مضت كأنها الدهر كالأطواد مُثقلة
بكل جرح من الأحزان في كبدِ
ما بل يومًا جروحي كيفما هتفت
سنلتقي لا ترع يا سيدي بغدِ
كم أسمعتني لحون الصبر سيدتي
ونحن نشكو النوى والشوق في جلدِ
مضت وكل كؤوس البين مفعمة
التوق بالوجد بالآهات بالكمدِ
مضت تجر خفوق القلب في صلف
على قتاد الجوى المشبوب في حردِ
آهٍ علي عليها من لظى شجنٍ
أضنى الليالي وأضنانا فلم نعدِ
يمضي علي عليها الليل من ولهٍ
يجترنا السهد والتبريح في الخلدِ
مضت وكل جروح القلب نازفة
قد آدها البين أعوامًا بلا عددِ
كم أرقتني ليالي البعد مذ بعدت
بي الديار كما لو كنت في الصفدِ (1)
إني لأذكر أيامًا لنا سلفت
نعب كأس الهوى من وامقٍ لصدِى
فكم شربنا كؤوس الحب مترعة
بالعشق بالبوح بالأشراق بالبردِ
وكم سهرنا وراح العشق يسكرنا
صرفًا معتقة من صفو مبتردِ
وكم تهادت خطانا نحو رابية
فيها التقينا هوانا كيفه الخددِ (2)
آهٍ من البين كم أشقى تولهنا
يا ليت كل حروف البين لم تردِ
هاتي رضابك يا أغلى مدللة
أروي شفاهي فقد روعت من أودِى
هاتي كؤوسك كم كنا معًا أبدًا
خدًا لخد وروحات يدًا بيدِ
هاتي (سلامك) في الأحلام أن هدأت
نفسي إلى النوم بعد السهد أن يردِ
أحلام يقظان قد أنسيت من شغف
أني الأسير لسهد طال كالأمدِ
فلتغفري لهفتي إن جن من وله
قلبي المعنى وعذري فاض بي جلدِى