في مثل هذا اليوم من عام 1933 وبعد شهور قليلة من وصوله إلى الحكم عبر الانتخابات قرر الزعيم الألماني النازي أودولف هتلر حظر كافة النقابات العمالية في البلاد باعتبارها بؤرا للشيوعيين الذين كان هتلر يحملهم كل ما حاق بألمانيا من نكبات منذ الهزيمة في الحرب العالمية الأولى. وكان الاقتصاد الألماني قد تعرض لسلسلة من الضربات المتلاحقة بسبب التعويضات الضخمة التي فرضت على ألمانيا بموجب معاهدة الاستسلام في الحرب العالمية الأولى المعروفة باسم معاهدة فرساي مما أدى إلى عدم استقرار سياسي، ثم تعمقت هذه الأزمات سنة 1929عندما تعرض العالم لأزمة اقتصادية طاحنة بدأت في الولايات المتحدة، وانتقلت منها إلى جميع دول العالم، إلا أن ألمانيا كانت معاناتها أشد؛ إذ توقفت أغلب مصانعها، وزاد عدد العاطلين بها عن ستة ملايين عامل، وانتشرت روح القلق والسخط في نفوس العمال، وخرجت المظاهرات ترفع الأعلام الحمراء التي كانت تعبر عن الشيوعية؛ فتطلعت الأنظار إلى حزب العمال الاشتراكي الوطني (النازي) الذي يرأسه أودلف هتلر، وانضم إليه الجنود القدامى، وكثير من أرباب المهن، وأُعجب هؤلاء بالنازية التي تنادي بتوحيد الألمان في دولة واحدة تتساوى مع الدول الكبرى، وإلغاء معاهدات الصلح المهينة، وإبعاد اليهود والأجانب من الحياة الاقتصادية والاجتماعية في ألمانيا، واتخذ هذا الحزب من شارة الصليب المعقوف رمزاً له. وقد تضاعف عدد النازيين أثناء الأزمة الاقتصادية، فحصل حزب هتلر على المركز الثاني في مقاعد (الرايخستاج) (البرلمان) عام 1930 ثم حصل هتلر على أغلب الأصوات 24 مليون صوت في انتخابات 1932وتولى منصب المستشارية أي رئاسة الوزراء في ألمانيا في يناير 1933م. ولم يكد يتسلم مهام منصبه حتى عزم على السيطرة على زمام الحكم في البلاد، فاستصدر أمراً بحل البرلمان والدعوة إلى انتخابات جديدة، وبدأ في عملية إرهاب ضد أعدائه ومعارضيه - خاصة الشيوعيين - ثم أعلن أن الحزب الوطني الاشتراكي النازي هو الحزب القانوني الوحيد في البلاد، ثم تولَّى سنة 1934منصب الرئاسة في ألمانيا مع احتفاظه بمنصب المستشارية، وكان ذلك تمهيدا لطريق الحرب العالمية الثانية.
|