Saturday 23rd April,200511895العددالسبت 14 ,ربيع الاول 1426

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في "الرأي"

سالم يا وطنسالم يا وطن
صالح بن ناصر المجادعة / الرياض

شامخ أنت يا وطن، ماضٍ في رسم مستقبل أجيالك، صلب جَلِد كتربة صحرائك، نقي هادئ كصفاء سمائك، قوي ايمانك بربك، تخفق رايات التوحيد في فضائك، حبك متمكن في قلوب صغارك قبل كبارك ترجمته ابتسامات عيون أطفالك رحيم وديع بأبنائك، صارم باتر لكل أعدائك. تشرق الشمس كل صباح يعانق نورها الدافئ الحنان في جبالك يلمع شعاعها في وديانك، ومعها تعلن بداية يوم جديد ولكل منا عمل يؤديه، انطلق الجميع. ودع كل منا الآخر ودعا له بالتوفيق وسلامة العودة. هنا صغيرتي حملت حقيبتها المدرسية وقد علت الابتسامة على محياها لوحت بيدها الصغيرة مودعةً عند باب مدرستها.. وكلنا قلوب مطمئنة لا تعرف ما تخفيه لها يد الغدر والخيانة ولا غرابة في ذلك فمن هان عليه وطنه سهل عليه اغتيال انسانه فقد ملئت قلبهم الأحقاد وأفحمها السواد يؤرقها هناء واطمئنان النفوس، تدميها سعادة الآخرين، ويمزقها الوئام والصفاء فراحوا كالحشرات يبحثون عن أوكار وضيعة يدسون أنفسهم فيها وما لديهم من أدوات فتك ودمار ولم يتورع هؤلاء المجرمون في اختيار أوكارهم أن يحموا أنفسهم خلف الضعفاء من الناس. وهنا كان المحك هذه المرة وسقطت الأقنعة وكشفت عن وجوه كريهة فأي ذريعة هذه المرة يتذرعون وأي عذر به يتعذرون وهل تنفع الأعذار بعد أن ظهرت الحقائق ووضحت الرؤيا وبطل الزيف.
إلى هذا الحد وصل بكم الحال الاحتماء خلف النساء والأطفال. وحتى في عرف المعارك والحروب حرم فيه قتل النساء والأطفال والشيوخ بل حتى قطع الشجر، أين الرجولة يامن لم تعرفوا معناها أين الشهامة يامن لم تتربوا عليها ثم أي مرحلة من الضعف وصلتم عليها أهو الجبن الذي تمكن منكم فأعيتكم السبل وهل هؤلاء الأبرياء من ضمن القائمة التي أعدوها وأطلقوا فيها الفتاوي وأعدوا لها التبريرات وإن كانت ركيكة ولا تخضع لمنطق ولا يقبلها عقل إن ما أرادوه جسيم وتقشعر منه الأبدان ولكن رعاية الباري عز وجل كانت قبل كل شيء ومن ثم عين رجال الأمن وما يتحلون به من حكمة وحنكة عرفوا بها مكنتهم وباقتدار السيطرة على الموقف لقد شخصت الأبصار وتشتت الأفكار ومرت الساعات وكأنها شهور وكيف لا لقد هان عليهم غير مبالين ولا مقدرين الآثار النفسية التي خلفتها فعلتهم الشنعاء، ساعات من الخوف والرعب ووابل من الرصاص يصم الأذان ويرعب القلوب البريئة. وما عند الله أكبر وأعظم وفرجه كبير وقريب وجاءت لنا الساعات تزف البشرى وتهدي الانجاز الكبير لرجال الأمن أروع مما كنا نتوقع على الرغم من ضخامة الموقف وخطورته شهد لها القاصي قبل الداني فليس بغريب عليكم فهذه انتصاراتكم تتلاحق وأنتم أبناء الوطن البارون، رابطتم وجاهدتم فأجدتم وأحسنتم وليس غريباً عليكم يامن أشرعتم صدوركم لكل غادر خائن للوطن وحملتم الروح على الراح فراحت تتهاوى أمام ضرباتكم الرؤوس الخاوية، نسأل الله العافية. فخرنا بكم كبير وعطاؤكم وفير، تحية عز وفخر للوطن بقادته ورجاله وصناع القرار فيه.. ننام وقلوبنا آمنة، نحيا وحياتنا مستقرة، نقف خجلاً أمام تضحياتكم، فلكم منا كل حب وعهداً منا يا وطن فأمنك وأمانك مسؤولية الجميع، نقطع دابر كل عابث في مقدراتك لا تأخذنا شفقة ولا رحمة ولا لومة لائم فهؤلاء أعضاء فاسدة، والعضو الفاسد لابد أن يبتر لكي تصح باقي الأعضاء.

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved