Thursday 5th May,200511907العددالخميس 26 ,ربيع الاول 1426

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في "تحقيقات"

أئمة الجوامع في عنيزة يستنكرون الأعمال الإرهابية للفئة الضالة:أئمة الجوامع في عنيزة يستنكرون الأعمال الإرهابية للفئة الضالة:
د. الدهش:هذه الأعمال نتاج للفساد الفكري والعكوف على الممنوع من المنشورات

* عنيزة - محمد العبيد - خالد الفرج:
في أعقاب الأحداث الإرهابية التي تعرضت لها محافظة الرس في منطقة القصيم والتي باءت بالفشل والاندحار للفئة الضالة من المفسدين في الأرض، كانت فعلتهم محل استنكار الجميع وقد تحدث أصحاب الفضيلة أئمة وخطباء الجوامع في عنيزة مستنكرين ما جرى من أحداث مؤلمة لكل مواطن حيث جاء في خطبة الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن صالح الدهش إمام وخطيب جامع علي بن أبي طالب في محافظة عنيزة قوله:إننا عشنا حدثاً تجلت من خلاله أهمية الهداية.. وكيف ضلال الإنسان إذا تخلى عنه ربه ووكله إلى نفسه؟ فقد بلغ ضلاله أن صارع الإنسان العقل والحكمة، بل الدين والشريعة (ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه) طائفة صارعوا الأمن والسلام في محافظة الرس، فخاضوا معركة خاسرة حسَّنها في أعينهم الشيطان، أعدوا عدة لتكون في نحور أبناء الإسلام نعم لتكون في نحورنا شيباً وشباباً مدنيين وعسكريين، لماذا؟ ما ذنب هؤلاء؟
ماذا يريد هؤلاء المباشرون للعملية والذين خططوا لهم والذين يباركون أعمالهم من رؤوس الفتنة في الداخل والخارج؟ هل ملوا الاجتماع والوحدة؟ هل ملوا الأمن والنعمة؟ هل اشتاقوا إلى تفرق الأفغان أو تفجيرات فلسطين ولبنان؟ ومجازر الجزائر وانفلات الأمن والحكم في العراق؟
لا بد أن يدرك الجميع أن حفظ الأمن واجب لا يتعلق برجال الأمن أنفسهم فكل عليه واجب حفظ الأمن:
*******


وجرم جره سفهاء قوم
فكان بغير فاعله العذاب

وبعد ذلك أيحق لأحد أن يعتبر ذلك ضرباً من الجهاد؟ فهذه نتيجة الفساد الفكري والعكوف على الممنوع من المنشورات والتنقل عبر المواقع التي زعمها أصحابها مواقع إصلاح ورد للظلم وحفظ للحقوق، وأصدق وصف لها قوله تعالى: (وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ قَالُواْ إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ {11} أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِن لاَّ يَشْعُرُونَ)
عباد الله: أيها الشباب يقول أحد السلف:( أنها تكون أمور مشتبهات فعليكم بالتؤدة فإن الرجل يكون تابعاً في الخير خير من أن يكون رأساً في الضلالة) أنه جدير بكل من لانت نفسه لهذا الفكر المنحرف وآنس من قلبه ميلاً إلى شيء من طرح أربابه أن يتقي الله في أمره وليتهم رأيه وليقلب نظره أي طريق أسير فيه وأي نهاية أنا مقبل عليها، وأي فكر وما مرجعه من كتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - ؟ أو هو فتح فتح على هذه الناشئة لم يكن في علم السابقين من العلماء الربانيين حتى فقهه هؤلاء الشبيبة ممن لم يحسبوا للعاقبة حسابها؟ خدموا أعداءهم واحرجوا أمتهم وشوهوا صورة دينهم واوجدوا ثغرة للذين لا يألونكم خبالاً من اليهود والنصارى وأصحاب الفكر المنحل على اختلاف طبقاتهم فصاروا يلمزون المطوعين من المؤمنين ويلمزون الذين لا يجدون تأخراً في أعمالهم من الصالحين.. إن هذه الأعمال هي هدايا مجانية لكل متربص بهذا البلد سواء من أعدائه الحاسدين في الداخل أو الخارج، وهم يطلبون المزيد لعملهم أن هذه الأعمال مشغلة للناس عن مصالح دينهم وأمور دنياهم.حينئذ ينتعش العابثون ويمررون مخططات الفساد ويناقشون قضايا الفضيلة ويرفع أصحاب الأهواء رؤوسهم، ويضيف الشيخ الدهش قائلا:
{قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ} (256) سورة البقرة، {وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّ} (115) سورة النساء، قال الآجري: لم يختلف العلماء قديماً وحديثاً أن الخوارج قوم سوء عصاة لله عز وجل ولرسوله، وإن صلوا وصاموا واجتهدوا في العبادة، فليس ذلك بنافع لهم، يظهرون الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وليس ذلك بنافع لهم يتلون القرآن على ما يهوون يموهون على المسلمين.. عباد الله: إن طرق الإصلاح لم تكن يوما من الدهر بترويع المسلمين ولا بتجمع ثلة من الناس وتسميتهم بالمجاهدين وتخطيطهم ضد الآمنين.. إن طرق الإصلاح أحسنها العلماء والأمراء الجادون وما نحن فيه من نعمة هي ثمرة من ثمار المصلحين.. أمن في الوطن وتمكين للدين وقمع للفساد والمفسدين، وما نفقده مع الأيام واشتداد الفتنة من هذه النعمة هي حصاد وأعمال المغرورين الذين يفدسون في الأرض ولا يصلحون، وإذا كانت هذه الطرق هي طرق الإصلاح فكيف نفهم قول النبي - صلى الله عليه وسلم - من رأى من أميره شيئا من معصية الله فليكره ما يأتي من معصية الله ولا ينزعن يداً من طاعة فإن من خرج عن الطاعة وفارق الجماعة مات ميتة جاهلية؟وقال النبي - صلى الله عليه وسلم - :( أنه سيكون أمراء تعرفون منهم وتنكرون قال بعض الصحابة فما تأمرنا يا رسول الله قال: أدوا اليهم حقهم واسألوا الله الذي لكم) فاللهم أرنا الحق حقاً.. اللهم أحفظ علينا أمننا ووفق ولاة أمورنا لما تحب وترضى.. اللهم قو رجال الأمن بقوة من عندك وأيدهم بتأييد من عندك، اللهم استعملهم في طاعتك واجعل عملهم مرضيا عندك، اللهم ارحم من مات منهم، واجعله في الشهداء المقربين، واخلفه في عقبه في الغابرين، اللهم اشف الجريح منهم وثبت القائمين على الأمن في مواقعهم.كما جاء في خطبة الشيخ عبدالرحمن العلي النهابي أمام وخطيب جامع عثمان بن عفان في حي الصالحية بعنيزة {إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ (6)} سورة فاطر)من هذا المنطلق نصل عباد الله إلى أن البعض يعاني من هذه الانحرافات والعقد النفسية والهوس العقدي فيصل به الأمر أن يخرج على أمته وعلى مجتمعه بل وعلى دينه بضلالات ومبليات وأمور منكرات لينفس عن نفسه ما يعانيه ويكبته لقد بليت أمة الإسلام والمجتمعات الإسلامية بمثل هؤلاء فوحدت فئات ضالة وفرقا خارجة ونفوس مارقة تتزين باسم الدين، وتصبغ بأهل الإيمان فأحدثت في أمة الإسلام الخلل والاضطراب ألقت الشبه والسراب وفعلت الأفاعيل أفسدت في الأرض أتلفت الأنفس والمحاصيل تلكم أصحاب المسالك والضلالات والمهالك، قد وصفهم نبي الرحمة - صلى الله عليه وسلم - حينما اعترضوا على حكمه وعدله قال (يخرج من ضئضئ هذا أقوام تحقرون صلاتكم عند صلاتهم يمرقون من الإسلام كما السهم من الرمية) عباد الله: إن خروج هذه الفئات الضالة التي تشبثت بأفكار منحرفة وهوس عقدي وجهل بالمعتقدات السليمة والمناهج القويمة وخروج عن مسلك أهل السنة والجماعة أهل الدراية والرواية والبضاعة ما هو الا جنوح وضلال وشر وبال أوقعهم في مرتع وخيم وضلال منحرف مستقيم لبس عليهم إبليس ظنه، وسلكوا مسلكه فغرر بهم وبدورهم غرروا بالشباب وتطرفوا فيهم وأوصلوهم إلى الجنوح والغلو والسباب فأصبحوا ضحية وفريسة لكل ذي ناب، وإن ما يحدث اليوم من أحداث من قبل هذه الفئات من شباب غرر بهم وألقموا حجه الذئاب ما هو الا انتكاس وإفلاس يحسبون في زعمهم انهم على شيء الا انهم الكاذبون، لقد رأى هؤلاء أن ما قاموا به من أعمال دنيئة من ترويع للآمنين وقتل وسفك للدماء وتخريب وافساد في الأرض أن ذلك من الصواب وعملهم من الجهاد والذي يترتب عليه الثواب سحقاً للضلال وللأوهام تلكم عباد الله سفاهة أحلام وجهل بالأحكام وداء من الاسقام انطوت عليها نفوس حملت الأوزار والآثام قد ضلوا وأضلوا كثيرا وضلوا عن سواء السبيل عباد الله.. إن ما يقوم به هؤلاء البغاة من الفئات الضالة ليس من الإسلام في شيء ولا يمت إلى الدين بصلة وليس هناك أدنى دليل أو شبهة تبرر ما قاموا به وهذا المرتع الخطير الذي سقط فيه هؤلاء له أخطاره وأضراره وآثاره السيئة التي تتناول كل من قام به او برره او أصدر فتاوي فيه كائنا من كان (قَالُوا رَبَّنَا مَن قَدَّمَ لَنَا هَذَا فَزِدْهُ عَذَابًا ضِعْفًا فِي النَّارِ)(61) سورة ص( ألا وإن منهج أهل السنة والجماعة الالتزام بجماعة المسلمين وإمامهم ولا يكفرون أحداً من أهل القبلة ولا يقتلون معصوم الدم ولا معاهداً ولا مستأمناً وقد قال - صلى الله عليه وسلم - ( من قتل معاهداً لم يرح رائحة الجنة) وقال: من خرج على أمتي يضرب برها وفاجرها ولا يفي الذي عهد بعهده فليس مني ولست منه) وجاء عنه قوله صلى الله عليه وسلم -:( من حمل علينا السلاح فليس منا) ثم ليعلم عباد الله أن التفكير حق الله ولرسوله - صلى الله عليه وسلم - لا يحل الإقدام عليه إلا من الراسخين في العلم بدليله الشرعي أما التأويل على مقتضى الفهم الخاطئ فليس بشيء ولقد قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:( من دعا رجلا بالكفر أو قال عدوا لله وليس كذلك الا حار عليه) وجنوح هذه الفئات الى منهج التكفير جنوح ضال خاطئ لكنها فئات تعلقت بأقطاب لها جعلت الدين شده ومشطوطا وتخبطت في الظلمات خبوطا حملت عقولاً مقلوبة وجعلت لنفسها قيادات منصوبة وحكمت على الناس بأفهامها المنكوبة وافتراءاتها وتأويلاتها المكذوبة حتى صيرت المؤمنين كفاراً أو الصادقين أشرارا والحكام فجارا نزعت من كتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - مبادئها واستنت برجال أدعياء في معاقلها ونحت الى الغلو والتطرف ولجأت إلى التشدد والتعسف فحسبنا الله ونعم الوكيل.ما حدث من قبل هؤلاء في محافظة الرس ليس منا ببعيد فقد عانى أهالي الرس وأحياء منها تسللت ببعض بيوتها لتكون أوكاراً لها وأحدثت خللاً ورعبا وذعراً ترتب عليه مفاسد واضرار خلال أيام ثلاثة أثارت البلبلة وكدرت الحياة والأوضاع.. تسبب هؤلاء في تعطيل الصلوات في مساجد الأحياء التي تسللوا اليها وفي تعطيل الأعمال والخدمات وإيقاف الدراسة وترك الموظفين أعمالهم وترويع السكان والآمنين أليس هذا كافياً في تجريم هؤلاء وفسادهم وإفسادهم وفوق ذلك ما هم عليه من الضلال والانحراف وشق الطاعة والخروج من الجماعة وانتهاك الحرمات وقتل الأنفس البريئة والمعصومة وتجرؤهم على الكيد والمكايدة والقتل والمقاتلة لكن بحمد الله وبفضله ومنه اطمأنت النفوس بعد أن دحرت هذه الفئات وسقطت منهم الرؤوس وانقلبوا على اعقابهم خاسرين.
أما الشيخ عبدالمحسن بن عبدالرحمن القاضي إمام وخطيب جامع السلام بمحافظة عنيزة فقال في خطبته عن هذا الموضوع: إن الرسوخ في بلادنا يثير حقد الحاقدين وبساط الأمن المحمود يستفز قلق المرجفين والقوة والتماسك بديننا تزعج نفوس الطامعين وحفظ الله وتوفيقه تخيب ظنون المتربصين لكن الاعتماد على ربنا يرد عنا كيد الكائدين واجتناب معاصيه والمنكرات يوجد المن للعاملين فنسأل الله جل وعلا أن يديم علينا نعمته وعلى سائر بلاد المسلمين.
واللهِ إن المرء ليعجب فعلاً ويحار لما يراه من استهانة بالنفوس المعصومة والدماء المهدرة وتدمير الممتلكات والإفساد في الأمن والتعدي على رجاله والأعظم من ذلك حين الإفساد في الدين وتشويه شريعة رب العالمين والتأثير السيئ في التعليم ومجالات الدعوة والخير، وكل ذلك نتيجة واضحة لفساد في التفكير وغلو في التكفير. ونهج إلى التفجير ينفيه كل عقل وتدبير ولكم يألم المرء ويدهش لما حدث في الرس لما أريق من دم حرام وكم تعطلت المساجد والمدارس أياماً وترك الناس منازلهم بسبب هذا الإفساد وهو حدث جلل يقرع فوق رؤوسنا ناقوس الخطر، ويدعونا إلى الالتفاف حول علمائنا والتشبث بهدي سلفنا الكرام في اجتناب الفساد والفتن وما ينشأ فيهما من أراجيف وأكاذيب وبلايا والتكاتف مع رجال الأمن والدعاء لهم وهم يواجهون مثل هذا الخطر ولا شك أنا رأينا بعض الشباب الذين لم يأخذوا العبرة مما حدث في تفجيرات سابقة ولم يستمعوا لقول العلماء في هذه الأحداث والفرص المعطاة لهم مما أدى بهم إلى الاستمرار في الطريق المخالف لشرع الله تعالى، وان مهمة انتشالهم من هذه الأفكار والتبيين لهم ولغيرهم ممن يظن سلامة طريقهم ومنهجهم هو واجب علينا والصراحة والصدق معهم واجب على كل من يريد وجه الله ويحرص على قطع الطريق على من يتربص بالدين وأهله ويشوه سمعة الإسلام ويستر محاسنه وينتسب إلى الجهاد وهو منه براء ولذلك فإن الصراحة مع الشباب في مثل هذه الأمور لهي من العوامل الأساسية في الإصلاح أما المجاملة وعدم الوضوح فهو شراكة في الجريمة بعد وضوحها.. ولذلك فإنا نقول لإزالة بعض الإشكاليات الفكرية لدى الشباب: إن سلامة قصدهم لا تعفيهم من أخذ الدين بكامله وإجماله واعمال النصوص الشرعية جميعها دون تعطيل بعضها يقول الله تعالى:)يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ ادْخُلُواْ فِي السِّلْمِ كَآفَّةً وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ) (208) سورة البقرة.)
أخي الشاب:
اتق الله تعالى أن تلقاه وفي عنقك أنفس مسلمةً معصومة.. وأمن متهاون فيه وأموال مسلمة معصومة أو ذرائع اوجدتها لأهل الكفر يتسلطون بها على أهل الإسلام أو أسباب يفرح بها أهل النفاق ليحاربوا بها الدعوة إلى الله عز وجل، ولا شيء حصلته وراء ذلك إلا موت عدد من الناس كلهم من معصومي الدماء: إما مسلم نذر نفسه للمحافظة على أمن البلاد والعباد أو معاهد، ثم يكون المرء قد ختم حياته بمجموعة من الكبائر المحرمة في شرع الله، من إفساد لدين الله وتمكين للمعتدين وترويع للآمنين فأي مصالح حققوها بل أي مفاسد أوجودها لم تكن موجودة.. ولازلنا والله نستغرب كل يوم كيف يوجد من يتعاطف مع مثل هذا الفكر.
أخي الشاب:
إن هؤلاء الذين ألهبوا مشاعرك في الخارج والداخل ثم وجهوها في ذلك التوجيه الخاطئ لن يغنوا عنك من الله شيئاً إن لم تعمل العمل وأنت على بصيرة واضحة في دين الله وحذر شديد من التعرض لمقت الله و غضبه؛ بإراقة الدماء وإفساد الأمن والذهاب إلى مواقع الفتن والشقاق بلا بصيرة أو روية. وهذا ما رأيناه في غير ما موقع في بلاد المسلمين بدأ من أرض مصر إلى الجزائر ثم بلادنا ويجب أن نعلم أن هذا العمل خيانة وغدر قال الله تعالى:(إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ خَوَّانًا أَثِيمً(
(107 )سورة النساء، وترويع للآمنين.
إخوتي: إن هذا الإجرام تحاربه مناهج التعليم لدينا ويحاربه علماء هذه البلاد، ويحاربه أئمة الحرمين الشريفين ويحاربه مجتمعنا ككل، والمناهج الدينية لدينا مبنية على قول الله الحق، وعلى قول رسول الله صلى الله عليه وسلم الحق، والحق خير كله للبشرية، ولا يترتب عليه باطل، وإذا شذ في الكفر شاذ فشذوذه على نفسه، كما هي القاعدة في الإسلام قال الله تعالى:(وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى)(15) سورة الإسراء)
وقال تعالى:(وَمَن يَكْسِبْ إِثْمًا فَإِنَّمَا يَكْسِبُهُ عَلَى نَفْسِهِ) (111) سورة النساء) وهل يلقى باللوم على النحل كله إذا جنت اعداد منه ثمرةً سامة.وولاة أمر هذه البلاد بالمرصاد لمن يسعى بالقتل والتدمير أو الإفساد الذي يستهدف الأمن، انطلاقاً مما توجه الشريعة الإسلامية من الحفاظ على دماء الناس وأموالهم وحقوقهم، ينفذون به ما تحكم به الشريعة لكن العلاج الأمني على أهميته ليس كافياً في علاج هذا الإجرام بل لابد من التكاتف واقامة شرع الله وتجنب منكرات الأخلاق ففي ذلك النجاح.أيها الناس، إن أمن بلدكم واجب على الجميع ويجب شرعاً على من علم أحداً يعد لأعمال تخريبية أن يناصحه ويؤدبه أو يخبر عنه لكف شره عن الناس، ولا يجوز التستر عليه. ونحذر بعض الشباب المغرر بهم من الفكر الخارجي الذي يكفر الأئمة ويكفر من لم يوافقه، فقد امر الله بطاعة ولي الأمر في غير معصية، قال الله تعالى:(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ) (59) سورة النساء( وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (من كره من أميره شيئاً فليصبر، فإنه من خرج من السلطان شبراً مات ميتةً جاهلية) رواه البخاري.وانظر كيف ذم النبي - صلى الله عليه وسلم - الخوارج غاية الذم في قوله صلى الله عليه وسلم:( تحقرون صلاتكم مع صلاتهم، وصيامكم مع صيامهم، وقراءتكم مع قراءتهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية) فتلقي الكتاب والسنة على الراسخين في العلم والتمسك بفهم السلف الصالح
رضي الله عنهم هو المخرج من الفكر الضال والغلو الخطر.

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved