* منذر حمد جبق : يعتمد أسلوب كلام الناس إلى حد كبير على إيجاد رسالة إيجابية والتمكن من إيصالها بفعالية عالية ويتمثل ذلك بعدة رسائل أهمها إيجاد الأدوات والتقنيات لتطوير الصورة الذهنية Image لدى شبكات الاتصال بما يسمح بتموضعها في الأذهان وربطها إيجابياً بالخدمة التي تقدمها منشأتك. وأول شروط هذه الأدوات لإيجاد الرسالة الإيجابية عن منشأتك وإيصالها بفعالية هو تحديد ما هو دورك وما هو الشيء الذي ستقدمه ولمن ستقدمه. فأهمية الصورة الذهنية لا يختلف عليها اثنان سواء كانت المنشأة صغيرة أو شركة عملاقة فنحن نحاول تحسين صورة المنشأة على كل مستويات نشاطاتنا واجتماعاتنا ومرد ذلك التحول الواضح من بيئة التصنيع إلى بيئة الخدمات بحيث أصبح الناس يدفعون ثمناً لخدمات لا يلمسونها مباشرة بل يشعرون بها ولذلك فإن الصورة الذهنية لأي منشأة وكذلك العاملين فيها قد اكتسبت أهمية استثنائية وكلما كانت هذه الصورة مريحة وتدعو للثقة فإن الناس يطمئنون أن ما يدفعونه مقابل خدمة لا يلمسونها يستحق ذلك. من ناحية أخرى فإن هذه الصورة الذهنية تصبح رصيداً لدى العاملين في المنشأة يعتزون بانتمائهم لهذه المنشأة ويحرصون على تطويرها. ولأننا نتعرض يومياً خلال عملنا أو سفرنا أو حتى لدى مشاهدة وسائل الإعلام لهذا الكم الهائل من المعلومات والصور الذهنية التي تأتي من كل حدب وصوب فقد اعتدنا على فرز هذه المعلومات بسرعة شديدة واتخاذ قرارات بشأنها ومن هنا تأتي أهمية فعالية إيصال رسالتك وتموضع الصورة الذهنية لمنشأتك وتحديد المستوى الذهني الذي تريد للناس أن يربطوا منشأتك به لدى سماعهم رسالتك Positioning فهذا التموضع يحدد هويتك ويثبت مكانها في أذهان من تقوم لهم الخدمة. وأحد أهم وسائل التموضع هو أن تكون الأول في اختصاصك والأول في إيجاد خدمات غير موجودة والأول في تطوير أساليب لم تكن معروفة وهذا ما يربط أذهان الناس بك بسرعة حتى يتذكرون هذا الاختصاص أو الخدمة ويجدون صعوبة في تذكر المنشآت التي تأتي بعدها. وكلما كان هذا التموضع واضحاً وإيجابياً فإن فرصتك لإيصال رسالتك تكون أكثر فعالية. ولإيصال رسالتك بفعالية عالية ولكي تستخدم أسلوب (كلام الناس) بشكل متميز لخدمة منشأتك يجب أن تتحلى بمزايا يمكنك اكتسابها وتعلمها وللوصول إلى ذلك هناك ثلاثة متطلبات أساسية قد تبدو سهلة ولكنها تحتاج إلى الكثير من الالتزام والعمل الشامل وإذا لم تستطع إتقانها فقد يذهب تعبك سدىً أو قد تحصل فقط على القليل من أسلوب (كلام الناس) وهذه المتطلبات هي: 1- عليك أن تتحلى بالسلوك الإيجابي والداعم مع الأشخاص الذين يشاركونك شبكات الاتصال فأسلوب (كلام الناس) لا يعني أن تأخذ فقط بل أن تعطي أيضاً فإذا كنت تحوِّل الأعمال للآخرين سوف يقومون بالتأكيد بنفس العمل بالنسبة إليك ويستفيد كلاكما وكلما تقدم زمن مشاركتك في هذه الشبكات ازدادت نسبة التحويلات التي ترسل إليك. ويتميز السلوك الإيجابي بالطريقة التي تقدم بها نفسك للناس ويبدو أن الجميع يودون التعامل مع الشخص المتفاني والمتفائل لذلك ننصحك بالتركيز على الهدف الذي تنشده عندما تجتمع داخل شبكات الاتصال وتتجنب الترهات والمناقشات السطحية أو الانتقاد السافر لأعضاء الشبكة أو المتحدثين. وهذا السلوك الإيجابي قد لا يعني أن تكون كذلك داخل الشبكة فقط ولكنه يتطلب أيضاً أن يصبح سلوكاً حياتياً يومياً وإذا أردت أن تدعمك شبكة الاتصال التي تنتمي إليها عليك أن تتحلى بالإيجابية والدعم لهذه الشبكة. 2- تعلّم كيف تستخدم أدوات وسيلة (كلام الناس) بفعالية: تماماً كما يستخدم الناس أدوات وآلات تساعدهم على عملهم فإن من يريد استخدام وسيلة (كلام الناس (أن يستخدم أدوات خاصة بهذه الوسيلة التي تتلخص بحمل بطاقة تعريف بهم لدى الآخرين وحمل بطاقات العمل الخاصة بهم لإعطائها للأعضاء وكذلك محفظة للبطاقات التي يعطيها لهم الأعضاء. فالكثير من الأعضاء يحمل بطاقة تعريفية عليها اسمه ولكن ليس عليها اسم الشركة والوظيفة وهذا يقلل من فرص الآخرين للتعرف عليهم وتبادل الأعمال. كما أن العديد يذهب لاجتماعات الشبكات بدون بطاقات العمل الخاصة بهم Business Cards وهي أرخص أداة إعلانية وذات أهمية كبرى في وسيلة (كلام الناس) ونحن ننصح أن تحمل معك دائماً علبة معدنية صغيرة فيها بطاقتك مع وجود احتياط كافٍ دائماً معك في السيارة في حال نفادها منك. استخدم الجهة الخلفية من البطاقات التي تتسلمها من الأعضاء الآخرين لتدوين الملاحظات التي تذكرك بهم لاحقاً. ولا تنسَ أن تحمل أيضاً محفظة صغيرة لتخزين البطاقات التي يقدمها لك الأعضاء الآخرون الذين تشترك معهم في شبكات (كلام الناس). لدى وصولك إلى المكتب يمكنك تخزين هذه المعلومات في برنامج كومبيوتري يساعدك على تنظيمها واستعادتها عند اللزوم وكذلك لتذكيرك بمن يجب الاتصال به منهم في وقت لاحق. 3- استخدام وسيلة (كلام الناس (مهارة يمكن اكتسابها: فهذه المهارة يمكن الحصول عليها بالتعلم والتدريب والممارسة الطويلة وحسن السلوك والالتزام. ويجب معرفة أن وسيلة (كلام الناس) سوف تصبح جزءاً لا يتجزأ من الممارسات الإدارية القادمة ولا يجب إغفال أي فرصة لإجادتها وتذكر قصة النحلتين اللتين وقعتا في كأس الحليب فاستسلمت الأولى لاعتقادها أنها هالكة لا محالة وماتت بينما بقيت الثانية تحاول الخروج بتحريك أجنحتها بدون كلل حتى تحول الحليب إلى كريم أمكنها من الخروج. فلا تجلس وتتوقع أن يأتيك العمل بل تحرك واستغل كل فرصة ممكنة في عملية (كلام الناس) للحصول على نتائج. ولا يكفي أن تتحرك لمجرد التحرك بل يجب تعلم هذا الأسلوب والقراءة عنه وتبادل الحوار والمعلومات مع الخبراء في هذا المجال. إن فرصتك لتطوير هذا الأسلوب هو حضور كل مناسبة لشبكات الاتصال والممارسة ثم الممارسة. تمرن على استخدام بطاقة العمل الخاصة بك، طلب بطاقات الآخرين، الإصغاء، الاعتذار، وتقديم نفسك لهم. وستتعجب لما يمكنك تحقيقه لدى اشتراكك بشبكات الاتصال.
* مستشار إداري -عيادات ديرما - الرياض |