من أين أبدأ يا ترى زفراتي
وإلى متى أشكو من الأناتِ؟!
ألا يا إلهي خذ بأطرافي ولا
تتركني وحدي حائر الخطواتِ
ألا يا إلهي لست إلا هائماً
يمشي بخطو مكثر الرجفاتِ
هل تغفر الزلات لي فيما مضى
وتنير دربي مع صباح حياتي؟!
أم أكتفي بطويل ليلي إذ بدا
كحياة شيخ مهطل العبراتِ؟!
أنا لست إلا من إمائك إنما
طمعي بعفوك يعتلي غاياتي
أنا من ظلمت النفس يوماً دونما
أدنى اعتبار للضمير العاتي
أنا من أقر بذنبه ثم ارتجى
صفحاً عظيماً منك يا رب آتي
يا رب عني خفف النكبات لا
تدع الوساوس يحرمني سباتي
أزل الكراهية البغيضة من دمي
واصبغ فؤادي صبغة الرحماتِ
واعمرني دوماً بالوداد وبالصفاء
واجعل لي ذكراً طيب النفحاتِ
خلصني من شر الأمور ودائها
يا رب جاوب دعوتي ومناتي
لا لم أكن بحياتي يوماً مجرماً
أو خائناً متعدد العثراتِ
لكن تجنبت السلامة والتقى
واحترت أين يكون درب نجاتي
ولربما يا رب زلت بي الخطى
كادت لترديني إلى الحفرات
لكنك الله العظيم بعفوك
نجيتني من شائن الزلاتِ
وجبرت كسري ثم جدت بنصرتي
وشددت أزري ثم لم شتاتي
يا رب لا يكفيك مدح أو ثناء
لن تحتوي أفضالك الكلمات
لو ينقضي عمري القصير بطاعة
دون انقطاع حتى يوم مماتي
لاحتجت بعد العمر عمراً آخراً
أدعوك فيه بمهجعي وصلاتي
حتى تبشرني إلهي بنعمة
ما نالها إلا ذوو العزمات
نعم تدوم ولا يحق زوالها
في أعذب الأنهار والجنات
واجمعني ربي بوالدي بأرضها
واجعلهما نوراً يضيء حياتي
لا تفجع القلب الضعيف بفقدهم
وأدم بقاءهم مدى الأوقاتِ
ونهاية القول الصلاة على النبي
المختار من قد أوفى بالأماناتِ