* فلسطين المحتلة - بلال أبو دقة - نائل نخلة: رأى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الخميس خلال زيارته إلى إسرائيل أن ثمة (فرصة) اليوم لوضع حدّ للنزاع الإسرائيلي - الفلسطيني عن طريق الحوار، داعياً إلى تعزيز التعاون ضد الإرهاب بين بلاده وإسرائيل. وقال للصحافيين قبل لقاء مع الرئيس الإسرائيلي موشي كاتساف: (تتوافر فرصة اليوم لوضع حد للنزاع الإسرائيلي - الفلسطيني الطويل. ويكمن حل هذا النزاع بمتابعة الحوار الذي بدأ أخيراً). وهذه الزيارة هي الأولى لرئيس روسي إلى إسرائيل. وقد أعلن بوتين من جهة ثانية تأييده تعزيز التعاون بين بلاده والدولة العبرية في مكافحة الإرهاب. وقال: (علينا أن نعزز التعاون في مواجهة التحديات الحديثة مثل الإرهاب والتطرف). وأضاف: (اليوم يجب الإعلان أنه لا مكان في هذا العصر لكره الأجانب ومعاداة السامية). وقال الرئيس الإسرائيلي من جهته قبل بداية اللقاء: (إن واجبنا المشترك يكمن في مكافحة العداء المتزايد للسامية والإرهاب المدمر الذي يشكل خطراً على كل الدول الطامحة إلى السلام والديموقراطية). وأعلنت السلطة الفلسطينية - على لسان مصدر مسؤول - ترحيبها بدعوة الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، إلى عقد مؤتمر دولي في موسكو سعياً للتوصل لتسوية للصراع الفلسطيني - الإسرائيلي، فيما أبدت إسرائيل تحفظها إزاء هذه الدعوة التي أطلقها بوتين من مصر، قبل وصوله إلى إسرائيل، مساء الخميس، في زيارة تستغرق يومين. وقال د. نبيل شعث نائب رئيس الوزراء الفلسطيني وزير الإعلام: (إننا نؤيد الاقتراح تماماً)، مضيفاً أن المؤتمر يتماشى مع خريطة الطريق التي تدعمها الولايات المتحدة وتدعو لقيام دولة فلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة. وكان بوتين قال في مؤتمر صحفي عقده في القاهرة: (نقترح عقد مؤتمر دولي في موسكو في الخريف المقبل تشارك فيه جميع الدول المعنية ورباعي الوساطة). وأضاف: إن رباعي الوساطة الذي يضم روسيا والولايات المتحدة والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي سيجتمع في موسكو في الثامن من مايو - أيار على مستوى وزراء الخارجية. ولم يذكر بوتين الذي ظهر إلى جوار الرئيس المصري حسني مبارك، تفاصيل عن الاقتراح الروسي، ولكنه قال إن خبراء على مستوى رفيع سيجتمعون وإن روسيا ستجري أيضاً اتصالات تحضيرية بشأن مستوى المشاركين وجدول الأعمال. ومضى يقول: (أعتزم بحث هذه الفكرة مع زملائي الآخرين الراغبين في دفع عملية السلام في الشرق الأوسط إلى الأمام). وأضاف أنه سيتحدث عن هذا الأمر مع رئيس الوزراء الإسرائيلي أرييل شارون. وقال: إن عملية السلام في الشرق الأوسط لا بد أن تستند إلى قرارات الأمم المتحدة وإلى خطة سلام (خريطة الطريق) التي وضعها رباعي الوساطة. وتوجه بوتين إلى إسرائيل والأراضي الفلسطينية بعد قضاء 24 ساعة في مصر في أول زيارة يقوم بها زعيم روسي أو سوفياتي إلى مصر منذ 40 عاماً.. ومن المتوقع أن يحتل الخلاف الإسرائيلي - الروسي حول صفقة الصواريخ الروسية - السورية، والدعم الروسي لإنشاء مفاعل نووي في إيران، مركز الصدارة في المباحثات التي سيجريها الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، أرييل شارون. وكانت إسرائيل وواشنطن قد طالبتا روسيا بإلغاء صفقة الصواريخ المضادة للطائرات التي وقعتها روسيا مع سوريا بزعم أن هذه الصواريخ قد تستخدم للتعرض للطائرات الإسرائيلية، إلا أن بوتين ردّ على إسرائيل قائلا: إن الصفقة وقعت ولا يمكن التراجع عنها، مضيفاً أن الصواريخ ستمنع الطائرات الإسرائيلية من التحليق فوق قصر الرئيس السوري في دمشق. كما دافع بوتين عن حق إيران في إنشاء مفاعل نووي لاستغلاله للطاقة الكهربائية. ويغادر بوتين اليوم الجمعة إلى رام الله لالتقاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس. وقال د. ناصر القدوة، وزير الخارجية الفلسطيني: إن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس سيلتقي الرئيس الروسي فلادمير بوتين اليوم في رام الله في أول زيارة لرئيس روسي إلى المناطق الفلسطينية. وأكد وزير الخارجية الفلسطيني في بيان صادر عن مكتبه، وصلت (الجزيرة) نسخة منه: إن زيارة الرئيس بوتين تكتسب أهمية خاصة وكبيرة في ظل الأوضاع السياسية التي تعيشها المنطقة، مشيرا إلى أن الجانب الفلسطيني سيناقش مع الرئيس الضيف سبل التنسيق المشترك لدفع عملية السلام إلى الأمام وتطبيق خريطة الطريق واعتبار الانسحاب الأحادي لقوات الاحتلال من قطاع غزة جزءاً منها، مؤكداً أهمية الدور الروسي في عملية السلام خاصة أنها إحدى الدول الراعية لها وشريك أساسي في اللجنة الرباعية التي تتابع العملية السلمية الآن. ووفقاً للدكتور ناصر القدوة فإن السلطة الفلسطينية ستطلب من روسيا العمل مع المجتمع الدولي على تطبيق قرارات الشرعية الدولية، وإجهاض خطوات إسرائيلية أحادية الجانب تحاول فرض الأمر الواقع من جانبها على الأرض، ووقف بناء الجدار الفاصل الذي ترسم إسرائيل من خلاله حدود الكيان الفلسطيني، مجدداً تمسك السلطة بإقامة الدولة الفلسطينية على حدود عام 1967م. وأشار وزير الخارجية الفلسطيني إلى أن زيارة الرئيس بوتين ستتوج بتقديم دعم روسي في عدة مجالات وفقاً للاحتياجات الفلسطينية وخصوصاً في المجال الأمني بعد الدمار الكبير الذي لحق بكل القطاعات الفلسطينية، موضحاً أنه سيجري لقاءات سياسية مع وزير الخارجية الروسي الذي يرافق مع وفد روسي الرئيس بوتين في جولته الشرق أوسطية الأولى لرئيس روسي منذ زمن طويل. وقال القدوة: إضافة إلى برنامج الرئيس الروسي السياسي فإنه سيضع إكليلاً من الزهور على ضريح الرئيس الراحل الشهيد ياسر عرفات الذي ربطته علاقات تاريخية بروسيا.
|