حظي برنامج «عطاء الطلاب» الذي تتبناه جمعية الأطفال المعوقين بتفاعل مميز من منسوبات إدارات التعليم والطالبات بالمدارس والكليات بمنطقة الرياض، وتمثل ذلك في إقامة المدارس للعديد من الفعاليات الثقافية والخيرية المساندة للبرنامج، وكذلك في إقبال الطالبات والمعلمات على التبرع لدعم أوقاف الجمعية. كما كشف البرنامج عن تقبل الطالبات وترحيبهن بخطط دمج الطالبات المعوقات في المدارس والكليات، ووعيهن بأهمية وجدوى ذلك. صفحة «عطاء الطلاب» أجرت هذا الاستطلاع في عدد من مدارس البنات بالرياض. في البداية أعربت الأستاذة شفيقة سالم مديرة المتوسطة (101) عن سعادتها لاستقبال أطفال جمعية الأطفال المعوقين ووصفت الجمعية بأنها معلم خيري بارز من معالم مدينة الرياض، مشيدة بالدور العظيم والفعال الذي تقدمه الجمعية لخدمة هذه الفئات. وأكدت في حديثها أن برنامج «عطاء الطلاب» لم يخدم الجمعية فقط وإنما يخدم أفراد المجتمع جمعياً، وذلك من حيث فتح باب التبرعات والمساهمة في إقامة أوقاف خيرية يخصص ريعها لدعم خدمات هائلة للآلاف من الأطفال المعوقين، ومن هنا أصبح لكل فرد الحق والفرصة في المشاركة في هذا الموقف. وقالت مديرة المدرسة المتوسطة إن الجمعية خدمتنا من خلال برنامج «عطاء الطلاب» بتوضيح فكرة الدمج وأهميته فخروج أطفال الجمعية إلى المدارس ولقاؤهم بالطالبات دفع الطالبات إلى تقبلهن واحتوائهن، وتنمية وعيهن بكيفية التعامل مع المعوق، وإتاحة الفرصة له لخدمة نفسه ومجتمعه. وحول كيفية التواصل مع القائمين على البرنامج وإيصال فكرته وأهدافه إلى الطالبات أفادت مديرة المتوسطة (101): لقد تم عقد عدة لقاءات مع إدارة التعليم شعبة النشاط والمسؤولات عن البرنامج بإدارة التربية والتعليم وكذلك شرح أهداف البرنامج عن طريق التعاميم لمسؤولات المدارس. بعدها قامت المديرات بتكوين اللجنة التنفيذية وفرق العمل للبرنامج وعقد لقاءات مصغرة مع الطالبات وباقي منسوبات المدرسة وبدأت فعاليات التبرعات والتوعية بهذه الفئة وبمشروع الوقف الخيري عبر البرامج الإذاعية وعبر الأنشطة. وأكدت الأستاذة شفيقة أن الطالبات يتبرعن فقط ولكن قمن بحث أسرهن على التبرع والتواصل، وهذا دليل على أن هذا البلد عامر بالخير، ودليل على أن فكرة برنامج عطاء الطلاب كانت فكرة قوية وتستحق الاستمرار وعدم التوقف بنهاية الحملة وتكرارها للأعوام القادمة. كما أعربت الأستاذة ميمونة مديرة المتوسطة (75) عن سعادتها للمشاركة ببرنامج عطاء الطلاب الذي أنار عقول الطالبات حول فكرة الدمج وأهميته وكذلك أهمية الوقف ومكانته بالإسلام، وأكدت أن نتائج الأيام السابقة من البرنامج كانت بالفعل مفاجأة للجميع. وأفادت الأستاذة ميمونة أن المجتمع يحتاج إلى مثل هذه المشاريع الخيرية التربوية الهادفة، وكذلك إلى التواصل بين الجمعيات الخيرية وبين القطاعات التعليمية، وأشارت إلى أن هناك قصوراً في قنوات الاتصال، حيث لا تعلم الطالبات بمثل هذه الجمعيات وبدورها التعليمي والعلاجي لهذه الفئات. كما أن هذا البرنامج ساعد كثيراً على تعريف الطالبات على احتياجات هذه الفئات وقدراتهم، حيث كانت بعض الطالبات لديهن فكرة مشوشة حول أسباب الإعاقة وطريقة التعامل مع المعوقين. كما أن انطلاق هذا البرنامج ساهم في حث الجميع على المبادرة بالعطاء المادي والمعنوي وساهم في غرس كثير من القيم والمبادئ، والأجمل من ذلك دفع الطالبات إلى التجاوب مع فكرة الدمج التي كان يرفضها المجتمع ويرفض قبول هذه الفئات التي ليس لها ذنب، وتمنت في ختام حديثها أن يقوم الأطفال بزيارة إلي مدرستها كما تمنت أن يستمر عطاء الطلاب إلى السنوات القادمة وأن تطرح فكرة المشروع بين أفراد المجتمع الأسري وأن تصل البيوت التي ليس لها أبناء في مراحل تعليمية. وأكدت الطالبة عهود باوزير بالمرحلة المتوسطة حاجة طالبات المدارس إلى مثل هذه البرامج التوعوية والتثقيفية حول الأطفال المعوقين الذين لا نعرف عنهم شيئاً ولا نعي أسباب إعاقتهم. وحول انطلاق الحملة وتعريف الطالبات قالت الطالبة عهود: إن إدارة المدرسة عقدت اجتماع بالطالبات حول البرنامج وفكرة التبرع ثم وزعت بعض المطبوعات التوعوية عن فكرة العطاء وكيفية التبرع. وشرحت لنا المعلمات كيفية التواصل مع هذه الفئة، وأوضحت عهود أن أطفال الجمعية غرسوا بزيارتهم المدرسة بداخلنا الكثير من الحب والسعادة ونحن نراهم ينشدون ويقرأون القرآن ويتحدثون مع شيء بسيط من الصعوبة وهذه الأمور لم نكن نعيها بل كنا نعتقد أن الأطفال المعوقين ليس لديهم طريقة للتواصل. كما أن شرح معلمات الجمعية للخدمات التي تقدمها الجمعية للأطفال المعوقين وعرض منجزات الجمعية ساعدنا كثيراً على التعرف على هذه الفئة التي كنا نجهل حياتها، وأستطيع أن أؤكد الآن أن برنامج عطاء الطلاب من المشاريع الخيرية التي دفعتنا لفعل الخير والتواصل مع هذه الفئة ومع الجمعية. وتناشد باوزير كل أسرة لديها معاق ألا تبخل عليه بكل الخدمات التي يحتاجها وباحتوائه وإلحاقه بالمراكز التأهيلية وعدم الشعور بالخجل. كما تشكر القائمين والعاملين في جمعية الأطفال المعوقين الذين سعوا لهذا العمل الخيري ودعونا للتفوق في الخير. أما الطالبة آلاء الرفاعي من المدرسة المتوسطة (101) قالت إن تفعيل البرنامج وخروج الأطفال المعوقين إلى المدارس كان يجب أن ينفذ قبل انطلاق البرنامج أو منذ انطلاقته ليزيد من فعالياته ويساعد على التوعية فنحن تفاعلنا أكثر عندما التقينا بالأطفال من الجمعية وسمعنا عبارات الشكر منهم ومن معلماتهم. وتضيف الرفاعي: معلمات الجمعية قادرات على غرس المبادئ وإيصال المعلومة الجيدة عن خدمات الجمعية وأنشطتها المتعددة التي تجعل من المعوق فرداً سليماً له دور فعّال في المجتمع، إن ما سمعته من المعلومات وما ذكر عن الجمعية يجعلنا نفخر بهذه المؤسسة الخيرية. وتضيف آلاء قائلة: فكرة البرنامج فكرة رائدة ومميزة تحتاج إلى الاستمرار وعدم الانقطاع وليتها تصل إلى الأسر التي ليس لديها أبناء في المراحل التعليمية لأنها لا تسعى للكسب المادي ولكن لتوعية الأفراد بالمعوق وحاجته ليكون بين المجتمع ولاحتوائه وليصبح جزءاً لا يتجزأ منا. وأعجبت آلاء الرفاعي بالعمل التطوعي الذي أوضحته إحدى المرافقات لجولة طالبات وأطفال الجمعية السيدة (أم عبدالله) وبدورها الذي اعتبرته الطالبة (آلاء) نموذجاً تفخر به كل فتاة في هذا البلد والذي غرست بداخلي حب التطوع والتواصل بالأعمال الخيرية فأنا كنت أجهل العمل التطوعي وفوائده وسوف أسعى للتطوع بالجمعية في فترة الإجازات وأنا على ثقة بأن أهلي سيدعمونني. وتمنت في ختام حديثها أن تزور الجمعية لترى بعينها وما سمعته أذناها.. فالشكر كل الشكر لأعضاء ومسؤولي مشروع (عطاء الطلاب). (هند سعيد) طفلة بالمرحلة التمهيدي عبّرت عن المشروع في كلمات بسيطة قائلة: أحب أن أعطي أصحابي في المدرسة التي جاءت إلينا (جمعية الأطفال المعوقين) مبلغاً من المال الذي يساعدهم ويدخلني الجنة، وأنا أحبهم، وسوف ألعب معهم كلما رأيتهم. وتمنت (هند) بعباراتها الصغيرة أن تذهب في رحلة لأحد الألعاب الترفيهية أو الاستراحات أو حديقة الحيوانات مع هؤلاء الأطفال الذين أطلقت عليهم أصحابي الكبار. وعبّر عدد من المعلمات عن شعورهن بالفخر، حيث قالت المعلمة (عبير باوجيه) من التربية الخاصة: إن برنامج (عطاء الطلاب) فكرة رائدة ومدعمة للدمج الذي تسعى الإدارة والوزارة إلى تنفيذه والذي قد يلقى تحفظاً من بعضهم لعدم فهم رسالته وآلياته، وتضيف باوجيه: المسؤولون بالجمعية استطاعوا أن يختصروا الطريق في إيصال المعلومة التي تسعى إليها إدارة التربية الخاصة من خلال برنامج (عطاء الطلاب) الذي استطاع أن يبدل قناعات عدد من التربويات والأمهات الرافضات للدمج. وترى باوجيه أن (عطاء الطلاب)لا يخدم الجمعية فقط بل يخدم جميع الأطفال المعوقين كما أن انطلاق البرنامج بهذه القوة وزيارة الأطفال المدارس كان فيه دعم قوي للفكرة التي تؤكد أنها فكرة مدروسة لخدمة المعوق والبرامج الخدمية المقدمة له. في حين أعجبت المعلمة (فوزية صالح) بالتعليم العام، بفكرة البرنامج التي غرست في نفوس الطالبات حب الخير والسعي إليه وكيفية التواصل لعمل الخير وأشادت (الصالح) بالمطبوعات التوعوية التي صاحبت البرنامج والتي دعمت المديرات عند طرح الفكرة وتوضيحها وقالت: إن طرح أي فكرة للطالبات تحتاج إلى وسائل توعوية توضيحية. وتصف الصالح: لقد تفاعلت الطالبات تفاعلاً قوياً مع البرنامج وقدمن تبرعات سخية لم تقتصر على المبالغ المادية بل على الهدايا والعطاء المختلف صاحب ذلك زيارة أطفال الجمعية المدارس وإن دل على شيء فإنه يدل على أهمية هذا البرنامج وعلى روح الخير لدى أبناء هذا البلد فنحن نحتاج إلى مثل هذه المشاريع ليس فقط لذوي الاحتياجات الخاصة ولكن أيضاً للفقراء والمحتاجين والأيتام في بلدنا الحبيب. وأكدت المعلمة الجازي بالمتوسطة (101) والمسؤولة عن فريق عمل البرنامج على أهمية هذا المشروع وجدواه ووصفته بأنه أطلق الخير والحب والتفاعل مع هذه الفئة الحبيبة إلى قلوبنا. وأضافت (الجازي) أن المشروع أكد على حب الخير في قلوب أبناء هذا البلد، فالطالبات تفاعلن تفاعلاً كبيراً ليس فقط مادياً ولكن معنوياً، حيث استقبلت الطالبات الجمعية بالحب والفرح والأحضان وأخذن يشاركن الأطفال من مكان إلى آخر. وأعربت الجازي عن سعادتها لتنفيذ هذا البرنامج بالمدرسة وجمع التبرعات والتخطيط والتنفيذ للحقل المعد لاستقبال أطفال الجمعية. كما أضافت أن طالبات التربية العملية كن سنداً عظيماً في تفعيل البرنامج المعد بالمدرسة وإعداده وأن المعلمات شاركن في الحملة وتبرعن أيضاً. وأضافت: لقد بلغت الهدايا المحملة من الطالبات إلى أطفال الجمعية سيارة جيب وعدد من الكراتين وهذا أكبر دليل على نجاح الحملة. في حين أوضح الأستاذ خالد اللزام مدير إدارة شؤون الطالبات بإدارة التربية والتعليم بنات بالمنطقة ورئيس فريق العمل للبرنامج بالإدارة أن إدارة التربية والتعليم تجاوبت مع البرنامج منذ انطلاقته وقبل أن يخرج إلى النور في بلدنا الحبيب وأن مدير التربية والتعليم الدكتور إبراهيم العبدالله كان يتابع البرنامج من خلال الاجتماعات مع الإخوان القائمين على البرنامج بالجمعية. وأفاد اللزام لقد تم تشكيل لجنة بإدارة الإشراف لتتابع البرنامج وكذلك عضوات بمكاتب الإشراف جميعهن من المشرفات وتم عقد عدة اجتماعات بالإدارة مع المسؤولات عن متابعة البرنامج، كما أصدر آل عبدالله توجيهاته لمديرات المدارس بتكوين لجان داخلية بالمدرسة لجمع التبرعات وتفعيل البرنامج بالمدارس. وأكد مدير شؤون الطالبات بالرياض أن المدارس تجاوبت مع هذا البرنامج وقامت بتوعية الطالبات عبر الإذاعة المدرسية وحصص النشاط وعقد البرامج الهادفة لتوضيح أهمية الوقف ودوره لهذه الفئة وأهمية إحياء هذه السنة. وعن مهام فريق العمل داخل المدرسة أفاد اللزام: يعمل الفريق على تسلم المواد من الإشراف والمكاتب التابعة له بعد حضور الاجتماعات واستلام المنشورات التابعة للحملة لتوزيعها على الطالبات وعرض المواد الإعلانية في مواقع المدرسة. أيضاً التعريف بالبرنامج من خلال الوسائل المتاحة (الإذاعة المدرسية، النشرات وحصص النشاط) وحث الطالبات على التفاعل من خلال إعداد برنامج عن الوقف في الإسلام. بعد ذلك تسلم المبالغ التي تبرعت بها الطالبات إلى المديرة مع تسليم الطالبات سند التبرع ثم تودع المديرة المبالغ في حساب المشروع. وفي ختام البرنامج تقدم المديرة تقريراً نهائياً عن المردود بمدرستها وتقرير عن عدد المتبرعين. وأكد مدير شؤون الطالبات نجاح تنفيذ البرنامج بمدارس البنات وتفاعل منسوبات التعليم، كما أن الإدارات المدرسية بالمدارس هيأت المدارس لاستقبال الطلبة من الجمعية.
|