* حوار: خالد الغفيلي : يعد اللاعب يوسف الجسار من أفضل اللاعبين الذين مروا على تاريخ كرة القدم القصيمية نظراً لما يملكه اللاعب من موهبة كروية، حتى إن الجماهير القصيمية أطلقت عليه (ثنيان القصيم) لما يملكه من مهارة وحسن تصرف بالكرة وقتالية داخل الملعب وتمريراته القاتلة للمهاجمين وانضباطيته في التدريبات، فهو من اللاعبين القلائل في الملاعب السعودية.. وتاريخ اللاعب مليء بالإنجازات وخصوصاً مع فريقه السابق النجمة الذي ساهم في صعوده لدوري الدرجة الممتازة واللعب فيه لمدة عشرة أعوام، ولم يكتف بذلك، بل ساهم بوصول الفريق للمربع الذهبي في كأس دوري خادم الحرمين الشريفين عام 1418هـ لأول مرة في تاريخ النجمة وكذلك لدور الأربعة في مسابقة كأس ولي العهد في نفس العام. وبعد هبوط النجمة للدرجة الأولى انتقل للحزم وواصل تألقه الكبير وكان علامة بارزة في وسط الميدان، بل إن جماهير الحزم أطلقت عليه (الموسيقار الحزماوي)، حيث يعد أحد العوامل الرئيسية في تصدّر الحزم لدوري الدرجة الأولى والمرشح الأقوى للحصول على درع الدرجة الأولى بفضل إبداعات هذا النجم الذي خصَّ (الجزيرة) بهذا الحديث المطوّل.. فإليكم ما دار في هذا الحوار الشيق: * كيف تقيِّم معسكر الفريق الذي أقيم في الرياض؟ - انطباعي عن المعسكر كان أكثر من رائع وله فوائد عديدة ولا شك أننا استفدنا منه فائدة كبيرة وتوقيته كان أكثر من جيد خاصة أنه صادف فترة التوقف والمدرب خالد القروني عمل جاهداً على تعديل بعض الأخطاء ورفع المعدل اللياقي، إضافة إلى التنظيم الخاص بالمعسكر من نوم وأكل وكل هذه الأشياء مهمة بالنسبة للاعب الذي استفاد منها بشكل كبير، إضافة إلى معالجة اللاعبين المصابين. * وماذا عن تجربتي النصر والشباب؟ - لا شك أن لقاء النصر كان فرصة كبيرة للقروني لمشاهدة بعض اللاعبين الذين لم يتعرّف عليهم جراء ضغط المباريات واكتشاف أكثر من لاعب سوف يستفيد منهم في اللقاءات القادمة، أما لقاء الشباب فالفائدة منه واضحة وهي إيجاد الانسجام بين اللاعبين الأساسيين وتطبيق الخطة التي سوف نواجه بها فريق أبها لذلك كان القروني مركزاً كثيراً على هذا المعسكر الذي صحح به أخطاء لقاء الشعلة. * وهل خمسة أيام كافية للمعسكر؟ - أتمنى أن تكون الفائدة قد تمت والحمد لله ما لمسته من زملائي اللاعبين أنهم مسرورون من المعسكر وإقامته في هذا الوقت. * ما أسباب خسارتكم الثقيلة من الشعلة؟ - لا أعرف الأسباب ولكن أعتقد أن الفريق لم يوفّق في هذا اللقاء إطلاقاً وما حدث في لقاء الشعلة لا يُصدّق! * وضّح أكثر؟ - بكل صراحة الشعلة فاجأنا بمستواه المغاير لما ظهر به في المباريات السابقة، إضافة إلى أنه استفاد من الأخطاء التي حدثت من فريقنا أثناء المباراة وسجّل منها ثلاثة أهداف. * ولكن هناك من يقول إن الفوز على الحمادة بسبعة أهداف أحد الأسباب التي أدت لهذه الخسارة القوية؟ لا أعتقد ذلك إطلاقا؛ لأن الحزم لديه لاعبون كبار وكانوا نجوماً ومروا على المنتخبات لذلك لا أظن أن يفكروا بهذا الشيء، والذي اتضح لي أن اللاعبين لم يدخلوا جو المباراة، إضافة إلى الأخطاء الواضحة التي استغلها لاعبو الشعلة وسجّلوا ثلاثة منها أهداف. * تقصد أخطاء الدفاع والحارس؟ - لا أقصد ذلك، بل أخطاء كل اللاعبين لأننا نتحمل جميعاً هذه الخسارة وليس هناك لاعب بعينه لأن الكل يتحمل الخسارة كما هو الفوز ونحن فريق واحد يكمل بعضنا بعضاً. * ما هي أسباب اختفائك في بداية الدوري وتألقك في نهايته؟ - البداية كان كل الفريق لم يقدِّم مستوى رغم أنه يفوز وبعد حدوث الانسجام والثبات على تشكيلة واحدة ظهر الجسار كما يعرفه الجمهور بعد أن أخذت الفرصة وهذا ما منحني الثقة وأتمنى أن أستمر على ذلك. * الذي أقصده أنه في بداية الدوري كنت خارج التشكيلة، أما الآن فأنت من الركائز الأساسية بالفريق؟ - في بداية الدوري وضعني المدرب في مركز لا أرتاح له ولا أعطي فيه، إضافة إلى أن اللاعب أحياناً لا يحالفه التوفيق وكذلك الثقة في بداية مشوار أي لاعب مهمة وهذا ما افتقدته في أول أيامي مع فريق الحزم والحمد لله الآن الأمور تغيَّرت والكل شاهد يوسف الجسار بمستواه الحقيقي، وأتمنى أن أقدِّم أكثر من ذلك في سبيل صعود الحزم للممتازة ولنقدِّم ذلك لعضو الشرف الفعَّال خالد البلطان الذي قدَّم لنا كل شيء ولم يقصِّر معناً أبداً. * عاصرت ثلاثة مدربين في الحزم حمادة صدقي والمنذر العذاري وأخيراً خالد القروني.. فكيف تصف لنا تجربتك مع كل مدرب؟ - اعتبرها تجربة ناجحة رغم تفاوت النجاحات من مدرب إلى آخر، وكل مدرب له طريقته وأسلوبه وأنا بطبعي لا أحب أن أتحدث أو أقيِّم المدربين لأنني لاعب كرة قدم، وبصفة عامة كل المدربين الذين ذكرتهم حققوا مع الحزم نتائج إيجابية والدليل أن الحزم حافظ على صدارة دوري الدرجة الأولى رغم تعاقب ثلاثة مدربين وهذا يدل على أن المدربين كانوا جيدين مع الفريق، وهنا أود أن أقول رغم أن الفريق يفوز إلا أنه لم يصل إلى المستوى المطلوب. * نفهم من كلامك أن الحزم بعيد عن مستواه الحقيقي؟ - الحزم يملك الكثير والكثير ولديه نجوم ولا ينقصه سوى الانسجام لأنك تعرف أن الحزم بين الفترة والأخرى ينضم إليه لاعب أو لاعبان وهذا يحدث قلة انسجام لدى الفريق رغم ما فيه من إيجابيات بدعم الفريق وتقويته إلا أن ذلك على حساب الانسجام بين اللاعبين. * وهل أثَّر تغيير المدربين على الفريق؟ - الحمد لله التغيير كان لصالح الحزم واستبدال المدربين كان إيجابياً بالنسبة للاعبين ولم يؤثِّر ذلك، بل ساعد على تقديم العطاء والحمد لله أن الحزم يحقق الفوز مع كل مدرب وهذا عائد بالدرجة الأولى للعناية الكبيرة والفائقة التي يحظى بها الحزم من قبل عضو الشرف خالد البلطان الذي ظل وما زال معنا في كل صغيرة وكبيرة لذلك نحن اللاعبين لم نتأثر بتغيّر المدربين واستفدنا منهم بلا شك. * وماذا عن المدرب الوطني خالد القروني؟ - شهادتي فيه مجروحة فهو من خيرة المدربين الذين أشرفوا على تدريبي واستفدت منه الكثير فهو كالأخ لنا وعرف كيف يوظِّف اللاعبين وبصماته بدأت تظهر على الفريق. * الكل يتساءل عن سرِّ عدم انضمام الجسار للمنتخب السعودي رغم المستويات التي كنت تقدِّمها مع النجمة؟ - هذا سؤال أرجو أن توجهه للمسؤولين عن شؤون المنتخب فهم الأعرف بسرِّ عدم ضمي للمنتخب الوطني الذي اعتبره شرفاً كبيراً لكل لاعب وهو الأمنية التي لم تتحقق للجسار. * وهل هناك سبب معيّن لعدم ضمك؟ - لا أعتقد ذلك وهي كلها قناعات وأنا رهن إشارة المنتخب الوطني، بل هي أمنية أن أرتدي الشعار الوطني، وعلى كل حال زملائي الموجودون في المنتخب فيهم الخير والبركة، وإن شاء الله قادرون على الوصول بالمنتخب لمونديال ألمانيا 2006م. * ما مدى صحة قرارك الاعتزال نهاية هذا الموسم؟ - هذا شيء عار من الصحة وليس صحيحاً إطلاقاً، ولم تراودني فكرة الاعتزال، وأنا حالياً مرتبط مع فريق الحزم لمدة ثلاث سنوات وأنا ما زلت قادراً على العطاء ومواصلة الركض إن شاء الله حتى تحقيق حلم الصعود والمشاركة مرة أخرى في دوري الأضواء الذي أعتقد أنه مكان الحزم الطبيعي. * من ترشح للصعود لدوري الممتاز؟ - الفرصة متاحة لأكثر من فريق وصعب أن ترشِّح من يصعد والكل يعلم صعوبة ومفاجآت دوري الدرجة الأولى؛ فمن الممكن أن تفوز اليوم وتخسر غداً وهكذا.. وليس هناك فريق يضمن الفوز على فريق مهما كان مركزه وهذا ما أعطى طعماً لدوري الدرجة الأولى، وأنا أتمنى صعود فريق الحزم وأي فريق آخر. * هذه أمنيتك.. والذي أريده أن ترشِّح لي أي الفرق سوف تصعد؟ - كما قلت الترشيح صعب جداً لأن الفرق في النقاط قليل بين صاحب المركز الأول والثاني وكذلك الثالث وأعتقد أن الصعود لن يخرج عن ثلاثة فرق هي الحزم وأبها والشعلة مع احترامي لبقية الفرق إلا أن هذه الفرق هي الأقرب للصعود. * وماذا عن فريق الرائد ولماذا استبعدته؟ - هذه وجهة نظري ولا أقصد بها شيئاً، وإنما هي توقعات من خلال المعطيات التي أمامي، وجدول الدوري خير شاهد ولكن إذا كنت تنظر لها من خلال النقاط وحسابياً هناك أكثر من فريق بما فيها الرائد ولكن الواقع ولقاءات الفرق بعضها مع بعض تحصر المنافسة بين الفرق الثلاثة التي ذكرتها. * وماذا عن فريقك السابق النجمة وأوضاعه الحالية؟ - تكلّمت عن النجمة الشيء الكثير وأرجو منك أن تعفيني من هذا السؤال وتوجه ذلك إلى المسؤولين بالنادي فهم الأدرى بأوضاع الفريق بحكم قربهم منه. * بصفتك لاعباً سابقاً ولديك بعض المعلومات التي ربما تفيد النجمة؟ - أنا تكلمت كثيراً، والسبب في أوضاع النجمة الحالية هو تخلي محبيه وابتعادهم عن النادي مما أدى إلى هذه الأوضاع، ولم يكن هناك سياسية معينة للفريق يسير عليها أو تخطيط سليم للمستقبل، إضافة إلى حل المشكلات خاصة في بداية الدوري وكذلك استعداد الفريق كان غير جيد. * النجمة للموسم الثاني وهي تصارع للبقاء ولم تستفد من قرار الزيادة؟ - بصراحة ليس هناك تخطيط إداري سليم منذ البداية وإعداد الفريق لم يكن جيداً، وهناك تخبط في بداية كل موسم في النجمة والفريق هو الذي يدفع ثمنه غالياً. * وهل التفريط في النجوم كان له دور فيما يحدث للفريق؟ - المشكلة في النجمة أنه يفرِّط في النجم وفي المقابل لا يحضر البديل الذي يسد النقص الذي أحدثه اللاعب المنتقل، وكم نجم انتقل من الفريق ولم يستفد من مبلغ انتقاله بعكس الأندية الأخرى. * أين القاعدة وما دورها في تمويل الفريق الأول؟ - المشكلة هناك قاعدة صلبة للنجمة ولكن للأسف الشديد ليس هناك استمرارية للاعب؛ لأن اللاعب لا يُحافظ عليه في النجمة كما تفعل الأندية الأخرى. * ما الحل في رأيك؟ - الحل أو الأمنية هي عودة اللاعبين القدامى أصحاب الخبرة وأن يعطوا الفرصة لتولي الفريق ووضع دراسة عليه للنهوض بالنجمة منذ بداية الموسم وأن يعطوا الثقة، ولكن للأسف ابتعدوا عن النادي كما هو حال أعضاء الشرف الذين تخلوا عن النجمة، وهذه مشكلة كبيرة والحل الوحيد لإنقاذ الفريق هو توحّد الجهود وحل المشكلات داخل البيت النجماوي. * في رأيك.. الرياضة في عنيزة إلى أين وصلت؟ - الكرة في عنيزة كانت في السابق مضرباً للمثل بين المناطق الأخرى وهذا عائد لسطوع ناديي النجمة والعربي إلا أنه وبعد هبوط العربي وتدهور النجمة فإن الكرة في عنيزة قلَّ عطاؤها وخفت بريقها وأتمنى أن تعود كما كانت وهذا لن يحدث إلا إذا تكاتف أبناء عنيزة ودعموا الناديين. * في الختام ماذا تود أن تقول؟ - أحب أن أشكر عضو الشرف خالد البلطان على جهوده مع الفريق ووقفته المميزة مع اللاعبين، وكذلك إدارة النادي التي لم تقصِّر معنا، ولا أنسى الجماهير الحزماوية التي وقفت معنا في كل مكان وكانت خلف انتصاراتنا، وأتمنى أن نقدِّم درع دوري الدرجة الأولى هدية للبلطان وأبناء الرس، وهذا أقل شيء نقدِّمه.. وأحب أن أشكر (الجزيرة) على إتاحة الفرصة.
|