* حوار : نبيل العبودي سجَّل الأمير محمد بن فيصل رئيس نادي الهلال نجاحاً لافتاً في فترته الرئاسية التي لم يمض منها إلا عشرة أشهر حقَّق الهلال خلالها العديد من الإنجازات لا سيما في اللعبة الشعبية الأولى كرة القدم وعلى المراحل والأصعدة كافة.. ونال سموه خلال هذه الفترة رضا الهلاليين كافة الذين ثمَّنوا له هذا الجهد الكبير والعمل الدؤوب الذي قدَّمه للنادي، إضافة إلى قدرته على إيجاد الموارد المادية الكافية للنادي؛ وهي العقبة الكؤود التي تقف أمام أي إدارة لأي نادٍ. (الجزيرة) التقت سمو الأمير محمد بن فيصل في حوار يتحدث عن حاضر الهلال ومستقبله وطموحات سموه مع النادي، ولا سيما بعد تجاوزه فريق الوداد المغربي وتأهله لنصف نهائي دوري أبطال العرب. لن نطيل عليكم ونترككم إلى هذا الحوار المثير والمهم مع سموه.. فإلى التفاصيل: *** * بداية ما الشيء الذي عملته الإدارة حتى تغيِّر حال الهلال عما كان عليه الموسم الماضي إلى ما أصبح عليه الفريق الكروي الآن وفي هذا الموسم؟ - العمل ليس عمل الإدارة وحدها فما تشاهدونه الآن هو بتكاتف جهود الجميع والكل عمل كيد واحدة منذ اختيار الجهاز الفني المناسب للمرحلة إضافة إلى تجاوب اللاعبين وحماسهم وانضباطهم الانضباط غير العادي وحرصهم، وكذلك وقفة أعضاء الشرف وصبر الجماهير على الفريق، حيث البداية كانت متعثرة والتي كانت متوقعة كونك كنت تحتاج إلى بناء كثير من الأمور التي تهم الفريق وتجعله مهيأ للبطولات والعودة لا لكي تؤثّر في الفريق مثل بناء فريق كعناصر إعادة الروح المفقودة لإعادة الجماهير. * وماذا تقصد بالجماهير؟ - المعروف عن الجمهور الهلالي حبه للفريق وبشكل كبير وهذا الحب يجعل العاطفة تتغلب على المشاعر والحب للفريق الأمر الذي يجعله لا يرضى بابتعاده عن المنصات وإن كان الهلال لم يغب عن المنصات كثيراً وما حدث العام الماضي هو أنه لم يحالفه التوفيق ولو كنا واقعيين قليلاً، نعم الهلال لم يحدث في تاريخه أن خسر بالخمسة فهذا أمر غير طبيعي. * إذاً بماذا تفسِّر تلك الخسائر الكبيرة وبتلك النتائج؟ - أنا لا أبرر تلك الخسائر وأنها غير طبيعية فقط وليست بسبب أخطاء مدرب، فهناك جانب كبير من عدم التوفيق وما حدث العام الماضي هو أن اللاعبين أنفسهم لم يكونوا مقتنعين بالمستويات التي يقدّمونها وهذا يعني أن الفريق كان يفتقد للروح القتالية أيضاً داخل الملعب. * أبو سلطان جاء اختيارك لأعضاء مجلس الإدارة العاملة معك من الشباب هل قصدتم من ذلك شيئاً أم هو تحدٍ لإعادة الزعيم للمنصات بتلك الوجوه الشابة أيضاً من الإدارة؟ - دعني أقول لك شيئاً وبكل أمانة أنا اخترت تلك الأسماء وأنا حقيقة لا أعرفهم جيداً قبل اختياري لهم ولكنني كنت أسمع عن الأدوار التي كانوا يقومون بها من قبل ولكن كما هو معروف عندما يكون لديك شباب مثقف ومتعلم ويحب النادي ولديه مقدرة على العمل والإنجاز فهذا شيء جيد، وبكل صراحة أُعطينا نحن الشباب وأنا أحد هؤلاء الفرصة من قبل أعضاء الشرف وترشيحهم لنا كمجلس لإدارة النادي، وما يقدِّمه هؤلاء الشباب من عمل يشكرون عليه وذلك من خلال وجودهم شبه اليومي بالنادي، عمل خرافي بدون استثناء سواء نائب الرئيس أو أمين عام النادي أو الإخوة الأعضاء الآخرون وبخاصة الأخ عثمان الحصيني، فرغم مشاغله الدائمة فهو دائم التواصل معنا ونحن كشباب نعمل ونعلم بأن لدينا أخطاء ولكننا حريصون على أن تظهر تلك الأخطاء لتداركها فنحن لسنا متشبثين برأي واحد، فنحن نعمل بكل ما نملك من أجل الصالح العام، وحقيقة وبدون مجاملة أعتقد أن أعضاء مجلس إدارة الهلال مكسب للكرة السعودية ومن معاشرتي لهم خلال هذه الفترة أشهد لهم بالإخلاص والتفاني في العمل. ولدينا سياسة في العمل، فهناك عدة أمور لم تظهر للإعلام، وهناك العديد من المشاكل التي احتويناها ولا نزال نعمل وهذا مبدأ لدينا وهو الاستماع للرأي والرأي الآخر وهذا من الأسباب التي ساعدت على النجاح. * من نشاهدهم الآن من لاعبين في الفريق هم أنفسهم اللاعبون الذين مثّلوا الفريق في الموسم الماضي ولكن صورة الفريق اختلفت فما الشيء الذي اختلف حتى تحول الفريق بتلك الصورة؟ - كما هو معروف فإن أهم شيء هو ظهور الفريق والفريق لا يظهر إلا عندما يجد دفعة قوية تساعده على هذا الظهور سواءً من إدارة النادي أو المدرب والجهاز الفني والإداري وحتى الجمهور بحيث يعرف كيف يحتوي الفريق وعندما يعطى فرصة ودفعة معنوية يظهر.. وما حدث في الموسم الماضي عطفاً على عدم التوفيق افتقاد الفريق للروح وبعض الأمور التي ساهمت في إحباط الروح المعنوية لدى اللاعبين ووجوب اتباع مبدأ الثواب والعقاب وأمام الجميع ليكون قدوة لزملائه الآخرين فلا بد من الإنصاف والعدل وهذه نقطة مهمة، فالنجم الذي يؤدي بإخلاص لا بد أن يكافأ وليس من اللاعبين الـ11 الذي يمثِّلون الفريق فقط، فالجميع شاهد الفريق هذا الموسم وقد مثَّله أكثر من 40 لاعباً على مدى منافسات الموسم جميعها. ويجب أن أعترف لك بشيء نحن في بداية الموسم عانينا مع اللاعبين، حيث كانت لدينا 4 مجموعات من اللاعبين، فهناك اللاعبون الشباب الصاعدون ومجموعة الأولمبي وكذلك مجموعة اللاعبين المحترفين، وأخيراً اللاعبون القادمون من خارج النادي تلك المجموعات عانينا معهم قليلاً من حيث الفوارق السنية والفوارق الفنية وغير ذلك وكيف نوجد التجانس بين تلك المجموعات لأن التجانس هو أهم عامل لتحقيق النتائج ولكننا حقيقة تفاجأنا وخلال أسبوعين فقط بأن الجميع أصبح فريقاً واحداً حتى المدرب وجد صعوبة في اختيار إيجاد الفريق الذي يمثِّل النادي في المنافسات؛ وذلك حدث من اللاعبين أنفسهم، فنحن كإدارة لم نعمل أي عمل خارق وما حدث كان من اللاعبين أنفسهم وطموحهم للوصول إلى المستوى المقنع وليس تمثيل الفريق فقط. * بما أنك تحدثت عن اللاعبين القادمين من خارج النادي فلا أحد ينكر أن صفقة اللاعب عبد اللطيف الغنام تعد من أقوى الصفقات المحلية وأنتم أعلنتم بأنها لن تكون الأخيرة وأن هناك مفاجأة للهلاليين في القادم من الأيام فما هذه المفاجآت التي تعدون بها هل هناك لاعبون جدد سيتم جلبهم؟ - سأكون صريحاً جداً معك وبكل أمانة فإذا كان الفريق يحتاج إلى جلب لاعبين فأنا لن أتوانى في ذلك ولكن لا بد أن يكون هناك دعم كبير للنادي حتى نكون قادرين على ذلك، وهنا أشدد على وقفة أعضاء الشرف الذين لم يقصّروا مع النادي لحظة وكانت لهم أيادٍ بيضاء في ذلك ولكن لا بد لنا من إيجاد طريقة أخرى لتدر على النادي.. ولأكون صريحاً أكثر فالدخل يأتي من ثلاثة عوامل رئيسية النقل التلفزيوني والإعلانات والحضور الجماهيري وهنا يجب أن أشدد وبقوة على الحضور الجماهيري فهذه العوامل الثلاث ستساعد النادي على حل كثير من المشاكل المالية. * ولماذا جاء تركيزك على الدخل الجماهيري أو الحضور الجماهيري بالذات؟ - لأنه وحقيقة النقل التلفزيوني حصلنا ونحصل على حقوقنا المالية من قبل الرئاسة العامة لرعاية الشباب حول النقل أولاً بأول والإعلانات نحن أفضل من كثير من الأندية الأخرى حصلنا على العديد والعديد من العقود الإعلانية ولكن الدخل الجماهيري كان هو الآخر له دور كبير، وعلى سبيل المثال مباراتنا الأخيرة أمام الوداد في الرياض حصلنا على تسعين ألف ريال من الدخل وكانت تلك لها دور في حل العديد من المشاكل المالية فإذا كان ذلك من مباراة واحدة فماذا سيكون الحال في مباريات الفريق خلال هذا الموسم، فالدخل سيحل جميع مشاكلنا المالية، حيث جاءت تلك المبالغ ونحن في أمس الحاجة لها فعند نهاية الموسم سنجد لدينا ملايين الريالات لحل مشاكلنا. كذلك الجماهير تطالب أعضاء الشرف بالدعم المستمر وحضورها للمباريات هو الآخر أحد عوامل الدعم المادي للنادي. وللحقيقة هذا الموسم الدخل الجماهيري لأربع مباريات فقط أنقذ النادي مادياً وهذا شيء يجب أن أعترف به. * ولكن لوحظ عليك عتبك على الجماهير الهلالية هذا الموسم رغم حضورهم في بعض المباريات حضوراً مكثفاً نوعاً ما؟ - أنا لا أعتب على الجماهير الهلالية على الإطلاق؛ لأنني أعلم جيداً بأن تلك الجماهير تحب النادي حباً شديداً وقوياً، حب من القلب ودليل ذلك عند خروج الهلال من أي بطولة تجدهم ينتقدون الفريق لمدة طويلة لأنهم يعتبرون ذلك من الأمور الغريبة والتي قلما تحدث في الهلال ولهذا أنا لا أعتب على الجمهور، بل على العكس أنا أعتبرهم وقود النجاح وحضورهم عامل رئيسي لتحقيق البطولات وتواصل الألقاب ولكن ما يحدث أنني عندما أواجه الاتحاد مثلاً في لقاء مهم كلقاء دور نصف النهائي، وأنا قد حققت أكثر من انتصار مهم ولا أجد الجماهير تحضر وتؤازر فهذا شيء يحز في النفس حقيقة لأنني أعرف بأن جماهير الهلال عندما تحضر سيكون لها كلمة الفصل في كل لقاء يخوضه الفريق، ومباراة الوداد دليل كبير على ذلك، فجماهير الوداد على الرغم من إخفاقات فريقها حضرت قبل المباراة بساعتين وكانت تؤازر وتساند الفريق بكل قوة وهذا ما نريده من جماهير الهلال أيضاً لا أريد أن نصدم بعد كل هذه الانتصارات ولا نجد الحضور الذي نطمح إليه. فالبطولات الهلالية جميعها كانت بتوفيق الله ومن ثم بوقفة الجماهير.. وحقيقة يجب أن نعترف بأن حضور مباراة الوداد في لقاء الذهاب بالرياض كان مقنعاً لنا كهلاليين لأننا نعرف الظروف التي صاحبت المباراة، فالوقت لم يكن مناسباً لتزامنه مع فترة الامتحانات ولكن الحضور كان مشرِّفاً لنا وأحرجنا، واللاعبون أنفسهم في لقاء الإياب كان لديهم الشعور بعدم الخسارة والتأهل من أجل تلك الجماهير فقدَّموا المستوى المشرِّف من أجلهم. * إذاً أنتم كنتم تقولون إن هذا الموسم هو موسم بناء وكنتم تطالبون بالصبر وإن لم تحققوا فيه أي بطولة.. ولكنكم حتى الآن حققتم بطولتين هل كان ذلك مقدمة لإخماد فورة الجماهير في حالة عدم تحقيقكم أي بطولة؟ - لا، ليس كذلك ولكن الحقيقة أننا بالفعل نعتبر هذا الموسم هو موسم بناء لأن هناك عدد كبير من اللاعبين صغار السن ولا يمكن أن نطالبهم ببطولة في هذا الوقت، ولكن كما قلت سابقاً بأن اللاعبين كان لديهم الإحساس والروح والإصرار على تقديم صورة مغايرة لما ظهر به الفريق الموسم الماضي وهذا بالفعل ما حدث وكان نتاجه بطولتين وما زلنا ننافس على جميع البطولات، بل نحن الآن أفضل حالاً من البقية وما زلت أؤكد أن هذا الموسم هو موسم بناء والقادم سيكون أفضل بمشيئة الله. والهلال عوَّد جماهيره وأنصاره ومحبيه على أن غيابه لا يطول عن المنصات والنجوم حتى وهم صغار ينشؤون على حب الذهب ومنصات التتويج. * بعد تأهلكم إلى نصف النهائي العربي أمامكم يوم الثلاثاء لقاء مهم أمام الاتحاد في نصف نهائي كأس سمو ولي العهد وهو لقاء مهم كيف تنظر لهذا اللقاء؟ - لا شك أن هذا لقاء قوي ومهم للغاية، وما أتمناه من الجماهير أولاً أن أرى استاد الملك فهد الدولي ممتلئاً لأن الفوز في هذا اللقاء بنتيجة جيدة سيريحنا في لقاء الإياب وبالتالي سيسهل من وصولنا إلى النهائي ونحن حريصون كل الحرص على أن نقدِّم صورة جيدة والصورة الحقيقية للفريق الهلالي واللاعبين حريصون على الظهور بصورة مشرِّفة في هذا اللقاء وأن يواصلوا منافساتهم على جميع الألقاب خاصة، أن فريق الاتحاد من الفرق القوية والحاضرة بقوة في جميع المناسبات وبتكاتف الجميع سنحقق بمشيئة الله النتائج المرجوة والمأمولة. وأنا شخصياً دائماً أحفز الجماهير بالحضور ولكنني أريد أن يكون رد فعل على هذا التأهل لأهم بطولتين كأس سمو سيدي ولي العهد وبطولة أبطال العرب خاصة أن لدينا الآن أكثر من مباراة حاسمة على أرضنا ويهمنا الحضور والمساندة لضمان التأهل في جميع البطولات والمنافسة على اللقب والمرحلة المقبلة من أهم المراحل التي تستوجب وقفة الجميع وتكاتف الجميع لأن لدينا ثلاث بطولات مهمة سنسعى إلى تحقيقها بدون استثناء وهذا شيء ليس بمستحيل ولكن لو حدث أن أخفقنا في إحداها فلن نقف عند هذا الحد وسنواصل حتى النهاية. * أبو سلطان رغم وصولكم إلى مرحلة متقدِّمة وتأهلكم لأكثر من بطولة في مراحل الحسم إلا أنه لا يزال هناك من هو غير راضٍ عن الثلاثي الأجنبي، أو لنكن أكثر صراحة عن الثنائي ديسيلفا وكماتشو؟ - لو نظرنا إلى تفاريس أولاً فهو يعد أحد أبرز اللاعبين المحترفين غير السعوديين هنا وهذا بشهادة الجميع، أما كماتشو فالخطة أحياناً تستوجب وجوده في مركز غير مركزه الأساسي وذلك حسب خطة المدرب ولكننا نجده في مباريات أخرى من أفضل اللاعبين الماهرين وخاصة في تسجيل الأهداف من كرات ثابتة، أما بخصوص اللاعب باولو ديسلفا فهو لاعب هداف ولكنه مرّ بظروف صعبة خلال الفترة الماضية تمر على لاعبين غيره وتؤثّر في مستواهم، ولكنه يبقى لاعباً هدافاً واستفاد منه الهلال في كثير من المباريات وأعتقد أننا مرتاحون للاعبينا الأجانب راحة كاملة، وديسلفا كان هو هداف مسابقة الأمير فيصل. * أيضاً هناك قضية أثيرت في الوسط الرياضي خلال الفترة الماضية وأعني تجديد عقود بعض اللاعبين.. ودعنا نخصص بالذات اللاعب أحمد الدوخي، فهناك من قال إنه يماطل ويساوم النادي ما هي حقيقة ذلك؟ - أولاً أحب أن أطمئن جميع الهلاليين بأن اللاعبين الذين عقودهم قاربت النهاية سنسعى إلى التفاوض معهم والتجديد وهذا أمر بمشيئة الله لن نواجه فيه أي مشكلة لأن هناك فترة تسبق نهاية العقد وهي فترة كافية للتفاوض حول التجديد. وما حدث مع اللاعب أحمد الدوخي وبكل صراحة هو أنه طلب منا التريث قليلاً حتى الانتهاء من المشاركات سواءً مع المنتخب أو النادي، فكان يطالب بالتركيز في تلك المشاركات ومن ثم الحديث عن العقد وتجديده، وأنا أيّدته في ذلك تماماً. وما قيل عن مزايداته أو رفضه المبالغ المقدّمة من النادي حيال ذلك فهذا غير صحيح على الإطلاق، فنحن لم نقدِّم له أي مبلغ معين واللاعب لم يطلب أي مبلغ مقابل التجديد وما حدث لا يمثِّل سوى اجتهادات من بعض الصحفيين.. والدوخي قدَّم مباريات كبيرة وجميلة مع الفريق خلال الفترة الماضية. * أيضاً الجماهير الهلالية والهلاليون بشكل عام يطالبون الإدارة بالتعاقد أو شراء لاعبين وسمّت أولئك اللاعبين فعلى سبيل المثال ياسر القحطاني وعبده حكمي، فماذا عن هذين اللاعبين خاصة أن هناك من يقول إن هناك مفاوضات هلالية معهما؟ - أولاً كل ما فيه مصلحة الفريق الهلالي فلن نتردد في العمل على تحقيقه وبما أنك تحدثت عن هذين اللاعبين فدعني أقول لك وبكل صراحة احتراف نادي القادسية والمبدأ الذي يعمل من أجله أمر يحتم علينا العمل به، فكما نحن نريد الكل أن يحترم النادي فلا بد لنا أن نحترم غيرنا، وهذا مبدأ نسير عليه في نادي الهلال منذ تأسيسه ونادي القادسية أعلن أكثر من مرة أنه لن ينتقل أي لاعب خلال هذا الموسم وسيكون بعد نهاية هذا الموسم حديث آخر ولذلك لا بد من احترام وتأييد القرار ولهذا لم نتقدم بأي شيء رسمي حيال ذلك حتى تنتهي المدة وعقب نهاية الموسم سيكون لكل حادث حديث. فالقحطاني والحكمي هما لاعبان في المنتخب ولا بد من التركيز ونحن نساعدهما على ذلك ولن نشتت ذهنيهما بالعقود، ثانياً القادسية كنادٍ من حقه الاستفادة من لاعبيه في هذه الفترة.. وأعيد نحن نحترم القرار القدساوي ولهذا لم يكن هناك أي مفاوضات حول ذلك وفي نهاية الموسم سيكون لكل حادث حديث سواء مع هذين اللاعبين أو غيرهما. * في موضوع آخر أبو سلطان سبق أن أعلنت أن هذا الموسم هو الموسم الذي ترأس فيه النادي والموسم القادم ستستقيل ثم عدت وقلت سأستمر هل بالفعل سيكون هذا الموسم هو الوحيد أم أنك ستستمر مع النادي؟ - أتمنى أن لا يعطى هذا الموضوع حجماً كبيراً في خضم المنافسات والمباريات التي يخوضها الفريق الهلالي في هذه الفترة والتي تعد مباريات مهمة للغاية وما لاحظته أيضاً أن موضوع بقائي أو استقالتي ربط بلاعبين، ولنكن واقعيين أكثر فعند مجيئي للهلال كان الجميع يقول إن الهلال يحتاج إلى سنين لإعادة البناء ويحتاج إلى ملايين الريالات لإصلاح كثير من الأمور ولكن قبل مجيئي فكرت في حبي للهلال قبل كل شيء ولم أفكر في نجاحي أو فشلي مع النادي لأنني كنت حريصاً على العمل من أجل النادي الذي أحببته وكان لدي طموح للعمل من أجله وكان ذلك على حساب دراستي وعملي؛ ولهذا لا أحبذ أن يعطى الموضوع أكبر من حجمه. وبصراحة لا يمكن أن أساوم من أجل استمراري ولكن استمراري كرئيس للنادي يحدده أعضاء الشرف ودعمهم المتواصل وإن كانوا لم يقصّروا معي في هذا الجانب على الإطلاق مادياً ومعنوياً.. وعموماً أنا شخص كغيري لدي بعض الظروف فلا يمكن أن أؤكّد أنني سأستمر وقد يحدث العكس أو أن أعلن الرحيل أو أستمر لموسم آخر لذلك لا يمكن لي أن أحدد ذلك الآن ولهذا سيكون القرار نهاية الموسم. * أعتقد بأن إجابتك فيها دبلوماسية؛ فهل يعني ذلك أنه خطاب موجّه لأعضاء الشرف لدعمكم في الفترة القادمة؟ - حقيقة أعضاء الشرف لم يقصّروا معي ولكنني أطمح منهم بالأكثر وخصوصاً أن الأعضاء داعمون للهلال بشكل مستمر وهم متجاوبون معي ومع الهلال كنادٍ وككيان وأعضاء الشرف وقفوا معي بكل ما يستطيعون ولا يزالون مادياً ومعنوياً ولا يمكن لي أن أضغط على أعضاء الشرف أكثر مما هم عليه الآن، فهناك من أحرجني منهم من خلال دعمه المادي الكبير والكبير جداً فلا يمكن أن أستغل قرابة البعض منهم لي للضغط عليه أكثر وخصوصاً أن دعمه من باب حبه للنادي، وبالطبع أنا أتحدث عن أكثر من شخص وليس شخصاً بذاته، فهناك من دفع مبالغ خيالية من أجل جلب لاعبين وذلك بإصرار منهم قبل أي شخص آخر من أجل دعم الهلال وكذلك دفع رواتب المدربين واللاعبين الذين تصل مرتباتهم في الشهر الواحد إلى أكثر من مليون ومائتي ألف ريال.فهناك أكثر من عضو شرف دفع مبالغ خيالية حتى الآن وخلال موسم واحد فقط ولا يمكن لي أن أحرجه أكثر أو أن أطالبه بأكثر مما هو يدفعه فهل يعقل أن أطالب شخصاً أو عضو شرف دفع للنادي في موسم واحد ما يزيد عن عشرين مليون ريال أعتقد أن في ذلك حرجاً شديداً لي. وهنا لا أعني شخصاً بعينه فجميع أعضاء الشرف بنادي الهلال دفعوا ما باستطاعتهم ولكن هناك أشخاص دفعوا الكثير والكثير ولا يزالون. * أبو سلطان أمامكم الآن ثلاث بطولات مهمة كيف سيكون حال الفريق في تلك البطولات وخصوصاً أن الإعياء بدأ يظهر بشكل واضح على اللاعبين؟ - ما يجعلنا نتفاءل بشكل أكبر هو أن لدينا الآن ثماني مباريات إذا استطعنا تجاوزها فإننا سندخل ثلاثة نهائيات دفعة واحدة وهي كأس سمو سيدي ولي العهد والمربع الذهبي للدوري وبطولة أبطال العرب، واللاعبون حريصون على الدخول في هذا التحدي وتجاوز كل الصعاب وسنعمل من أجل الفوز بها وأنا على ثقة من أننا سنحقق طموح كل الهلاليين في تلك البطولات الثلاث جميعاً. * تبنيتم في الفترة الأخيرة فكرة تكريم اللاعب عبد الله الشريدة فما الأسباب وكيف سيكون هذا التكريم؟ - التكريم هذا أقل شيء يقدَّم للاعب عبد الله الشريدة، يكفي أنه ومن أول يوم دخل النادي وحتى الآن نجده لاعباً يتمتع بالانضباط والروح والحماس والشجاعة والهيبة وجميع الصفات في اللاعب الناجح، كذلك فقد كان قاب قوسين أو أدنى من أن يفقد حياته من أجل الهلال وهذا شيء يحفظ في ذاكرة الهلال، ولهذا فالوفاء سمة الهلاليين لمن هم يستحقون الوفاء وهذا هو طبع الهلاليين بشكل عام وهو أقل ما يقدَّم لنجم كبير مثل الشريدة.. وما أتمناه أن يكون التفاعل من أعضاء الشرف والجماهير لدعم اللاعب الذي خدم النادي لعدة مواسم، وأنا أناشد أعضاء الشرف ورجال الأعمال للمساهمة معنا في تكريم اللاعب. * وكيف سيكون حفل التكريم؟ - حسب التنسيق الذي عملناه مع اللاعب عبد الله الشريدة هو اختيار الوقت المناسب له بحيث سيكون هناك تحضير مسبق لهذا الحفل التكريمي وتكريمنا له للمشوار الذي قدّمه مع الفريق الكروي منذ انتقاله للهلال. * أبو سلطان ظهرت في الفترة الماضية شائعة مفادها أن المدرب باكيتا ربما كان البديل لمدرب المنتخب كالديرون وكان ذلك قبل مواجهة المنتخب الكوري هل بالفعل جاء للنادي ما يؤكد ذلك؟ - بكل صراحة لم يأتِ لنا أي شيء حول ذلك، ولو حدث وطلب منا المدرب باكيتا فإننا في خدمة الوطن ومسخرون لخدمة الوطن فلن نتوانى عن الموافقة ولكن كل ما نعرفه هو أن المنتخب يعيش الآن فترة استقرار فني.ولكن ربما ما حدث هو ردة فعل على مباراة لعبها منتخبنا أو لتفوق الفريق الهلالي وأفضليته هذا الموسم ظهرت مثل هذه الأقاويل، أما نحن فلم يصلنا أي شيء حول ذلك. * أبو سلطان ما لاحظناه خلال مباراة الوداد وأعني لقاء الإياب في المغرب ثقتك الكبيرة في تجاوز هذا اللقاء حتى إنك كنت تقول قبل المباراة إنك تتوقع أن يسجل الهلال في الشوط الأول وهو ما جرى بالفعل ما هو مصدر هذا التفاؤل؟ - مصدر الثقة هو ثقتي الكبيرة في اللاعبين وأعرف جيداً العمل الذي نقوم به وإن كانت العاطفة تتغلب علينا في كثير من الأحيان إلا أنني هذه المرة كنت على ثقة من أن يقدِّم الفريق المستوى المأمول منه. وحقيقة عند زيارتي لسمو سيدي ولي العهد قبل المباراة وحكمته لنا أعطتني مزيداً من الثقة والأمل بأننا سنتجاوز هذا اللقاء والهلال دائماً حريص على أن لا يخيب الظن عندما يكون حاملاً للواء الوطن وسمعته التي تهمنا جميعاً كسعوديين. وأحب أن أضيف لكم شيئاً آخر قد لا يعلمه الجميع بأن اللاعبين رفضوا مكافأة الفوز لشعورهم بأن التعادل نتيجة غير مرضية وأنهم كانوا يسعون لتحقيق الفوز. * يقال إن الأمير محمد بن فيصل يهمِّش أعضاء مجلس إدارته في كثير من القرارات التي يتخذها ما هو ردك على هذا الاتهام؟ - من يقول ذلك لا يعلم شيئاً عن نادي الهلال، بل هو بعيد كل البعد عن النادي؛ فجميع قراراتنا نتخذها بالتصويت والأدلة على ذلك كثيرة وكثيرة جداً، وأعترف بأن القرار الوحيد الذي اتخذته من شخصي هو قرار إيقاف اللاعب عبد الله الجمعان وإن كان جميع أعضاء مجلس الإدارة قد وافقني على هذا القرار. * بما أنك تحدثت عن اللاعب عبد الله الجمعان ألا تعتقد بأنكم اتخذتم قراراً متسرعاً في إيقافه؟ - أود أن لا يعطى هذا الموضوع أكبر من حجمه لأن الإعلام وعقب قرار الإيقاف بدأ يعطي مساحات كبيرة لهذا الموضوع ونحن لا نريد الحديث عنه لأن القرار اتخذ ونحن نعلم لماذا اتخذنا ذلك القرار وبتلك السرعة وأعتقد أن كل شيء يخص هذا الموضوع قد انتهى، ولكن تبقى المشكلة في نادي الهلال أن كل شيء تثار منه مشكلة؛ ولهذا تعطى بعض الموضوعات أكبر من حجمها الحقيقي. * أخيراً أبو سلطان ما هو سر ظهور تلك العلاقة القوية بين نادي الهلال والرائد في الفترة الأخيرة بالذات؟ - علاقتنا بالرائد أزلية وليست وليدة الموسم أو هذا العام، ولكن ما حدث هو أن الرائد طلب من الهلال إقامة مباراة ودية وأكثر وإقامة معسكر بالنادي ورحبنا بهم كغيرهم من أندية المملكة الـ152 فنحن جميعاً نخدم هذا الوطن ولو طلب منا نادي التعاون نفس الشيء سنرحب بهم في ناديهم الثاني والهلال يفتح أبوابه للجميع حتى الأندية المنافسة لنا والرائد بحكم أننا واجهناه في مسابقة كأس سمو ولي العهد فقد أقمنا العلاقة حينها وهذا كل ما في الأمر.. وعندما بادر الأستاذ صالح المحيميد وقدَّم مكافأة للاعبين بادرنا نحن بالمثل وسنقوم بزيارة لنادي الرائد متى سنحت الظروف ونلعب لقاءً ودياً معه. * عند اجتماعكم ورؤساء الأندية بالأمير نواف بن فيصل كانت لكم مبادرة ميثاق الشرف بعدم التعرض لحكام المباريات بما يسيء لهم؟ - إذا كنت قد تقدّمت بهذا المقترح فأنا أتكلم بلسان جميع رؤساء الأندية الموجودين في ذلك الاجتماع وقد أيَّد الجميع ذلك المقترح ولهذا لا أعتبره مقترحاً من رئيس نادي الهلال فقط وإن كنت قد بادرت به فهو من أجل المصلحة العامة، ودليل ذلك أنه لم يظهر بأنه مقترح هلالي ولكنه ظهر كمقترح اتفق عليه الجميع وهو ما يعني أننا متفقون جميعاً على العمل به ولهذا لا أنسبه لي شخصياً؛ ولهذا فالمصلحة العامة كانت هي الهدف.
|