب الرياض، وشكَّلت الجمعية إدارة خاصة للتدريب والإشراف على معاهد المعلمين، كما يجري بين وقت وآخر عقد دورات ولقاءات لإكساب المعلمين مزيداً من المهارات والتقنيات التعليمية.

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved