* القاهرة - مكتب الجزيرة - ريم الحسيني - عتمان أنور: تتّسم علاقات المملكة العربية السعودية مع الدول الكبرى بالتكافؤ وتستند سياستها منذ أيام الملك عبد العزيز آل سعود رحمه الله حتى اليوم وفي ظل رعاية وتوجهات خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز على أسس ومبادئ مستقرة وواضحة وعلاقات توازن المصالح مع دول العالم ومن ضمنها الولايات المتحدة الأمريكية. ولا يختلف أحد على أن العلاقات السعودية الأمريكية ذات طابع خاص وتمتد لسنوات طويلة مضت تم خلالها التعامل من منطلق السياسة الثابتة والمبادئ التي أرستها المملكة لسياستها الخارجية فتميزت العلاقة بالقوة والتفاهم والتعاون والتغلب على سحب الدخان التي تنطلق بين الحين والآخر التي تحاول النيل من هذه العلاقة التي مرّت بمحطات عديدة بدأت بالمؤسس وباني نهضة المملكة الملك عبد العزيز والرئيس الأمريكي الراحل روزفلت اللذان شهدا اللبنات الأولى للعلاقة الثنائية بين الدولتين وقد قامت هذه العلاقة على العديد من المبادئ أهمها عدم دخول المملكة في أحلاف وتكتلات عسكرية حتى لا تتورط بلاده في معارك الصراع بين أطراف النفوذ الدولي من القوى الكبرى. وأن يؤمن حياد المملكة وبعدها عن الأحلاف والتكتلات العسكرية حقها الوطني في استقلالية قرارها السياسي وحتى لا يفكر أي طرف دولي بما فيها أمريكا في التدخل في أي شأن من شؤون المملكة السياسية والاقتصادية والأمنية. أيضاً فتح أبواب الاستثمار الاقتصادي واسعاً أمام من يرغب في ذلك. وبرغم أن النفط كان بداية التعاون في المجال الاقتصادي مع أمريكا إلا أن تعاملات المملكة وحرصها على تأكيد الثوابت العربية جعل الولايات لمتحدة تقر باكراً بأهميتها الاستراتيجية في كافة المجالات وبمكانتها في قلب المنطقة العربية وتقديراً من الولايات المتحدة الأمريكية لهذا المنهج السياسي المثالي فقد رأت أن علاقتها مع المملكة العربية السعودية أكبر من النفط وإن صداقتهما أعمق من كل آباره بالرغم من أن النفط كان نقطة بداية التعاون الذي أرسى قاعدته جلالة الملك عبد العزيز والرئيس روزفلت، ولتصبح العلاقة والصداقة بين البلدين - كما هي الآن - أوسع في كل المجالات. وتمثل رصيداً ضخماً للسياسة العربية لأن العلاقة بين البلدين أصبحت أحد الأركان الأساسية في تفهم السياسة الأمريكية في المنطقة العربية كما أنها عنصر حاسم في أي علاقة عربية تجاه الولايات المتحدة وبالتالي فهي عنصر حيوي لأية تسوية عاجلة لقضية الصراع العربي الإسرائيلي وانطلاقاً من هذا الإدراك.. تأتي زيارة صاحب السمو الملكي الأمير عبد الله بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني للولايات المتحدة الأمريكية ويعود تاريخ اللقاء والزيارات المشتركة بين البلدين إلى العام 1943حينما أرسل الملك عبدالعزيز رحمه الله أول وفد سعودي يزور واشنطن.. وكان ذلك في شهر أكتوبر وقاد الوفد آنذاك الأمير فيصل يرافقه الأمير خالد وقد استقبلهما الرئيس روزفلت وكبار المسؤولين الأمريكيين. وفي عام 1944 تم افتتاح أول مكتب دبلوماسي في واشنطن كمفوضية للمملكة ثم جرى ترفيع المفوضية إلى سفارة وفي نفس العام تم إنشاء قنصلية أمريكية في الظهران لترعى مصالح الأمريكيين العاملين في شركة الزيت (أرامكو). وفي عام 1945م تم أول لقاء رسمي بين زعيمي الدولتين الملك عبدالعزيز والرئيس روزفلت وذلك في شهر فبراير في الطراد الأمريكي (يو إس كوينسي). اللقاء كان عند مروره بقناة السويس في منطقة البحيرات المرة. وكان ذلك اللقاء أول قمة سعودية - أمريكية تم خلالها توثيق العلاقات الثنائية وخلال المباحثات كرّر الملك عبدالعزيز - رحمه الله - قلقه الشديد من تواصل هجرة اليهود بكثافة إلى فلسطين ومن جانبه أعرب الرئيس روزفلت عن إعجابه وتقديره لحنكة وسياسة الملك عبدالعزيز - رحمه الله - كما أكد للملك عبدالعزيز أنه لن يتخذ قراراً في الولايات المتحدة دون أو قبل مشورة العرب. وبعد هذه القمة توالت اللقاءات الشخصية عبر الزيارات المتبادلة بين القادة وكبار المسؤولين في البلدين الصديقين لتعزيز الصداقة والتعاون. لقاءات وزيارات - في عام 1952م قام وزير الخارجية الأمريكي جون فوستر دالاس بأول زيارة يقوم بها وزير خارجية أمريكي للمملكة. - في 30 يناير 1957م قام الملك سعود بن عبدالعزيز - رحمهما الله - بزيارة رسمية للولايات المتحدة حيث استقبله في المطار الرئيس الأمريكي الراحل دوايت ايزنهاور وكانت تلك أول زيارة يقوم بها ملك سعودي للولايات المتحدة. - وفي 13 فبراير عام 1962م قام جلالة الملك سعود بزيارة رسمية ثانية للولايات المتحدة واستقبله بالمطار الرئيس جون كينيدي. - وفي 21 نوفمبر 1962 استقبل جلالة الملك فيصل بن عبدالعزيز - رحمه الله - زعيم الأغلبية بمجلس الشيوخ الأمريكي مايك مانسفيلد والوفد المرافق له كما استقبل جلالته رحمه الله في عام 1966م وفداً يمثل العلاقات الخارجية الأمريكية في الكونجرس. - وفي 21 يونيو 1966 حلّ جلالة الملك فيصل ضيفاً على الرئيس الأمريكي ليندون جونسون خلال زيارة رسمية للولايات المتحدة. - وفي 13 اكتوبر 1969 قام صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية - آنذاك - بزيارة للعاصمة الأمريكية واشنطن حيث أجرى مباحثات مع الرئيس نيكسون وعدد من المسؤولين الأمريكيين حول العلاقات الثنائية. - في 2 مايو 1971م قام وزير الخارجية الأمريكية وليام روجرز بزيارة للمملكة استقبله خلالها جلالة الملك فيصل - رحمه الله - وتسلّم منه رسالة من الرئيس نيكسون يدعوه فيها لزيارة الولايات المتحدة ودار البحث حول قضية السلام في الشرق الأوسط. - وخلال النصف الثاني من عام 1973م استقبل جلالة الملك فيصل - رحمه الله - وزير الخارجية الأمريكي هنري كيسنجر الذي أخذ يتردد على الرياض في أعقاب حرب أكتوبر 1973م. - وفي عام 1974م قام صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز وزير الدفاع والطيران والمفتش العام بزيارة لواشنطن وقع خلالها على اتفاقية لشراء صواريخ هوك الدفاعية ومعدات عسكرية أخرى وصلت قيمتها إلى 270 مليون دولار. - وفي عام 1974م قام صاحب السمو الملكي الأمير عبد الله بن عبدالعزيز رئيس الحرس الوطني بزيارة لواشنطن. - في 3 يناير 1978 قام الرئيس الأمريكي جيمي كارتر بزيارة للمملكة حيث استقبله في الرياض جلالة الملك خالد بن عبدالعزيز - رحمه الله -. - في 23 أكتوبر 1981 التقى صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن عبدالعزيز ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء بالرئيس الأمريكي رونالد ريجان خلال أول مؤتمر قمة يجمع بين زعماء الشمال الغني والجنوب الفقير في العالم وذلك في منتجع كانكون بالمكسيك. - في 8 فبراير 1982م قام وزير الدفاع الأمريكي كاسبار واينبرجر بزيارة للمملكة دامت ثلاثة أيام. - في 10 فبراير 1985 قام خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز بزيارة للولايات المتحدة تلبية لدعوة من الرئيس رونالد ريجان. - في عام 1990 قام الرئيس جورج بوش بزيارة للمملكة اجتمع خلالها مع خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز كما قام الرئيس بوش في عام 1993 بزيارته الثانية للمملكة. - في أكتوبر 1995 قام الرئيس بيل كلينتون بزيارة للمملكة وأجرى مباحثات مع خادم الحرمين الشريفين وفي مارس من نفس العام قامت وزيرة الخارجية مادلين أولبرايت بزيارة رسمية للمملكة. - مغادرة الملك فهد الولايات المتحدة بعد إنتهاء زيارته الرسمية التي استغرقت خمسة أيام. 15-02-1985م. - اجتماع الملك فهد بن عبدالعزيز في مدينة الملك خالد العسكرية بحفر الباطن بالرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون خلال زيارته القصيرة للمملكة وتقليده الرئيس الأمريكي قلادة الملك عبدالعزيز. 28-10-1994م استقبال الملك فهد ألبرت جور نائب الرئيس الأمريكي 22-02-1995. - استقبال خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز بمكتبه في قصر اليمامة فخامة الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش 29-11-1998م. - استقبال خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز وزير خارجية الولايات المتحدة كولن باول في قصر السلام والوفد المرافق له في قصر السلام بجدة واستعراض الجانبين مستجدات الأحداث في الشرق الأوسط 29- 07-2004م. - زيارة الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني للولايات المتحدة 12-09- 1998م. - قيام الأمير عبد الله بن عبد العزيز بزيارة تاريخية للولايات المتحدة الأمريكية في أعقاب أحداث 11 سبتمبر 25-04-2002م. - انعقاد قمة سداسية عربية - أمريكية في منتجع شرم الشيخ المصري تضم الرئيس الأمريكي جورج بوش والأمير عبدالله بن عبدالعزيز والملك عبدالله الثاني والملك حمد بن عيسى آل خليفة والملك محمد السادس والرئيس حسني مبارك. 03-06-2003م. علاقات تجارية وبالنسبة للعلاقات التجارية بين البلدين فقد بلغ مجمل صادرات الولايات المتحدة إلى السعودية خلال الأشهر الأربعة الأولى من العام 2002م 1.349 مليار دولار وذلك مقابل 2.334 مليار دولار في الفترة نفسها من العام الماضي، أي أن السعودية اشترت سلعاً أمريكية بمقدار مليار دولار أقل مما اشترته في الفترة نفسها من العام الماضي. أما صادرات السعودية إلى الولايات المتحدة فإنها تراجعت بدورها من 4.9 مليارات دولار خلال الأشهر الأربعة الأولى من العام 2001م إلى 3.6 مليارات دولار خلال الفترة ذاتها من هذا العام 2002م، أي بمقدار 1.3 مليار دولار. ويعني ذلك أن حجم التبادل التجاري السعودي - الأمريكي تراجع بمقدار 2.3 مليار دولار على وجه الإجمال خلال الثلث الأول من عام 2002م بالمقارنة مع الفترة ذاتها من العام 2001م. وقد أسهمت كل هذه الزيارات المتبادلة بين قادة البلدين والزيارات بين كبار المسؤولين في ترسيخ أواصر الصداقة وتعميق التفاهم وتوسيع آفاق التعاون الثنائي لخدمة المصالح المتبادلة وخدمة قضايا الأمن والسلام الدوليين. وهكذا دائماً فإن زيارات قادة المملكة سواء للولايات المتحدة أو لغيرها من الدول الشقيقة والصديقة إنما تحقق أهدافها الاستراتيجية على صعيد المصالح الثنائية أو الجماعية وخدمة قضايا الأمة العربية والإسلامية والتعاون مع المجتمع الدولي لحفظ الأمن والسلام لخير شعوب الأرض.
|