الحمد لله حمداً لا حدود له
له القضاء ومنه العون والفرجُ
لا نشتكي من نكبات الدهر إن نزلت
ما دام فينا عرى الإيمان تختلجُ
الصبر خير رداء في القضاء وكم
دهماء ينثر فيها دمعنا الثججُ
عبد العزيز مضى والكل يفقده
مصيبة بغياب الشيخ تندرجُ
يا راحلاً كدر الأحباب غيبته
حزنت عليك قلوب وأشعلت مهجُ
شيخ له في ذرى العلياء منزلة
ففي المكارم لا ننسى الألى درجوا
شيخ عليه جماع الرأي ثابتة
بالحزن أفئدة الأحباب تعتلجُ
الأمر والنهي والديوان يعرفه
لا ينكر الفضل إلا القاصر السمجُ
بنى معاهد علم طاب منهجها
نعم المناهج لا حيف ولا عوجُ
هذي المعاهد في الاصقاع شاهدة
فالحمد لله، انظر من بها خرجوا
على الفضيلة والتقوى ركائزها
بها طريق الهدى والحق ينتهجُ
تبكي الجوامع والأحبار رائدها
كذا المنابر والقرطاس والسرجُ
المصلحون لما قد صار كدرهم
بكوا لناصر دين الله وانزعجوا
الحق والعدل والمعروف منهجه
مع الرفاق فلا طيش ولا هوجُ
وللضيوف مكان في مجالسه
تراه دوماً إلى الإخوان يبتهجُ
أبوه من ظهرت للناس حكمته
على التقى وضياء الحق منبلجُ
والجد ما برحت آثار دعوته
في العالمين هدى.. دوماً لها وهجُ
تمسكوا بكتاب الله وامتثلوا
هدي الرسول.. ولم تثنهم الهمجُ
أكرم بهم قمماً توارثوا شرفاً
وشاهد الحال هذا الطيب والأرجُ
درس الحديث أساس في مجالسهم
نعم المجالس لا صخب ولا لججُ
قد كان مصدر معروف ومعرفة
فكل خل على فرقاه منزعجُ
سليل مجد حصيف الرأي محتسب
في خدمة الدين والإسلام كم دلجوا
لم يعرف الحقد لا قولاً ولا عملاً
فليس في صدره ضيق ولا حرجُ
جزاكم الله في طوبى وفي عدن
مما تسر به والصدر ينثلجُ
جزاك ربك غفراناً ومرحمة
إذا تعطلت الأسباب والحججُ