حكم المنية في البرية جاري ما هذه الدنيا بدار قرار |
نذكر ببالغ الحزن والأسى أخاً لنا كريماً وأستاذاً قديراً ومربياً محبوباً عمل في مدرسة شقراء عام 1363هـ، حيث رشحه مديره عبدالحميد ليكون استاذاً وهو في الفصل الرابع لما رأى منه من النجابة والفطنة والحكمة فعمل مدرساً حتى اختير مديراً لمدرسة الدوادمي، ثم عاد الى شقرء ليعمل مديراً للمدرسة الابتدائية ثم مديراً للمدرسة المتوسطة حتى صار مفتشاً إدارياً بإدارة التعليم بالوشم وكنت أعمل معه وأعماله معاملة التلميذ لمعلمه لانني استفيد من خبرته وحكمته وكان لا يقوم بمهماته إلا وجاء بحلولها حلولاً موفقة مهما كانت هذه المشاكل التربوية والإدارية، وكان محبوباً يتعامل مع الجميع بحكمة وتوفيق، فله معرفة بعمله ويعامل الجميع بكل محبة وتقدير ويشهد له الجميع بذلك، وكان الساعد الأيمن لإدارة التعليم التي أرى له فيها الفضل بعد الله فيما تحقق لها من توفيق ونجاح، وكانت المنطقة عند فتحها لا تتجاوز 25 مدرسة ثم توسعت ونمت حتى وصلت الى أكثر من 200 مدرسة وله الدور الفعال في مسيرة التربية والتعليم وايجاد أراضي المدارس وبنائها على الطراز الحديث، وكانت له وطنية قلّ ان توجد في غيره يتفانى في رفعة البلد والأخذ بيده، فقد عمل في اوائل السبعينيات على تمهيد خط سير السيارات القادمة من الحجاز والمطالبة بفتح الدوائر الرسمية ومنها البريد الذي له اليد الطولى في تسهيل فتحه، وكذلك الجوازات والمطالبة بجميع الدوائر في شقراء والمراجعة في ذلك، حيث إن شقراء لها منزلتها وقدرها عند حكومتنا الرشيدة التي لا يتأتى مجال إلا ذُكرت بكل خير وتقدير، فالحكومة الرشيدة منذ عهد الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه - الى عهد خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - يحبونها ويقدرونها لما لها من الأثر الطيب مع الحكومة الرشيدة يتبادلها الحب والتقدير. لقد كان أخي وأستاذي والمربي الفاضل إبراهيم بن سعد الهدلق تغمده الله برحمته وأسكنه فسيح جناته المثل الأعلى فيما قدّم في التربية والتعليم واليد الطولى والقدم الأولى الى الأمام ومنطقة الوشم هو لها اشعاع آثاره الطيبة في كل مجلس وفي كل مدرسة له بصماته المعبّرة الناطقة، فقد أثرى أبو سعد - رحمه الله - بما قدّم من الحسنات لبلده ومجتمعه وعمله ففي كل مدرسة بالمنطقة ترى أعماله شاهدة وآثاره بارزة ولا أذكر أحداً من الزملاء والاخوة ابقى اثراً من أبى سعد، فقد تفانى في عمله لتقديم ما هو أفضل وأنجح للمدرسة والوطن. وللإمام أحمد بن حنبل - رحمة الله عليه - كلمة مأثورة حيث قال: موعدنا يوم الجنائز، فقد كانت جنازة أبي سعد - رحمه الله - جنازة مشهودة بما قدّم هذا الرجل وهذا يدل على كثرة محبيه. فأسأل الله الكريم الرحيم العظيم ان يتغمده بواسع رحمته ويسكنه الفردوس الأعلى من الجنة ويجعل في ابنائه: (سعد، عبدالعزيز، عبدالرحمن) الخير والبركة وإكمال المشوار النيّر والله المستعان.
|